انطلق صوتهما لإعادة مواويل نهامي الخليج العربي، وإحياء ذاكرة أيام الغوص والبحارة، عبر إصدار مقطع صوتي تتجاوز مدته العشر دقائق، إصدار من شأنه إعادة فن «النهمة» التراثي مع استخدام موسيقى من شأنها أن تنقل المستمع إلى ظهر «البانوش».
أحمد الحلواجي ومحمد شاكر من الأصوات الشبابية، التي اتخذت هذا الفن في بادئ الأمر كهواية، وكان لكل منهما أستوديو خاص به في منزله، إلى أن تفرّغا إلى تقديم الإصدارات بمختلف أنواعها كالأناشيد والأهازيج التراثية والزفات والمسرحيات الصوتية وغيرها، واليوم هما يعتزمان إحياء تراث الشعراء القدامى والتراث البحريني الأصيل من خلال أعمال صوتية تجسّد بعض المهن القديمة وعادات الماضي الأصيلة فضلاً عن المواقف والنكات التراثية وغيرها.
«الوسط» التقت بكل من الحلواجي وشاكر، واللذين تحدّثا عن تجربتهما، ورأيا أنهما قادرين على تقديم شيء مختلف عمّا هو مطروح في الساحة البحرينية، من شأنه أن يعرّف الأجيال الجديدة بتراث قد يُنسى نهائياً مع الأيام.
وذكرا أن التاريخ البحريني زاخر بأشعار ومواقف ومهن لم يسمع عنها الجيل الجديد شيئاً، ولا توجد إلا في ذاكرة من عاصرها، وأن إعادتها بنفَس شبابي معاصر أمر من شأنه أن يضيف الكثير إلى البحرين ويعرّف أهلها ومرتاديها على تفاصيل هذا التراث وأهله.
وفيما يتعلق بأعمالهما حالياً، ذكرا أن أكثر الإقبال على الزفات الخاصة بالأفراح، وأن العمل على الجديدة منها يستغرق ثلاثة أيام، ويتراوح سعرها ما بين 100 إلى 150 ديناراً.
لم يكن الأداء وحده هو ما يميز الحلواجي وشاكر، فقد برعا بجهود فردية في العزف على آلة البيانو، إذ قالا: «رأينا مدى حاجتنا لإدخال الموسيقى في أعمالنا وإصدارتنا وبات علينا تعلم العزف على الآلات الموسيقية وقمنا باختيار آلة البيانو، ومن خلال دروس على (اليوتيوب) تمكّنا من ذلك، وقمنا بإدخال أفضل التقنيات إلى الأستوديو الخاص بنا، وهي تقنية HD»، في حين لفتا إلى أن ذلك كان يتطلب أكثر من إتقان العزف، ويصل إلى الإحساس بالكلمة والتفاعل معها والعيش في أجوائها.
وأضافا أن أمتع الإصدارات هي التراثية كونها تنقلهما إلى زمن آخر وتشعرهما بطعم الماضي الأصيل.
وفي ردهما على كثرة الإصدارات المشابهة لإصدارتهما، لاسيما الأهازيج والزفات، ذكرا أن الحرص على الجودة من الأمور المهمة والأساسية لتقديم المنتج، وهو ما يميزهما على حدّ قولهما.
وتطرقا إلى العراقيل التي يواجهانها في عملهما، إذ بيّنا أن عدم احتضان المواهب والدعم هما أبرز التحديات التي يواجهانها وتواجه الكثير ممن يقدمون مثل هذه الأعمال والإصدارات، منوهين إلى أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعاطي المجتمع البحريني بمختلف الأعمار معها أسهم في حل مشكلة الإعلان والدعاية التي كانت تواجه من سبقهما.
وبشأن آخر أعمالهما، تحدّثا عن أوبريت تحت عنوان «سفر»، منوهين إلى أنهما قاما بتوزيعه وهندسته صوتياً، في حين أن الكلمات كانت لشاعر كويتي، وذكرا أنه أوبريت إنشادي ممسرح من إنتاج فرقة «منتظرون» وتم تقديمه العام الماضي وهذا العام في شهر رمضان الكريم، مشيرين إلى أنه فريد من نوعه في البحرين والخليج، حسب ما أفاد به فنانون، وقد احتضن مواهب شبابية تعمل على الديكور والمسرح والصوتيات والتمثيل، ومثّل تجربة فريدة تعلم منها جميع المشاركين فيه.
وذكرا أن لمؤسستهما توجّهاً جاداً لتقديم أعمال جديدة تتحدث عن التراث الشعبي البحريني وأهازيج تراثية وإصدارات لمناسبات وعادات وتقاليد بحرينية أصيلة من شأنها أن تضفي الكثير على رصيدهما من جهة، وتحيي تراث الأجداد من جهة أخرى.
بدآ كهواة، واليوم دخلا عالم الاحتراف والاستثمار، ويتطلعان عبر مؤسستهما إلى أن تكون مؤسسة كبيرة متكاملة ولها فروع من شأنها أن تحتضن المواهب الشبابية الإبداعية، وذلك لدعم المشاريع التراثية والمجتمعية.
العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ
سيد مرتضى عيسى
البحرين تضم نخبة متنوعه في الفن والإبداع .. منهم المنشد ومنهم المهندس الصوتي ومنهم المخرج ومنهم الممثل ومنهم المصور والمنتج كل هذه الطاقات تفتقد للرعاية الرسميه ولو تم السماح لهم بإبراز فنهم وابداعهم عبر القنوات الرسميه لتحولت البحرين لمحطة من المحطات الفنية البارزة على مستوى الخليج والدول العربيه .. وما الحلواچي وشاكر وحسين علي والولاء والكثير من المجموعات والفرق الشبابيه الا نموذج من نماذج الفن البحريني الاصيل الذي نعتز ونفتخر بهم جميعاً ..
احلا يا شباب
بالتوفيق شباب ومن ابداع لابداع باذن الله
موفقين
بالتوفيق يامبدعين