أكد خطاطون بحرينيون مساعيهم لإعادة فتح مدرسة الخط العربي البحرينية التي أغلقت قبل أعوام بسبب ظروف مختلفة، وأسسها الخطاط عبدالإله العرب، مبدين أملهم في أن تكون البحرين في مصاف الدول العربية التي أعادت إحياء فن الخط العربي، وفقاً للقواعد والضوابط الصحيحة.

وأكد الخطاطون أن الخط العربي بحاجة إلى نشر ثقافته وإحيائه عبر المسابقات والمقالات والدعم الإعلامي، والترويج له لدى مختلف الأجيال وتطوير القدرات الموجودة حالياً، لاسيما أنه نتاج الحضارة الإسلامية التي طالما تمتعت بها البحرين منذ القدم.

جاء ذلك خلال لقاء الأعضاء المؤسسين لملتقى الخط العربي برئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري، وتقديمهم رسالة شكر مخطوطة يدوياً على ما قامت به الصحيفة من جهد في تنظيم معرض الخط العربي قبل أشهر، حيث حضر رئيس مركز شباب رأس رمان ماجد الماجد، والخطاطون قاسم حيدر وعلي الجد وسيدمحمد كاظم.

هذا وقال الجد: «إن المركز يولي الخط العربي اهتماماً واسعاً، وقد نظم العديد من الفعاليات التي حظيت بدعم من جهات تجارية كبيرة مثل بيت التمويل الكويتي، وقد أصدرنا العديد من الكتيبات التي تتضمن موضوعات وصوراً ومخطوطات يدوية لمحترفين بحرينيين في هذا المجال، وكلنا أمل في أن نطور هذا الأداء، وأن يتبنى المركز موضوع الخط العربي».

وأضاف الجد أن «تاريخ الخط العربي وقصته في البحرين بحاجة إلى تدوين، لاسيما تلك المتعلقة بقصة إنشاء مدرسة الخط العربي على يد عبدالإله العرب، فضلاً عن ضرورة تكاتف الجميع من أجل إعادة إحياء هذا الفن وجعله نموذجاً من الحضارة البحرينية وليس جزءاً جانبياً».

ومن جهته، قال الخطاط قاسم حيدر: «يوجد خطاطون متميزون يعتبرون أيقونات ويشاركون في كل المحافل والجوائز العالمية، وهم مدارس نتتبعها نحن كخطاطين بحرينيين، ونأخذ منهم لأنها نتاج حضارة متراكمة وبنسب جمالية ذات أفضلية، بحيث يمكننا نحن تجميلها».

وأضاف حيدر «نحن بحاجة لعودة فتح مدرسة الخط العربي البحرينية التي أسسها عبدالإله العرب، ونشر ثقافة الخط عبر مختلف القنوات، كما أننا بحاجة إلى مدرسين محترفين لديهم إجازات من كبار الخطاطين، من أجل تأسيس قاعدة صحيحة ومتميزة محلياً، علماً أننا نطمح لأن يكون الخط ثقافة لكل البحرينيين، وأن تكون هذه البلد بمثابة واجهة لهذا النوع من الفن والحضارة».

وأوضح حيدر أن «الخط أحد ركائز الثقافة الإسلامية، وقد اندثر بسبب الإنجذاب إلى التقنيات المختلفة، وهناك مؤسسة في تركيا عملت منذ العام 1982 وقامت بإعادة إحياء الخط، باعتبار أن تركيا كانت آخر دولة إسلامية في القرون الماضية، والتي خلالها كان يوجد خطاط لكل حاكم ووزير ومسئول»، مستدركاً بأن «الخط يشهد حالة من الازدهار حالياً، وبنسبة مرتفعة جداً نكاد أن نقول عنها غير طبيعية، وتوجد دول في المنطقة تولي اهتماماً كبيراً لهذا النوع من الفنون، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تركيا ودول أخرى». وأشار حيدر إلى أنه «للأسف أن الخط بات يعاني من الدخلاء الذين لا يعرفون قواعده وضوابطه، ونأمل ألا نكون هكذا، فنحن مجموعة من الخطاطين تتبعنا الخط وبحثنا عنه علمياً وتاريخياً عبر مصادر وكتب مختلفة، ونسعى لأن نتعلمه على أيدي كبار الخطاطين في العالم، وتركيا تحديداً».