قال رئيس النيابة محمد المالكي إن محكمة الاستئناف العليا الدائرة الأولى أصدرت حكمها اليوم الأحد (31 أغسطس/ آب 2014) في القضية المعروفة باسم قضية مستودع متفجرات سلماباد وقضت بتعديل العقوبة إلى السجن لمدة 15 سنة للمستأنفين الأربعة والتأييد فيما عدا ذلك.
وكانت النيابة العامة قد سبق وأن صرحت بان محكمة أول درجة أصدرت حكماً في ذات القضية و قضت بإدانة جميع المتهمين بالسجن المؤبد كما قضت بحق المتهمين الأول والسابع والثامن والتاسع– إضافة إلى عقوبة السجن المؤبد - بالسجن 10 سنوات عن التهمة الخامسة وتغريمهم 100 ألف دينار وأمرت بمصادرة المضبوطات.
وأضاف أن النيابة العامة أحالت تسعة متهمين "أربعة منهم محبوسين" إلى المحكمة الجنائية وأسندت إليهم تهم الانضمام إلى جماعة الغرض منها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المملكة وأمنها للخطر و كان الإرهاب من وسائلها، التدريب على تصنيع المتفجرات، تصنيع وحيازة وإحراز مفرقعات واستعمالها فيما يخل بالأمن العام وتنفيذاً لأغراض إرهابية، إحداث تفجيرات بقصد ترويع الآمنين وجمع أموال لتمويل الجماعة.
وقد باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة حيث كشفت التحريات بأن المتهمين وآخرين اتخذوا المستودع مكاناً لتصنيع المتفجرات بقصد استخدامها فيما خططوا له من استهداف رجال الأمن والمدنيين والممتلكات بغرض زعزعة الاستقرار في البلاد والإضرار بمقوماتها الاقتصادية، وقد توصلت التحقيقات إلى قيامهم باتخاذ مقرين آخرين بمنطقتي طشان وعالي لتخزين الأدوات والمواد المستخدمة في التصنيع ولعقد اجتماعاتهم التنظيمية، وقد تم تفتيش تلك المقار وكذا مساكن المتهمين بناء على أذون النيابة، وأسفر التفتيش عن ضبط عدد من العبوات المتفجرة جاهزة للاستخدام وكذلك الأدوات والمعدات والمواد التي تستخدم في تصنيعها وصواعق تفجير، بالإضافة إلى مدونات ومصنفات تحتوى على طرق وكيفية تصنيع المفرقعات.
وقد خلصت تقارير الخبراء إلى أن العبوات المضبوطة هي مفرقعات تحتوى على خليط من متفجر النتروجلسرين والنتروسيليلوز، وهو خليط شديد الانفجار يصنف ضمن أنواع متفجرات الديناميت، وتعتبر من المتفجرات العالية ذات القدرة التدميرية على الممتلكات والأرواح ومن الممكن تحضيرها من المواد التي تم ضبطها في المستودع، وهي بذاتها مواد كيميائية تدخل في تصنيع بعض أنواع المتفجرات العالية كالديناميت و تي إن تي، وغيرها.
كما ثبت من تفريغ ذاكرة الكترونية ضبطت بحوزة المتهمين اشتمالها على مقاطع فيديو ودروس في كيفية صنع القنابل والمواد المتفجرة وصواريخ القسام والعبوات المضادة للدروع، وطرائق تدبير المواد التي تستخدم في صنعها. بينما تبين من فحص آثار الحمض النووي والبصمات المرفوعة من مقار الجماعة تطابقها مع تلك الخاصة بعدد من المتهمين.
ونوه إلى أن بعض المتهمين كان وراء التفجيرات التي حدثت بالقرب من مركز المعارض بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، حيث أعدوا عبوتين متفجرتين من التي تم تصنيعها، وقاموا بوضعهما بالقرب من المركز وبتفجيرهما عن بُعد باستخدام هاتف نقال وجرس لاسلكي، بغرض إفشال فعالية كانت تجري آنذاك بمركز المعارض، وهو ما نجم عنه إتلاف عدد من السيارات تصادف وجودها هناك وكذلك إحداث أضرار بأحد المنازل.