يصادف اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الأديب المصري نجيب محفوظ الذي توفي عن عمر 94 سنة في العام 2006، بعد صراع مع المرض، وهو أول روائي عربي حائز على جائزة نوبل للآداب. وترجمت أعماله الى أكثر من 33 لغة، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الحياة السعودية.
وعاش محفوظ تاريخ مصر المعاصر مرتين: مرة أولى مصرياً شغوفاً بمفردات الدستور والاستقلال الوطني والحرية السياسية، ومرة ثانية روائياً يرصد ويراقب بعين سياسية.
وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا وهو أب لابنتان في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1911 في حي الجمالية في العاصمة القاهرة. والده كان موظفاً لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له. وأمه هي فاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة، أحد علماء الأزهر.
بدأ تحصيله العلمي في مدرسة بين القصرين، وحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، والتحق بكلية الآداب (قسم الفلسفة)، وحصل على شهادته الجامعية من الكلية في العام 1934 وكان بلغ سن الثالثة والعشرين.
بدأ حياته وهو طالب في الجامعة محرراً في مجلة "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها الكاتب المصري سلامة موسى، ونشر أول مقال له في تشرين الأول (اكتوبر) 1930 بعنوان: "احتضار معتقدات وتولد معتقدات".
أصدر أول أعماله "مصر القديمة" في العام 1932، أتبعها بمجموعته القصصية "همس الجنون" في العام 1938، ونشرت رواية محفوظ الأولى "عبث الأقدار" في العام 1939. بعدها توجه الى كتابة ثلاثية استلهمت التراث الفرعوني في نوع من الاسقاط التاريخي على المرحلة السياسية التي سادت مصر في تلك الفترة هي: "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة".
في الفترة ما بين العام 1949 والعام 1956، اتجه الى كتابة سيناريو الأفلام وكان أول كاتب روائي يقوم بخطوة من هذا النوع، وأول سيناريو قام بكتابته هو مغامرات "عنتر وعبلة".
بعد تخرجه، عمل محفوظ في وزارة الأوقاف، ثم بعد تولي "الضباط الأحرار" السلطة عمل رئيساً للرقابة على المصنفات الفنية في العام 1959 ورئيساً لمؤسسة السينما وفي ما بعد عضواً في المجلس الأعلى للثقافة.
توج محفوظ أعماله بثلاثية جعلته علماً من أعلام الرواية العربية وأحد أهم روادها ومؤسسي حداثتها، أخذت عناوين أجزائها من أسماء حارات في القاهرة، "الفاطمية بين القصرين"، و "قصر الشوق" و "السكرية".
وفي العام 1959، اعترض مسؤولون في الأزهر على رواية "أولاد حارتنا"، التي نشرتها صحيفة "الأهرام" كاملة، على الرغم من اعتراض عدد من رموز التيارات المصرية المحافظة.
وعمد صاحب "دار الآداب" سهيل إدريس الى نشر الرواية في العاصمة اللبنانية بيروت.
في العام 1994، تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال وطعن بالسكين، لكن الشاب الذي دفعه "متشددون إسلاميون"، وفق ما وُصفوا حينها، لتنفيذ الجريمة أصاب الرقبة وترك الحادث أثره على يده اليمنى بعدما أصاب السكين عصباً داخلياً، ومكث في المستشفى سبعة أسابيع، كما أثر الحادث على برنامجه اليومي، اذ اضطر للاستجابة لإلحاح أجهزة الأمن المصرية فلازمه أحد الحراس لحمايته.
وتوقف محفوظ عن الكتابة بعد الحادث، لكنه في السنوات الثلاث الأخيرة كان يكتب قصصاً قصيرة أطلق عليها اسم "أحلام فترة النقاهة".
ويذكر مقربون من محفوظ ان حياته المنظمة انعكست على أدبه الذي تقسّم وتنظّم بصورة متناسقة مع مجريات الأحداث والأزمات التي تعرّضت لها بلاده مصر، وهذا النظام الأدبي المتناسق يبدو وكأنه يسير على طريق أدبي مخطط له مسبقاً.
وصدر عدد شهر آب (أغسطس) من مجلة «الهلال» المصرية، وموضوع الغلاف عن رواية مجهولة لمحفوظ عنوانها «الأحدب»، كتبت العام 1927 ويعرض أحد المواقع الإلكترونية مخطوطها، وهو عبارة عن كراسة مدرسية للبيع.
ويقول منير مطاوع، كاتب مصري مقيم في لندن، إن تلك الرواية ألَّفها نجيب محفوظ وهو في السابعة عشرة من عمره وأحداثها مستمدة من أجواء حياة المصريين القدماء وحضارتهم، مثل روايتيه المبكرتين «كفاح طيبة» و«رادوبيس».
من أبرز أعماله: "ثرثرة فوق النيل" (رواية) صدرت في العام 1966، "ميرامار" (رواية) صدرت في العام 1967، "خمارة القط الأسود" (مجموعة قصصية)، "تحت المظلة" (مجموعة قصصية)، "حكاية بلا بداية ولا نهاية" (مجموعة قصصية)، "شهر العسل" (مجموعة قصصية )، "المرايا" (رواية)، "الحب تحت المطر" (رواية)، "الجريمة" (مجموعة قصصية)، "الكرنك" (رواية)، وغيرها من الأعمال.
واتفق وزير الثقافة المصري جابر عصفور مع سفير إسبانيا في مصر أرتورو أُزلو دياز دلكورال، على إطلاق الدورة الثانية لجائزة نجيب محفوظ للترجمة "سيرفانتس"، والمقدمة من السفارة الإسبانية بهدف تشجيع حركة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى العربية.