أمهل قادة الاتحاد الاوروبي في ختام قمتهم في بروكسل اليوم الأحد (31 أغسطس/ آب 2014) روسيا اسبوعا لتغيير موقفها في النزاع المستمر في اوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات جديدة عليها.
وقال رئيس المجلس الاوروبي المنتهية ولايته هيرمان فان رومبوي اثر القمة الاوروبية الطارئة ان "المجلس الاوروبي مستعد لاتخاذ مزيد من الاجراءات في ضوء التصعيد في اوكرانيا".
واضاف ان المفوضية الاوروبية كلفت التحضير "في شكل عاجل" لسلسلة جديدة من العقوبات ستقدم "خلال اسبوع"، على ان يتم اتخاذ قرار "بحسب تطور الوضع".
وتابع فان رومبوي "الجميع يدركون انه ينبغي التحرك سريعا. ثمة عزم قوي على ممارسة اكبر ضغط ممكن على روسيا لتعود الى طاولة المفاوضات وللتوصل الى حل سياسي".
واوضح ان مشاورات بين الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ستبدأ الاثنين "لنكون مستعدين خلال اسبوع".
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان هذه العقوبات الاقتصادية ستطاول خصوصا قطاعي المال والطاقة على غرار المنحى الذي سلكته الامور منذ نهاية تموز/يوليو.
واكد فان رومبوي ان هذه العقوبات الاقتصادية "لها تاثير ملحوظ على الاقتصاد الروسي".
وكان الاتحاد الاوروبي قرر في 29 تموز/يوليو منع وصول روسيا الى اسواقه المالية وحظر بيعها تكنولوجيا حساسة في قطاعات الطاقة والسلاح والسلع ذات الاستخدام المدني والتي يمكن استخدامها لاغراض عسكرية.
وفي مستهل القمة، استمع قادة الاتحاد الى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الذي عرض لهم الوضع الميداني.
واكد بوروشنكو "اننا نريد السلام وليس الحرب، لكننا قريبون جدا من الحدود بحيث لن يكون ممكنا التراجع"، متهما من جديد روسيا بارسال قوات ودبابات الى الاراضي الاوكرانية. واعتبر "اننا اليوم نتحدث عن مصير اوكرانيا، انما غدا يمكن ان نتحدث عن امن اوروبا واستقرارها".
وتنفي روسيا بشكل قاطع ارسال قوات الى اوكرانيا.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف "ان اتحاد روسيا لا يشن اية عملية عسكرية في اوكرانيا ولن يقوم بذلك في المستقبل".
وكان رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو حذر السبت من الوصول الى "نقطة اللاعودة" في النزاع الاوكراني.
وقال باروزو بعد لقاء مع الرئيس الاوكراني"اننا في وضع مأساوي"، مضيفا "يمكن ان نجد انفسنا في وضع نصل فيه الى نقطة اللاعودة ان استمر التصعيد".
وفي باريس اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام اجتماع في الاليزيه للقادة الاشتراكيين الديموقراطيين في اوروبا ان "المفوضية الاوروبية ستعمل على رفع مستوى" العقوبات على روسيا.
وتعقد "مجموعة الاتصال" حول الازمة الاوكرانية الاثنين اجتماعا في مينسك كما اعلنت وزارة خارجية بيلاروسيا.
وسيحضر ممثلون لاوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا المحادثات كما اوضحت الوزارة بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.
واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو في اتصال هاتفي السبت "اهمية تنظيم مشاورات لمجموعة الاتصال في عاصمة بيلاروسيا بمشاركة ممثلين عن سلطات كييف ومناطق جنوب شرق اوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وروسيا" كما جاء في بيان صادر عن الكرملين.
ميدانيا، اعلن المتمردون الموالون للروس السبت انهم يحضرون لشن هجوم جديد واسع النطاق ضد القوات الحكومية في شرق اوكرانيا بعد ايام على سيطرتهم على مناطق اضافية.
ويبدو ان المتمردين يواصلون تقدمهم السبت حيث اعلنوا انهم على وشك تطويق ميناء ماريوبول الاستراتيجي (460 الف نسمة) على بعد حوالى مئة كلم من معقلهم دونيتسك.
واعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف ان قسما من الجنود الاوكرانيين المحاصرين من قبل متمردين موالين لروسيا في كومسومولسك تمكنوا من فك الطوق حولهم.
من جهة اخرى، عين قادة الاتحاد الاوروبي السبت رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك رئيسا للمجلس الاوروبي، ووزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
وهذه التعيينات لم تكن موضع شك لانه جرى التوافق على اسم موغيريني لخلافة اشتون فيما كان تاسك يعتبر الاوفر حظا للفوز بهذا المنصب في الايام الماضية.
وسيخلف تاسك (57 عاما) العضو في الحزب المحافظ الاوروبي، في كانون الاول/ديسمبر فان رومبوي الذي كان اول رئيس دائم للمجلس وهو منصب استراتيجي، مكلف تنسيق العمل بين رؤساء الدول والحكومات وتمثيل الاتحاد الاوروبي في الخارج الى جانب رئيس المفوضية.
وهذا التعيين يوجه رسالة حازمة الى روسيا لان بولندا التي كانت سابقا ضمن الكتلة الشيوعية، تعتبر بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الاكثر دعما لاوكرانيا منذ بدء الازمة. وبولندا ليست عضوا في منطقة اليورو.
اما موغيريني (41 عاما) فتنتمي الى الحزب الديموقراطي الايطالي المنبثق من الاشتراكية الاوروبية.
وبعد فوز الحزب الديموقراطي الساحق في الانتخابات الاوروبية والذي جعله اكبر حزب يساري في اوروبا، دفع رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي بترشيح موغيريني لخلافة البريطانية كاثرين اشتون في تشرين الثاني/نوفمبر على رأس الدبلوماسية الاوروبية.
ووزيرة الخارجية الايطالية التي ليس لديها خبرة طويلة نسبيا في السياسة، كثفت في الاونة الاخيرة رحلاتها الى الخارج وخصوصا الى اوكرانيا وروسيا. واثار لقاؤها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات شديدة في عدة دول من اوروبا الشرقية.