العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

د. عابد: تعرفوا على قلوبكم جيداً

4 آلاف يراجعون “ابن النفيس” لعلاج القلب

يبدأ عمله مبكراً جداً قبل الولادة، وراحته تعني الوفاة. إنه القلب محرك الحياة الذي يحظى باهتمام الجميع، لكن هناك إهمالاً أو تغافلاً كبيرين في رعايته. ومع ذلك فهناك العديد من المؤتمرات والندوات الصحية المتخصصة للتحذير من خطورة الأمراض التي تتهدده.

آخر هذه المؤتمرات كان المؤتمر جمعية القلب الخليجية الحادي عشر ومؤتمر رابطة القلب البحرينية الرابع في فبراير الماضي، الذي أكد أن أمراض القلب تتسبب بأكثر من ثلث حالات الوفيات في دول التعاون الخليجي.

وكشف المؤتمر أن نسبة الإصابة بهذه الأمراض عند الأشخاص فوق الأربعين سنة، تتراوح بين 20 و45 في المئة.

وللتعرف أكثر على القلب وما يصيبه من علل، وأهم سبل الوقاية، كان لنا في «الوسط الطبي» هذا اللقاء مع طبيب القلب الدكتور حسين عابد.

عرفنا بنفسك بداية؟

اسمي الدكتور حسين عابد، اختصاصي أمراض القلب. لقد أتتمت تخصصي في طب القلب في لندن، لدي خبرة عمل ما تقارب عشر سنين في دول عدة من ضمنها المملكة العربية السعودية، الهند، ومملكة البحرين، وانضممت إلى مستشفى إبن النفيس في العام 2011.

هناك أنواع مختلفة للمشاكل التي تصيب القلب، فما هي؟ وما أكثرها انتشاراً في المملكة؟

هناك أنواع متعددة، وإذا ذكرناها بشكل ملخص نستطيع أن نصنفها إلى المجموعات الآتية: العيوب الخلقية، أمراض روماتيزم القلب، الأمراض المتعلقة بصمامات العضلة القلبية، أمراض احتشاء عضلة القلب، عدم انتظام ضربات القلب.

ما أهم الأعراض التي يجب أن ينتبه لها الفرد وتستلزم مراجعة طبيب القلب؟

أهم الأعراض التي يجب الانتباه هي الآلم في الصدر التي تشعر من الخلف، أو آلام الذراع الأيسر أو الفك السفلي. وكذلك الشعور بالثقل في الصدر المرتبط بضيق في التنفس والتعرق المتزايد هي أعراض متزامنة ويجب الانتباه إليها. هذه الأعراض تزداد سوءاً عند بذل الجهد، ففي هذه الحال تجب مراجعة الطبيب.

ما أهم المسببات الإصابة بأمراض القلب؟

بعضٌ من مشاكل في القلب تكون خلقية أو وراثية، فيجب من الولادة وضع خطة علاج على المدى الطويل. هناك أيضاً أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، واضطراب شحميات الدم قد تؤدي إلى التدهور الصحي الذي يكون مسبباً لأمراض القلب. وهناك عوامل أخرى مثل أسلوب الحياة المستقرة أو وجود تاريخ عائلي قوي من أمراض القلب. هذه هي الأسباب الرئيسة للمشاكل في القلب.

مَن هم الأشخاص المعرضون للإصابة بالمرض أكثر من غيرهم؟

كما ذكرت سابقاً، عامل أسلوب الحياة المستقرة، مع وجود تاريخ عائلي يسجل إصابات بأمراض القلب في العائلة يرفع من احتمالية الإصابة بالمرض. وكذلك الأمراض الموجودة تزيد العرضة للمرض، وهي ارتفاع ضغط الدم، والسكري، واضطراب شحميات الدم.

وما يضاعف عرضة الشخص للإصابة هو عدم الالتزام بأدوية ضغط الدم أو السكري، وعدم مراجعة الطبيب بشكل منتظم، ما يؤدي إلى عدم التحكم بهذا الأمراض التي بدورها تساهم في تدهور حالة المريض.

مع التطور الطبي التكنلوجي، ما أحدث منظومات العلاج المستخدمة للعلاج في البحرين؟

هناك تطورات عدة، ونحن في نعمة - بمملكة البحرين - أن هناك خيارات متعددة متوافرة لجميع مرضانا.

التقنيات «غير الغازية» المتاحة في البحرين هي تخطيط القلب، تخطيط صدى القلب، فحص الضغط بالجهاز الكهربائي، مراقبة ضغط القلب المتنقل، تخطيط صدى القلب بالدوبوتامين، تخطيط صدى القلب عبر المريء. ومن أهمها، والتي تقدم للمرة الأولى في البحرين في مستشفى ابن النفيس، هي رصد ضغط الدم المركزي المتنقل.

وهناك علاجات أخرى نستطيع إدراجها تحت مسمى «الإجراءات الغازية» مثل تصوير الأوعية التاجية، ورأب الأوعية التاجية والدعامات. إضافة إلى أنواع مختلفة من زرع جهاز تنظيم ضربات القلب. وأيضاً نوفر الدراسة الكهربائية والاجتثاث، رأب الصمام بالبالون، وزرع الصمام الأبهري عن طريق المنظار.

وكذلك تتم في البحرين العمليات الجراحية مثل تطعيم الشريان التاجي (CABG)، استبدال الصمام، إغلاق عيب الحاجز، وإصلاح التشوهات الخلقية.

ما أكثر الفئات العمرية التي تراجعكم بسبب الإصابة بأمراض القلب؟

طبعاً، تضعف صحة الإنسان مع كبر السن، لكننا نرى أن أمراض القلب تبدأ من عمر الأربعين وبعده؛ لذلك فموضوع صحة القلب يجب أن يهم جميع الأشخاص من هذه الفئة العمرية.

كم يبلغ عدد مرضى القلب المراجعين لمستشفى ابن النفيس سنوياً؟ وهل تعتبره عدداً كبيراً؟

يقوم نحو 3500 - 4000 مريض، بزيارة ابن النفيس سنوياً بسبب مشاكل أمراض القلب، وهذا عدد كبير يبين لنا ثقة المرضى فينا، ولكن أيضاً يبين ازدياد عدد المصابين بأمراض القلب في البحرين.

كما يقال «الوقاية خير من العلاج». كيف يقي الفرد نفسه من أمراض القلب؟

«الوقاية خير من العلاج»، هي عبارة مهمة بالنسبة لأمراض القلب؛ لأنه عندما تتدهور حالة القلب يصعب علاجه أكثر فأكثر. لذلك، فالفحوصات المنتظمة هي أهم شيء يقوم به أي شخص يرى نفسه عرضة لأمراض القلب. إضافة إلى ذلك، الحفاظ على الصحة الكاملة عبر علاج الأمراض الموجودة مثل السكري وضغط الدم بشكل صحيح ومنتظم والمواظبة في أخذ الأدوية، ومراجعة الطبيب بحسب الجدول المحدد، والحفاظ على مستويات طبيعية لضغط الدم والسكر في الدم. وأنصح الجميع، أيضاً، على تناول الأكل الصحي والقيام بالتمارين بشكل منتظم، فهما أساس الصحة الكاملة.

هل من كلمة أخيرة؟

يصادف يوم 29 شهر سبتمبر يوم القلب العالمي، فأطلب من الجميع أن ينتهزوا هذا الفرصة للحصول على المعلومات التي تهمهم والقيام بفحص القلب المناسب لهم. ويجب علينا، أيضاً، أن نقوم بواجبنا ونشجع أحباءنا المصابين والمعرضين لأمراض القلب بالمشاركة في الفعاليات التوعوية والقيام بفحص القلب.

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً