الرضاعة الطبيعية فرصة حقيقية لولادة صداقة حميمة بين الطفل وأمه، وهي نعمة حباها الله للأمهات تشعرهن بحلاوة الأمومة. ولكن يعكر صفو الرضاعة صعوبات تعتري بعض الأمهات، ما يجعلهن ينفرن من إرضاع طفلهن أو لا يستطعن الإتيان به على الوجه المطلوب. وللحديث أكثر عن تلك المشاكل التقت «الوسط الطبي» اختصاصية أمراض النساء والولادة الدكتورة فرح النعيمي، واستشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة فضيلة سلمان النجار.

ونصحت د.النعيمي الأمهات بأكثر من حل لمواجهة صعوبات الرضاعة. فالأمهات اللاتي يعانين من نقص إفراز حليب الثدي عليهم الإكثار من شرب السوائل والحليب والتمر والحِلبة. وهذا ما تؤكده كذلك د. النجار قائلة إن «شرب الماء مهم جداً للمرأة المرضعة؛ لأن الحليب مثل أي إفراز في الجسم يحتاج لمصدر من أجل تكوّنه، ومصدر الحليب هو الماء».

وعند سؤال د. النجار عن صحة فاعلية الرهش في إدرار الحليب حسب ما تقوم به نساء الخليج، أكدت أن هنالك علاقة وثيقة بين الاثنين - الرهش وإدرار الحليب - فالحليب يتكون من كالسيوم ودهون وبروتينات، وكذلك الرهش غني بالبروتين والدهون، مضيفة أن للحِلبة الأثر الكبير كذلك في إدرار الحليب، وذلك ما يفسر صناعة حبوب خاصة لزيادة الإدرار مصدرها الرئيس لمكوناتها هو الحلبة.

ومن مشاكل الرضاعة كذلك هي مشكلة تشقق حلمة الثدي أثناء الرضاعة، فيحدث نتيجة أسباب عدة منها طريقة مسك الطفل الرضيع للحلمة الخاطئة، أو ربما هي علامة لوجود التهاب بالثدي. وتنصح د. النعيمي الأمهات اللاتي يعانين من هذا الأمر بوضع كريم بعد كل رضعة على الحلمة وأفضل نوع بحسب قولها هو «mustela cream».

ويحدث أنْ تصاب الأمهات بآلام وتحجّر في الثدي نتيجة زيادة إفراز الحليب داخل الثدي مقابل عدم أو قلة إرضاع الطفل، ما يؤدي إلى تحشر الحليب فيزيد من حجم الثدي ويسبب الألم، بحيث يصبح شديد الحساسية ولا تحتمل المرأة مجرد لمسه أو تحريكه، والحل يكمن في لبس صدرية قوية وتفريغ الحليب عن طريقة الرضاعة المستمرة أو الشفط كما تقول د. النعيمي. وتضيف أن الشفط اليدوي والكهربائي كلاهما يقوم بالواجب.

ومن صعوبات الرضاعة أيضاً الحلمة الغائرة أو المقلوبة والمسطحة والتي تعاني منها نسبة من النساء، وهي بالطبع تعوق عملية الرضاعة لعدم قدرة الطفل على إدخال الحلمة والأنسجة المحيطة بها بصورة جيدة في الفم. والحل لتلك المشكلة كما تقول د. النعيمي هو استخدام جهاز لشفط الحلمة وهو متوافر في أغلب الصيدليات.

يُذكر أن من الجيد أخذ أقراص الفيتامينات والحديد المكمّلة أثناء الرضاعة الطبيعية بعد استشارة الطبيب، إلى جانب أخذ وجبات متنوعة ومتوازنة تحتوي على أحماض دهنية أساسية والتي توجد في المكسرات، الأفوكادوا، زيت الزيتون، والسبانخ، وفيتامين B12 المتواجد في الأطعمة مثل السمك والجبن، إضافة إلى الحديد المتواجد في العدس واللحوم الحمراء. فأثناء الرضاعة الطبيعية سوف تمدين طفلك بكل المواد الغدائية التي تأكلينها عن طريق إرضاعه ونتيجة ذلك سوف يُحرم شعرك وجسمك من تلك المواد الغدائية إنْ لم تقومي بتعويضها بالانتباه لطعامك الصحي.