يعيش الطفل منذ ولادته أخطر فترة يتعرض خلالها للكثير من العوامل والأمراض مثل الإسهال. يستطيع حليب الأم بما يحويه من مواد مناعية أن يحمي الطفل من هذه الأمراض، حتى أن العلماء لايزالون يجهلون الكثير من تركيب حليب الأم، ولكنهم يلمسون النتائج الرائعة للأطفال الذين يتغذون على حليب أمهاتهم.

وفي سنوات سابقة قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بالعديد من البحوث على الأطفال الرضّع، وخرجوا بنتيجة بحوثهم أن المدة المثالية للرضاعة الطبيعية هي سنتان؛ لأن الطفل خلال السنتين الأوليين من عمره يكون بحاجة ماسة لحليب معقم مثل حليب الأم، ولأن جهازه المناعي لا يستطيع مواجهة أي مرض محتمل قبل سنتين من عمره.

واكتشف العلماء أن حليب الأم يحوي مواد مناعية مضادة للجراثيم، مع العلم أن الجنين في بطن أمه يستمد الأجسام المناعية منها طيلة فترة الحمل، وعندما يخرج هذا الجنين يكون محاطاً بعوامل كثيرة تسبب المرض، ولذلك فهو بحاجة لمناعة إضافية لا يجدها إلا في حليب الأم، فسبحان الله الذي هيّأ له هذا المصدر الطبيعي من الحماية.

وقد عقدت منظمة الصحة العالمية في العام 2001 مؤتمراً بعنوان «Complementary feeding» جاء بنتيجة: «أن السنتين الأوليين من حياة الطفل هما نافذة حرجة يتم خلالهما بناء التأسيسات للنمو والتطور الصحي. إن تغذية الطفل الرضيع هي بُعد جوهري للعناية خلال هذه الفترة.

ولذلك يؤكد الأطباء أن جميع أنواع الأغذية لا يمكن أن تكون كافية للطفل بمفردها خلال السنتين الأوليين من عمر الطفل؛ لأن الطفل يتعرض للكثير من العوامل والتي يُصاب نتيجتها بالعديد من الأمراض، وعندما يبلغ من العمر سنتين، تصبح العوامل ذاتها غير مؤثرة كما كانت من قبل؛ لذلك عمر السنتين هو عمر حرج وحساس للطفل، وينبغي الاعتماد على حليب الأم خلاله لدرء هذه الأخطار.

كذلك فقد بيّنت البحوث الحديثة أن الإرضاع الطبيعي لمدة 24 شهراً يقي الأم من خطر سرطان المبيض بنسبة الثلث، إضافة إلى وقايتها من سرطان الثدي. كما تفيد الدراسات الحديثة بأن الرضاعة الطبيعية تقلل إصابة الأمهات بمرض ألزهايمر بمعدل الثلث تقريباً، خصوصاً كلما زادت مدة الرضاعة لسنة وأكثر.