ما حقيقة أكثر منتج منتشر في الجرائد ومجلات الإعلانات عن التنحيف... حزام السونا؟

هذا المنتج يعتمد على الجانب النفسي بشكل كبير جداً. فهو يساعدك على التعرق وفقدان السوائل حتى يوهمك بأنك خسرت وزناً أكثر. ومع الأسف، فإن العديد من الأشخاص يعتقدون أن جهاز الميزان هو أفضل مقياس للدليل على الرشاقة، وهذا موضوع خاطئ تماماً. فوزن الإنسان يتغير بشكل كبير بناءً على كمية السوائل التي استهلكها وفقدها خلال دقائق.

فعلى سبيل المثال عندما تكون صائماً في يوم حار، ولديك مشاوير عدة في الخارج، ستجد نفسك عندما تعود للبيت فقدت كيلوغراماً واحداً أو اثنين خلال هذه الساعات التي قضيتها تحت لهيب الشمس، ولكن عندما تعاود شرب كمية من السوائل على الفطور سترى أنك قد ازددت مرة أخرى كيلوغراماً واحداً أو أكثر. وهذا بالضبط ما يقوم به حزام السونا، فهو يوهمك بفقدان الوزن، والحقيقة أنك فقدت السوائل فقط، وسيستعيدها جسمك بمجرد شربك الماء.

وللعلم، فإن التعرق الشديد ليس دليلاً على أن الرياضة فعالة، أو أنك استهلكت الدهون الزائدة في جسمك. إنك في النهاية تحتاج إلى حرق الدهون المتراكمة وليس الماء الموجود في جسمك، وجهاز الميزان هنا ليس مقياساً دقيقاً لخسارة الدهون.

ولحزام السونا أضرار كثيرة؛ منها رفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، ما يخفض كفاءة الجسم في حرق الدهون. حيث إن ارتفاع حرارة الجسم تؤثر على خلايا الجسم وتضع الجسم في حالة طوارئ. فتجعل عملية الحفاظ على حرارة الجسم أهم من بقية العمليات مثل حرق الدهون. إضافة إلى أن حزام السونا يغلق مسام الجسم فيحدث صعوبة في تبريد الجسم والتبادل الغازي على سطح الجلد، فيقلل الكفاءة العضلية، كما يسبب سرعة إرهاق العضلات؛ لصعوبة تخلص الجسم من الحرارة الزائدة.

وما يسببه الحزام من كثرة التعرق وإغلاق المسامات الجلدية يؤدي لحدوث التهابات الجلد ومشكلات البشرة، ناهيك عن النوعية السيئة للمادة المصنوعة لهذه البدلة المؤثرة على الجلد. كما قد يتسبب الحزام بحدوث حروق من الدرجة الأولى نتيجة احتكاك الجلد بالحزام المطاطي.

ويعرض الحزام الجسم للعديد من الأخطار الجسدية والذهنية، فهو يسبب الجفاف بسبب كمية السوائل العملاقة التي يفقدها الجسم في وقت قصير، فهو يجعلك تفقد سوائل بنسبة 95%، ودهوناً بنسبة 5% فقط. وفقدان السوائل يجعلك تخسر العناصر الأساسية في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم، ما يؤدي للإغماء والغثيان.

كل هذه العوامل تؤدي إلى تعرضك للإجهاد الحراري. فتجعلك تصاب بالصداع، فقدان القدرة على التركيز، ضيق التنفس، الوهن والخمول، وهنالك حالات انتهت بالموت.

إذاً، لمن صمم هذا المنتج؟

غالبية الظن أنه صمم لممارسي الألعاب القتالية وكمال الأجسام؛ حتى يستطيعوا خسارة السوائل بشكل كبير، ما يسهل عليهم الوصول للوزن المطلوب في الوقت المحدد للبطولة. وبعد قياس الوزن والوصول للوزن المناسب يقوم اللاعب تحت إشراف شخص مختص طبياً في استعادة وزنه الطبيعي بالتدريج عن طريق شرب السوائل والماء. وأحياناً يحتاج اللاعب لتغذية خاصة بالوريد تحت إشراف طاقم طبي خاص لمراقبة سوائل الجسم باستمرار حتى نتجنب حدوث أي ضرر في المؤشرات الحيوية للجسم. لذلك، فإن استخدام هذه البدلة أو الحزام أيضاً يحتاج لخطوات معينة ودقيقة حتى لا يسبب الضرر على الرياضي. وكرأي طبي، لا أنصح به على الإطلاق.

ختاماً، دوري كطبيب أن أحذركم وأنبهكم، والقرار الأخير يعود إليكم، فالجسم جسمكم والصحة صحتكم، وكل إنسان يتحمل نتيجة قرارته.