زينة ميثم حماد، طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف، أصيبت بالسكري وعمرها سنتان وعشرة أشهر. كان ذلك صدمة في البداية للأهل، ولكن وجود تاريخ عائلي في هذا المرض خفف الوقع، فهناك أطفال مصابون بسكري الأطفال (النوع الأول) في عائلة الأب.
وعن كيفية اكتشاف المرض عند زينة تقول والدتها إنها كانت في فترة تدريب ابنتها على استخدام الحمام بدل الحفاظ، ولكن كانت الطفلة غير طبيعية في هذا الأمر وملاحظ عليها كثرة التبول والإرهاق الدائم والرغبة في النوم، كما أن وزنها تناقص، وظهرت لها هالات سُود حول عينيها وعدم الوضوح في الرؤية، فكانت تعبر عنها بأنها ترى كل شيء يهتز ثم يسكن، وأيضاً صادف أنْ عانت من ارتفاع في درجة الحرارة فأخذتها والدتها إلى المستشفى الأمريكي، وهناك اكتشفت المرض وتم تحويلها مباشرة إلى مجمع السلمانية الطبي، وتم علاجها بإبر الأنسولين.
تقول والدتها إن المعاناة بدأت منذ ذلك اليوم، وتعلمت طريقة خلط الأدوية وحقنها، وقياس نسبة السكر في الدم. كما تم تحويل الطفلة إلى اختصاصيي تغذية لرسم برنامج غذائي خاص بزينة. وتوضح: «خلال هذه الفترة لمسنا عناية كبيرة من العاملين في مجمع السلمانية الطبي، وكان التواصل بيننا مستمراً ومفتوحاً طوال 24 ساعة، فهناك أرقام للاتصال في حال الطوارئ للمساعدة. وتمت تهيئتنا للتعامل مع المرض باعتبارنا المسؤولين المباشرين عن زينة».
وتوصف أم زينة جزءاً من قلقها على ابنتها قائلة: «كانت عملية حقن الإبر في البداية ترعبني. الآن لا أستطيع النوم بشكل كافٍ؛ لأني أفحص السكر لها أثناء فترة النوم التي قد تصاب أثناءها بحالة هبوط أو ارتفاع في السكر، وهو أمر خطير لمريض السكري».
وعن النشاط الاجتماعي لزينة تقول والدتها إن زينة فتاة ذكية تمارس حياتها بشكل طبيعي، فيما عدا تناول أي وجبة «فهي دائما تستشيرني قبل تناول أي شيء، وخصوصاً الحلويات». وتضيف «في فترة الحضانة بدأت تكثر الأسئلة لماذا تحقن يومياً بالأبر؟ ولماذا لا تستطيع أن تلعب كالآخرين؟ في هذه الفترة كنت مطمئنة على وضعها؛ لأن ممرضة الصحة المدرسية تتعاون معي في الإشراف على زينة أثناء تواجدها في الحضانة».
«الحمد لله» هكذا واجهت أم زينة واقعها، وكانت تتتمنى أن تصاب هي بدل ابنتها بالمرض.
وتتخوف الآن من رفض المدارس تسجيل ابنتها، فقد رفضت الحضانة تسجيلها للعام المقبل بسبب مرضها.
العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ
