العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

صغيري مصاب بالسكري

يعدّ سكري النوع الأول أحد أكثر الحالات الإفرازية والاستقلابية شيوعاً في مرحلة الطفولة. وعدد الأطفال الذين يصابون بهذا النوع سنوياً يزداد بسرعة، خصوصاً عند الأطفال الصغار. وتعتبر المعالجة بالأنسولين ناجعة، ولكنها تستمر مدى الحياة.

وينبغي على المصاب بالسكري اتباع خطة إدارة ذاتية منظّمة جيداً تتضمن استخدام الأنسولين، ومراقبة سكر الدم، وممارسة نشاطٍ جسدي، واتباع نظام غذائي صحي.

ويواجه العديد من الأطفال والمراهقين صعوبةً في التأقلم نفسياً مع حالتهم، وقد يؤدي السكري إلى التمييز ضدهم، ويحدّ من علاقاتهم الاجتماعية، ويؤثر على أدائهم في المدرسة.

في هذا السياق أجرت «الوسط الطبي» لقاءات مع أسر حالات أصابها السكري من النوع الأول.

فاطمة محمد (سبع سنوات) لم تفتح عينيها إلا على إبر الأنسولين، وكانت تعتقد أن جميع الناس يُحقنون بالأنسولين في جسمهم قبل تناول الطعام. كان عمرها وقت اكتشاف المرض سنة وتسعة شهور، والسبب إصابتها بفيروس.

لم تواجه الأم صعوبة في التعامل مع الطفلة في البداية بقدر ما تواجهها الآن وابنتها قد فتحت عينيها ورأت الحقيقة! كانت تصدّق والدتها عندما تقول لها إنها جميلة لحدٍّ يجعل دمها «سكر» يحتاج إلى أنسولين لتنظيمه، فكانت عندما تسأل والدتها «لماذا أنا بالذات؟»، ترد عليها الأم: «لأنك حلوة واااايد، دمك سكرج. ولكن ككل الأطفال كلما تكبر تكبر الأسئلة والاستفهامات عندها؛ فبعد أن دخلت مرحلة المدرسة وأصبحت تستوعب أموراً أكثر بنفسها عرفت أنها حالة خاصة تحتاج للأنسولين، ولكن يبقى السؤال دائماً في بالها: «لماذا أنا بالذات؟».

وبالنسبة إلى وضع الطفلة الصحي في المنزل، فكانت الأم مسيطرة وقادرة على ضبط أمور السكر لدى ابنتها، ولكن المشكلة ظهرت عندما دخلت فاطمة المدرسة، فأصبحت بعدها تتمرد أحياناً وتأكل الحلويات من دون علم والدتها، كما أصبحت تخجل من ضرب إبر الأنسولين أمام الآخرين. كان الخجل مشكلة عند فاطمة استطاعدت والدتها إنهاءه من خلال مقاطع يوتيوب خاصة بأطفال السكري، وأيضاً صادف مرة أن شاهدت فاطمة امرأة في أحد المجمعات التجارية في ركن المطاعم تحقن إبرة الأنسولين قبل تناولها طعامها. كان هذا موقفاً محفزاً لها.

وتعلِّق أم فاطمة قائلة: «يختلف الطفل المصاب السكري عن الآخرين، فهو عندما يمرض أي مرض عادي يتأثر السكري عنده، وكذلك عندما تتغير حالته النفسية يتأثر السكري عنده، سواء تأثر بالحزن أو السعادة».

وبالنسبه للحياة المدرسية تقول إن ابنتها ذكية جداً، تحب التعليم، ومشكلاتها الدراسية قليلة لديها، ولم يؤثر المرض على مستواها الدراسي، ولكن زاد مستوى الأسئلة وعمقها لدى فاطمة حول المرض بمجرد دخولها المدرسة، فهي دائماً تسأل: «لماذا أنا بالذات؟ لماذا الآخرين لا يضربون الإبر وأنا أضربها حصة الرياضة؟ أين موقعي منها؟».

وترى أم فاطمة أن جمعية السكر البحرينية تعمل بكل ما لديها من أجل أطفال السكر، وتشكرهم على هذه الجهود، ولكنهم - كما تقول - بحاجة لدعم «فهناك نواقص مادية يحتاجها المرضى، منها أجهزة المضخة، والإبر التي يحتاجها أطفال السكري (نوع خاص) لا نجدها بسهولة. وكذلك بالنسبة للتأمين الصحي، فعلى رغم ما يوفره إلا أنه تبقى بعض النواقص اللازمة لإكمال العلاج غير مشمولة في التأمين، ونضطر إلى شرائها بأنفسنا».

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً