العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

انسداد القناة الدمعية يصيب 6% من الأطفال

في الأسابيع الأولى التي تلي الولادة، يعاني العديد من الأطفال الرضع من إفرازات قيحية من عيونهم، إضافة إلى التدمع. هذه الظاهرة شائعة جداً، وهي تنجم عن انسداد القناة الدمعية عند الأطفال.

يعتبر انسداد القناة الدمعية من المشكلات المنتشرة في الأطفال حديثي الولادة. وتبلغ نسبة الإصابة بانسداد القناة الدمعية 30%، وأكثر من 90% من الحالات يتم شفاؤها تلقائياً في السنة الأولى من عمر الطفل.

وكلما كان اكتشاف وجود انسداد في القناة الدمعية مبكراً كانت نسبة حدوث التهاب بكتيري أو الحاجة للعلاج الجراحي أقل.

ضيق قناة الدمع والتهاب كيس الدمع

يعتبر انسداد القناة الدمعية الأنفية الخلقي أو ضيق المدمع أشيع اضطراب في الجهاز الدمعي، ويحدث بنسبة تصل إلى 6% من الأطفال حديثي الولادة. وينجم عادة عن فشل في الخلايا التي تشكل القناة الدمعية القريبة من الأنف حالما تدخل إلى الأنف. قد توجد أعراض منذ الولادة وأحياناً لا تصبح الحالة واضحة حتى يتطور إنتاج الدموع بشكل طبيعي. وتشمل الأعراض زيادة الدموع وجريان الدمع الزائد على الجفن، وقد تحدث حساسية في الجلد على الوجه ما بين الأنف والعين بسبب الحك الناجمين عن سيلان الدمع والمفرزات لدى الأطفال الأكبر سناً. وإذا كان الانسداد في القناة الدمعية تاماً فإن هذه العلامات قد تكون شديدة أو مستمرة. أما إذا كان الانسداد جزئياً فقط فقد تكون القناة الدمعية قادرة على إفراز الدموع في حده الأدنى والأساسي لرطوبة العين.

أما في الفترات التي يزداد فيها إفراز أو زيادة انغلاق النهاية البعيدة للقناة الدمعية الأنفية في حالات التعرض للبرودة أو الرياح أو أشعة الشمس فإن جريان الدمع قد يصبح واضحاً وقد يزداد.

ربما يتطور لدى الأطفال المصابين بالتهاب حاد والتهاب في الكيس الدمعي (التهاب كيس الدمع أو التهاب في النسيج المجاور (التهاب ما حول الكيس) أو نادراً قد يتطور التهاب النسيج حول الحاجبين والجفنين إلى مضاعفات شديدة الأعراض. تكون منطقة الكيس في حالة التهاب كيس الدمع متورمة ومحمرة ومؤلمة، وقد يكون لدى المرضى علامات الالتهاب شديدة.

التهاب الغدة الدمعية

التهاب الغدة الدمعية غير شائع عند الأطفال، وقد يحدث في حالات النكاف أو ما يسمى «أبو كعب»، حيث يكون في هذه الحالة حاداً وثنائي الجانب، ويختفي خلال أيام عدة أو أسابيع. قد تسبب المكورات العنقودية، وهي أحد أنواع البكتيريا، التهاب الغدة الدمعية الصديدي. يترافق التهاب الغدة الدمعية المزمن مع أمراض عامة أخرى تصيب أجهزة الجسم الأخرى. وقد تُحدث تلك الأمراض تضخماً في الغدد الدمعية واللعابية مثلما يحدث في مرض متلازمة ميكوليكز.

العلاج

المعالجة المبدئية للانسداد في القناة الدمعية البسيط من دون وجود أي التهابات مترافقة هي عادةً التمسيد أو التدليك برفق على المنطقة ما بين حد العين الداخلي وجدار الأنف الجانبي 2-3 مرات يومياً، وقد يحتاج أحياناً إلى غسيل الجفنين باستخدام الماء الدافئ. وتستخدم المضادات الموضعية في حال وجود إفرازات من العين تدل على وجود التهاب معين. وتزول معظم الحالات عفوياً، حيث تشفى 96% من الحالات قبل أن يكمل الطفل عمر السنة.

أما بالنسبة للحالات التي لم تشف تلقائياً حتى عمر السنة، فيمكن إجراء سبر للقناة الدمعية، حيث تتحسن نحو 90% من الحالات بعد هذا الإجراء. ويكرر معظم أطباء العيون عند الأطفال عملية السبر البسيط مرة أو مرتين قبل إجراء وضع الأنابيب أو إجراء العمليات الجراحية.

وتظهر التكتلات المخاطية أحياناً وهي ظاهرة غير عادية لعدم انفتاح الكيس الدمعي الذي يكون مسدوداً من الناحية القريبة والبعيدة، ويمكن أن تشاهد عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة على شكل كتلة مزرقة اللون تحت الجلد، حيث يجب أن تشمل المعالجة المبدئية استخدام الكمادات الدافئة مع التمسيد والتدليك اللطيف للكيس الدمعي، وعند ظهور أبكر علامة للالتهاب يتم إجراء السبر لتوسيع القناة الدمعية.

ويحتاج التهاب كيس الدمع الحاد أو التهاب النسيج الخلوي إلى المعالجة السريعة باستخدام المضادات الحيوية. وفي مثل هذه الحالات تتطلب عادةً أشكالاً محددة من التدخل الجراحي للقضاء على المشكلة.

تعتبر عملية فتح انسداد القناة الدمعية عند الأطفال إجراءً جراحياً يتم تنفيذه في غرفة العمليات بعد تخدير الطفل (عادة، يكون التخدير بسيطاً باستخدام الكمامة). في الماضي، كان الأطباء يستخدمون أنبوباً صغيراً مصنوعاً من المعدن لفتح الانسداد. أما وفق الأسلوب الحديث، المتبع اليوم، فيتم استخدام أنبوب يحتوي على بالون صغير لفتح قنوات الدمع لدى الأطفال. ويتم في هذه الطريقة إدخال أنبوب معدني يحتوي على بالون صغير، يقوم الجراح بنفخه من أجل توسيع انسداد القناة الدمعية عند الأطفال، على غرار توسيع الشرايين التاجية أثناء القسطرة. نسبة نجاح هذا الأسلوب عالية جداً، وتصل إلى نحو 95% بغض النظر عن سن المريض.

ونظراً لأن الحديث يدور عن عملية بسيطة، فإن هذا العلاج ليس مقروناً بمخاطر كثيرة. في بعض الأحيان النادرة، قد يؤدي التدخل الجراحي إلى تمزق القناة الدمعية، ولكن يمكن معالجته.

في حال لم ينجح العلاج في حل المشكلة، يجب اللجوء إلى نوعية أخرى من العلاج، الذي يشمل توسيع انسداد القناة الدمعية عند الأطفال عن طريق استخدام قناة سيليكون دائمة، تكون كفيلة بعلاج حالة التدمع.

من المهم التذكير بأنه ليس كل الدموع عند الرضع والأطفال ناجمة عن انسداد القناة الدمعية، فقد تكون الدموع علامة على التهاب داخل العين أو الاحتكاك الخارجي مثل الاحتكاكات التي تصيب القرنية، وهي الجزء الشفاف الأمامي من العين، أو قد تكون بسبب وجود جسم غريب داخل العين كذرات الغبار مثلاً.

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً