العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

العودة إلى المدارس

Back to school

د. محمد سلمان علكم - اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الكندي التخصصي
د. محمد سلمان علكم - اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الكندي التخصصي

ارتبطت عبارة «Back to school» ببداية المواسم الدراسية، وغالباً ما نشاهدها كإعلانات معلقة في محلات بيع الملابس والمستلزمات الدراسية الأخرى مثل الحقائب والقرطاسية وغيرها. كما نجد العديد من المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات تطلق مبادرات صحية كإشارة إلى الاهتمام بصحة أبنائنا الطلبة مع عودتهم إلى مقاعد الدراسة؛ لتكون هذه العبارة ليست دعوة لشراء حاجيات المدرسة فقط، بل أيضاً للاهتمام بصحة أبنائنا ولتلقي بعض الإرشادات الصحية الكفيلة بالمحافظة على صحة طلابنا مع بداية كل موسم دراسي جديد.

مع بداية الموسم الدراسي وعودة الطلبة إلى المقاعد الدراسية، فإنه سيزداد الاختلاط بين الأطفال، وهو ما يسهل انتقال الأمراض بينهم، وخصوصاً من هم في سن الحضانة ورياض الأطفال.

إن الاهتمام بصحة الأطفال له أوجه عديدة تبدأ من اختيارنا الجيد للتجهيزات المدرسية، فيجب الحذر عند شراء المستلزمات الدراسية من خلال اختيار الأنسب منها لأطفالنا بما يناسب أعمارهم، فالمستلزمات ذات القطع الصغيرة أو التي يمكن تفكيك أجزائها إلى عدد من القطع الصغيرة قد لا تناسب الأطفال في أعمار أقل من خمس سنوات؛ لأنها قد تعرضهم إلى خطر الاختناق بسبب سهولة وضع هذه القطع في الفم وابتلاعها. كما أن الانتباه إلى وزن الحقيبة المدرسية التي يحملها معظم الطلاب على ظهورهم، فيجب أن تكون بمقدار مناسب مع عمر الطفل وبنيته الجسمانية، وعلينا أن نختار أيضاً حافظات الأكل المناسبة لحفظ الطعام، إضافة إلى الاهتمام بنوعية الأكل الذي نحضره لهم مستقبلاً.

كلنا نعلم أن الاختلاط والزحمة في المدارس، وفي داخل الفصل الدراسي، أو حتى في باصات نقل الطلبة، يكون له تأثير كبير على صحة الطفل، وهذا الاختلاط يسهل ويساعد على انتقال العديد من الأمراض. وحيث إن الأطفال بأمسِّ الحاجة إلى أن ينموا بصحة جيدة خلال الموسم الدراسي؛ ليتمكنوا من مواصلة دراستهم ومتابعة الحصص الدراسية دونما تغيب، فعلى الأهل الانتباه إلى الإرشادات والنصائح الواجب اتباعها للتقليل من انتقال الأمراض ولنقي ونحمي أطفالنا من خطر هذه الأمراض مع عودتهم للمدارس.

إن من أهم هذه الإرشادات هو الاهتمام بالنظافة الشخصية والتغذية الصحية الجيدة والمناسبة، وتقليل الاختلاط مع الطلبة ممن تظهر لديهم أعراض بعض الأمراض مثل العطاس أو السعال أو ارتفاع درجة الحرارة، وغيرها من الأعراض المرضية. كما أنه علينا أن نوصي الطفل بأنه في حال شعر بأحد هذه الأعراض عليه الإسراع بإخبار إدارة المدرسة لإجراء اللازم له.

إن من أكثر الأمراض شيوعاً، والتي تنتشر بشكل سريع بين الطلبة هي حالات الزكام ونزلات البرد والتهابات البلعوم والشعب الهوائية، وكذلك بعض حالات الإسهال؛ كون هذه الأمراض تنتشر عن طريق الهواء، والإسهال عن طريق الأكل والشرب، فالطفل المصاب إذا ما سعل في الجو أو عطس أو بصق في الأرض، فإن الميكروبات سوف تنتقل إلى الهواء ويصبح عندها الهواء الذي يتنفسه باقي الطلبة في الفصل ملوثاً بهذه الميكروبات، فينتقل المرض من طالب إلى آخر.

ومن أهم النصائح هو عزل الطفل المصاب في البيت لحين يتماثل للشفاء، واستخدام المناديل الورقية لتغطية الفم والأنف أثناء العطس أو السعال. أما بالنسبة للأمراض التي تنتقل عن طريق الأكل والشراب مثل حالات الإسهال الفيروسي والجرثومي، فعلينا التأكيد على نظافة اليدين بعد استخدام الحمام وقبل تحضير أو تناول الطعام، والابتعاد عن استخدام أدوات الغير مثل المعلقة والشوكبة أو قصبة العصير. كما يفضل استخدام أدوات ذات الاستخدام الواحد ورميها بعد تناول وجبة الطعام.

إن مسؤولية صحة الطفل واجبة على المدرسة والأهل بالدرجة الأولى، وعليهم تحمل مسؤولية حماية أطفالهم من الإصابة بالأمراض، فكما يتفننون في اقتناء الأفضل والأجمل من الملابس والحقائب المدرسية عليهم تخصيص وقت مناسب لإرشاد أطفالهم وتوجيههم، كما أن عليهم الإسراع في استشارة الطبيب حال ظهور أية أعراض مرضية مهما كانت بسيطة، فالطبيب وحده القادر على تحديد المرض وتشخيصه واختيار العلاج المناسب، وهو من يقدر فيما إذا كان الطالب بحاجة إلى البقاء في البيت أو الاستمرار في الدوام المدرسي.

وعلى الأهل أيضاً عدم الاستخفاف بتعليمات الطبيب واتباعها بشكل دقيق، وعدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة كي لا ينقل العدوى لباقي زملائه الطلاب، وخصوصاً إذا ما كان الطفل مصاباً بأحد الأمراض المعدية وسريعة الانتشار مثل «جدري الماء» أو «النكاف»، وعلى إدارة المدارس أيضاً تحمل مسؤولية متابعة صحة الطلبة بشكل يومي والإسراع في عرض الطالب الذي تظهر عليه أية أعراض مرضية على الطبيب قبل أن يكون سبباً في نقل العدوى بين الطلاب، وكذلك أن توفر إدارة المدارس صيدلية إسعافات أولية وتدريب الكادر على استخدامها، ومتابعة الأكل الصحي المناسب للطلبة.

على الأهل التأكد من أن الطفل قد حصل على جميع اللقاحات وما يتناسب وعمر الطفل، وأنصح الجميع بالقيام بزيارة الطبيب وعرض الطفل للفحص الدوري الشامل قبل بداية الموسم الدراسي؛ ليطلع الطبيب على الحالة الصحية والبدنية، ويجري الفحص الشامل والمختبري للتأكد من سلامة الطفل بما يضمن له موسماً دراسياً آمناً.

لنتعاون معاً لضمان عودة آمنة وسليمة وصحية لأبنائنا الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية؛ ليتمتعوا وينعموا بعام دراسي مفعم بالحيوية والنشاط والنجاح.

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً