قدمت الطالبة علياء عبدالهادي الشيخ في برنامج التصميم الداخلي في كلية الهندسة بجامعة البحرين، تصميماً لمركز طبي للتدريب بالمحاكاة، وذلك ضمن متطلبات مقرر مشروع التخرج. ويهدف المركز إلى تعزيز الثقة لدى المواطنيين المرضى بكفاءة الطاقم الطبي الموجود في المستشفيات، وتحسين المعرفة والمهارات الطبية وتوسيعها لدى طلاب الطب؛ وذلك تجنباً للأخطاء الطبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، بحسب قول الشيخ.

وأشارت الشيخ خلال في حديث مع «الوسط الطبي»، إلى أن المركز يتضمن العديد من غرف المحاكاة المجهّزة بالكاميرات، المايكروفونات والشاشات؛ حتى تساعد الطلبة والأطباء في إعادة مراجعة أدائهم مباشرة بعد التدريب، وهو ما يُبقي النتائج ثابته في الأذهان. ومن غرف المحاكاة الموجودة في المركز هو قسم العمليات الجراحية الذي يتم فيه التعرف والتدرب على مراحل أداء العمليات ابتداءً من مرحلة التبديل والتعقيم لكل من الطبيب والطلبة المساعدين والمريض الآلي وانتهاءً بطريقة إجراء عملية معينة للمريض، إلى جانب قسم جناح المرضى الذي يتم فيه التعامل مع المرضى بمختلف حالاتهم، وغيرها من غرف التشخيص الطبي والأشعة وقسم الطوارئ.

كما يشتمل المركز على مناطق إلهام تساعد وتشجع الطلبة على التزود بالمعلومات الجديدة في مجال الطب مثل مناطق التعلم الذاتي، المحتوية على شاشات تفاعلية يُمكن للطالب من خلالها مشاهدة مقاطع مرئية لأداء أعمال طبية معينة يجهلها الطالب أو لتحسين تطبيقها. كذلك يتضمن المركز مكتبة تحوي العديد من الكتب الطبية والمجسمات التي تدفع الطالب لاستكشافها مع بقية الطلبة. إلى جانب معرض يلتقي فيه الطلبة والأطباء ووسائل الإعلام مع مصنّعي الأجهزة الحديثة للاستكشاف والتعرف على هذه الأجهزة؛ ليتم عرض تقرير مفصل عن كيفية عمل كل جهاز والتعرف على هذه الأجهزة الطبية التي ستكون مصاحبة لكل عرض؛ ليكون الطالب على إدراك عملي بكيفية عمل هذه الأجهزة.

وأكدت الشيخ الاستعانة في تصميم المركز على الأطباء والمواقع الطبية، قائلة «تصميم مركز طبي يتطلب إلماماً كبيراً بجميع الجوانب الطبية من المساحة المناسبة لكل قسم إلى مواقع الأجهزة الطبية وغيرها»، مشيرة إلى أنها استعانت بمقالات العديد من الأطباء على شبكة الإنترنت وتحاورت مع موظفين في الطاقم الطبي لمجمع السلمانية الطبي. إلى جانب البحث في عدد من الكتب الهندسية التي تتضمن أقساماً للمراكز الطبية ومن أهمها «Nefurt 0».

وأضافت أنها أجرت دراسة تحليلية على المراكز الشبيهة بفكرة المركز، ومن ضمنها التجربة الإماراتية في هذا المجال متمثلة في مركز خلف بن أحمد الحبتور للمحاكاة الطبية بدبي؛ بهدف التعرف على نظام المحاكاة المتبع من قبل تلك المراكز، واصفة مركز الحبتور بالممتاز جداً لاستناده إلى هدف تطوير إمكانيات الطاقم الطبي بعد التوظيف، إلا أنها تعلق على الحبتور بكونه لا يشمل تدريب الطلبة الحديثين، وتحتمل الشيخ عدم الالتفات لتلك النقطة من قبل المعنيين بالمركز؛ لأن ذلك يتطلب مساحة أكبر من المساحة الحالية للمركز.

وتمنّت الشيخ أن يرى مشروعها النور على أرض البحرين، مؤكدةً إيمانَ المجتمع البحريني بأهمية مثل هذا المركز في ظل الأخطاء الطبية، التي باتت تدبُّ الخوف في نفوس المرضى، راجيةً أن تنظر الجهات المعينة له؛ لما يشكله من أهمية في تطوير الجانب الصحي لمملكة البحرين، ومتوجهةً بالشكر لجميع من ساندها في مشروع التخرج.