العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

اشربوا الماء حتى لا تذبل البشرة

د. رنـا العمــادي: احذروا الشمس
د. رنـا العمــادي: احذروا الشمس

تطورات كبرى يشهدها عالم الطب لإيجاد أفضل منظومة صحة للعلاج، ومنها الاتجاه الحديث عبر توسيع مساحة العلاج غير الجراحي في شتى المجالات والتخصصات الطبية، ولا يُتسثنى منها الطب التجميلي.

ظهر - حديثاً - تخصص «الاستتك» «aesthetic» في مجال الطب التجميلي، وتقوم فلفسته على العلاج من دون اللجوء للجراحة. وأصل كلمة «aesthetic» هو لاتيني، ويعني الجماليات، ويعد معنى الكلمة الأصلية بحسب بعض التعريفات فرعاً من فلسفة التعامل مع الطبيعة والجمال والفن والذوق. والآن يُطلق المصطلح على هذا التخصص الطبي في مجال التجميل.

وقالت الدكتورة رنا العمادي إن مجال التخصص الطبي الجديد - نسبياً - يمتد لجميع ما يتطلب من علاج تجميلي، ولا يقف إلا عند باب غرفة العمليات. وأضافت: «مع العلاج السريري، يتم استخدام علم النفس في تقديم البرنامج العلاجي وتعزيز الثقة أو إرجاعها لمن فقدها من جراء اصابته بمرض ما».

وتشدد العمادي على أن فلفستها العلاجية تقوم على مبدأ تقديم العلاج للمحتاج، والعناية بتدعيم الأسس الجمالية لدى الإنسان.

نترككم مع اللقاء مع طبيبة «الأستتك» د. رنا العمادي:

ما طب الأستتك؟

تخصص جديد نسبياً في مجال التجميل، وهو الطب التجميلي غير الجراحي (Aesthetic)، ويتميز بأنه يخضع المريض المراجع لتقييم شامل يتضمن تحليل البشرة، والغذاء، والنوم، ونوعية الجلد، والحالة النفسية. ويتميز بمحدودية التدخل الجراحي الذي لا يرقى إلى عملية كبيرة تحتاج إلى تخدير كامل، كما أن فترة النقاهة بعد العلاج تكاد تكون معدومة أو قليلة، فيستطيع من يخضع للعلاج ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

وتعد هذه ميزة تدفع العديد للخضوع لاختيار هذا العلاج الذي لا يعتمد الجراحة، ولا يستلزم الخضوع لفترة نقاهة تحد من نشاطه على الصعيد الاجتماعي أو المهني.

ما مجال العلاج الذي يقدمه «الأستتك»؟

يقدم كل العلاجات التي تنطوي تحت تخصص الطب التجميلي، ولا يقف إلا عند باب غرفة العمليات، فهو قائم على المعالجة من دون اللجوء للتدخل الجراحي.

ويعنى بالأساس بمعالجة الأساسيات، فعلى سبيل المثال في معالجة الأمراض الجلدية يهتم بمعالجة البنية الأساسية في الجلد لتكون البشرة جميلة، وصافية تتمتع بالنضارة.

ونستطيع هنا أن نشير إلى بعض الأمراض أو المشكلات التي تعالج في عيادات «الأستتك» مثل علاج الجلد بالليزر، زرع وإزالة الشعر غير المرغوب فيه، حب الشباب، عمليات التعبئة بالحقن، الحساسية.

ما أحدث أنواع العلاج في هذا المجال؟

أحدث علاج هو استخدام بلازما الدم. وكيفية العلاج تكون بأخذ عينة دم من المريض، وتحليل الدم واستخلاص البلازما ثم استخلاص المواد النافعة والمحفزة للنمو في البلازما في عملية دقيقة، وبأجهزة متطورة. وحقن المادة المستخلصة في الجسم مجدداً ليعيد للخلايا حيويتها.

وأحب أن أؤكد هنا أن كل العلاجات المقدمة من ناحية الطرق والأساليب، أو الأدوية فإنها مجازة من مؤسسات دولية طبية، وخضعت لبحوث علمية أثبتت فاعليتها في العلاج، فليس هناك مجال لطرق أو عقاقير تجريبية.

في هذا الصدد أوجه شكراً خاصاً للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لما تبذله من جهد في تنظيم القطاع، والدور الكبير الذي تمارسه في التأكد من سلامة الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة في المملكة.

ما أكثر الأمراض شيوعاً وتحتاج لمعالجات تجميلية؟

بداية، أود أن أؤكد أن الطب التجميلي يرتبط بمفهوم خاطئ لدى غالبية الناس. فالصورة الذهنية الأولية حين ذكر الطب التجميلي تتجه إلى نفخ الشفتين، وهذا تصور خاطئ ومجحف بحق الطب التجميلي.

أما على صعيد الممارسة فلاحظت أن هناك العديد من الناس يطلبون خدمات علاجية لا تناسبهم، وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية، فبدل أن يكون علاجاً تجميلياُ يصبح «تقبيحياً».

اللجوء للطب التجميلي في الغالب الأعم يكون اختيارياً، ولكن غالبية الحالات شيوعاً ما يتعلق بالجلد من أمراض وتشوهات كالبقع الشمسية وغيرها، خصوصاً أننا نعيش في مناخ حار ورطب يؤثر على الجلد.

ما النصائح التي توجهينها لوقاية الجلد؟

من الملاحظ أن هناك إهمالاً كبيراً في العناية بالبشرة، وهو تقصير كبير في مجتمع يعيش في مناخ حار وإشعاع شمسي قوي يؤدي لتساقط الشعر، وظهور التجاعيد، وفقدان نضارة البشرة. وما يضاعف خطر تضرر البشرة قلة شرب الماء، وهذا ملاحظ بشكل لافت في المجتمع البحريني.

يمكن أن نقيس تأثيرات الشمس على بشرة البحرينيين بشكل واضح، مثلاً نجد أن النصف الأيسر - الذي يتعرض للشمس - من وجه العاملين في قيادة السيارات لأعوام طويلة تظهر عليه التجاعيد أكثر من النصف الأيمن.

وقبل الوقاية التي يمارسها الإنسان فإن هناك وقاية طبيعية أودعها الله سبحانه في أجسامنا، فنوعية جلدنا في هذه المنطقة من العالم تعد أول خطوط الوقاية من ضرر الإشعاع الشمسي.

أما على صعيد الممارسة الخارجية فأول خطوة لوقاية الجلد من الأمراض أو الشيخوخة السريعة هي التغذية السليمة، وتبدأ بشرب المياه بقدر الحاجة. ومن المهم جداً وضع الكريمات الواقية من الشمس كل ساعتين؛ لأن مفعولها لا يدوم طوال النهار.

ومن المهم جداً عدم التعرض للشمس في غير حاجة، مع الالتفات إلى أننا بحاجة للحصول على فيتامين (د) من الشمس.

ومع قرب بدء العام الدراسي الجديد أنصح أولياء الأمور بأن يحثوا أبناءهم على لبس القبعات، وحمل المظلات للتخفيف من حجم تعرضهم للشمس، خصوصاً في أوقات الظهيرة.

ماذا بشأن التغذية التي تعزز من الجمال الطبيعي؟

ليس هناك فرق بينها وبين أي برنامج غذائي صحي آخر. فكما أسلفت يجب شرب الماء بقدر الحاجة لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل وتزويده بما يحتاجه، إلى جانب الابتعاد عن الوجبات السريعة، والأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون. في المقابل الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه.

أما ما يخص تغذية البشرة فتبدأ بالاهتمام بالغذاء، ووضع الكريمات المغذية بحسب نوع الجلد، فالبشرة مثل الوردة إذا لم تُغذَّ بشكل صحيح تذبل.

ومن الطبيعي ألا يُحدث الاهتمام بالبشرة تغيراً لافتاً، ولكنه يعزز الجمال الطبيعي.

كيف تقيمين إعلانات مستحضرات التجميل؟

الإعلانات أداة قوية لجذب الناس لشراء المنتجات، وتستخدم في الإعلانات أساليب فنية تختلف باختلاف الوسيلة الإعلامية، إلا أنها لا تقدم المنتج بصورة دقيقة وشاملة.

وهنا أدعو المستهلك قبل شراء المستحضر الطبي من كريمات أو الصابون والشامبو وغيرها، إلى قراءة المحتويات الموجودة على المستحضر. وبعدها يُبنى قرار استخدام هذا المنتج أو ذاك عبر التأكد من خلوّه من المواد الضارة والمؤثرة على صحته.

ولاحظت وجود وجهة نظر خاطئة في التعامل مع المستحضرات العشبية التي تقوم على قاعدة «إذا ما فادك ما بيضرك»، وقطعاً هي نظرة خاطئة. فالأدوية الطبية التي توصف من قبل الطبيب المتخصص لها آثار جانبية كما هو موضح في النشرات، ويأتي دور الطبيب في وصف دواء بأقل الأعراض الجانبية أو الذي لا يسبب أعراضاً جانبية للمريض.

وهنا أتمنى أن توضع المستحضرات العشبية ضمن الرقابة الطبية، وإذا حدث ذلك ستحقق البحرين ريادة في هذا المجال.

كلمة أخيرة.

-أتوقع أن ينتشر تخصص «الأستتك» في المملكة، خصوصاً مع وعي الناس لأهمية هذا المجال العلاجي الجديد. مع التأكيد أن الممارسين أطباء مجازون من هيئات طبية دولية، ويتم التأكد من شهاداتهم من الهيئة الوطنية لمزاولة المهن الصحية.

وأتمنى الصحة والسلامة للجميع، وأن ينعموا بحياة صحية هانئة.

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً