تتابعاً للمقالة السابقة عن التجنيس السريع والممنهج والمواطنين الذين سُحبت جنسياتهم ما بين ليلةٍ وضُحاها، أضيف اليوم موضوعاً آخر له صلة مُباشرة وهو عن البدون والذين قلّما نسمَع عنهم ومشكلاتهم، بالرغم من وجودهم بيننا بالآلاف ومنذ أوائل هذا القرن! وحينما كانت الحركة دؤوبةً في المنطقة دون هوية! حيث لم ينتبه البُسطاء إلى الحاجة للحصول عليها، ومنهم من وُلدوا وعاشوا أكثر من نصف قرن دون بحرنتهم!
ودعوني أسرد لكم حكايةً أغرب من الخيال! حينما كلمتني الابنة بصوتٍ حزين يعلوه التعجب والغضب لما عانته مع عائلتها، تبدؤها:
1. وُلدت والدتها من أُمٍّ مولودة في البحرين في أوائل القرن الماضي وعاشتا طوال حياتهما (بدون) هوية...
2. تزوجت الأم عام 1961 من أبيها في البحرين وهو إيراني الجنسية وهو من أوائل التجار الذين حصلوا على رخصة من غرفة التجارة لممارستها والإقامة رسمياً في البلاد.
3. حاول الأب الحصول على الجنسية البحرينية له ولأبنائه مِراراً وخاصةً بعد أن عمل في دُبي لسنواتٍ قليلة، وحَصلَ على جنسيتها! والغريب أنه فَشِلَ في الحصول عليها هنا والتي عاش عمراً بأكمله!
4. وكانت آخر محاولاته في العام 1997 حيث طلبت منه الجهات الرسمية الحصول لأبنائه على أية جنسية أخرى لتسهيل إجراءات الجنسية البحرينية للخروج من مأزق البدون، فعل ذلك ولكنه لم يحصل على شيء!
5. أكرمتهم الدنيا وتزوجت خمس من بناته وحصل بعضهن على الجواز بالتزاوج والبعض الآخر من العائلة حصل عليها بالجُملة من المتأخرات من حقوقهم كمكرماتٍ في فترة الميثاق 2001 من الأعمام والأخوال وبقية الأحفاد والذين أصبحوا تسعة عشر حفيداً وحتى الجَدّة والتي كانت بدون وتجاوزت السبعين حصلت عليها أيضاً! وبقي هو وزوجته وابنة والأبناء والذين أصبح سن أكبرهم 48 عاماً!
وإلى هنا ينتهي جزءٌ من فصلٍ من الحكاية مع محاولات الأب، والذي انتقل إلى رحمة الله في العام الماضي، ودون أن يحصل على جواز بحريني بعد أن عاش ما يزيد على النصف قرن هنا! وَبدأت الأم بتكملة المشوار وحاولت مع المجلس الأعلى للمرأة لإنصافها مع ولديها (30 و48 عاماً) وأقروا حينها بأن كل الأوراق الثبوتية مستوفية لكافة الشروط لاستحقاق الجنسية، ولا يعرفون سبباً لعدم إعطائهم الجواز والتأخير!
ونأتي الآن إلى بعض التفاصيل التي أنهكت العائلة نفسياً والذُل الذي يستشعرونه وتلك الأم الموصومة بعبثية القدر وقهرها! والتي تضطر للوقوف في طابور الأجانب (الغرباء) إذا ما احتاجت إلى المستشفى والطوارئ لها ولابنيها أو إذا ما أرادت شراء أرضٍ أو بيت، وأشياء أخرى كثيرة! أو الإحباط والشعور بالدونية كالأخ الأصغر الذي كان من أبطال كُرة القدم ولم يُصرَّح له للسفر رسمياً مع الوفود للعب وتمثيل البلاد لأنه لا يُعتبر بحرينياً! إضافةً إلى البنات قبل حصولهن على الجواز وكُنّ من المُتفوقات وحرمانهن من البعثات إلى الخارج! وابنة الأخ الآخر والتي تفوقت مؤخراً وبمُعدل عالٍ ولم تَحصُل على البعثة؛ أيضاً، لأن والدها لم يُجنّس!
هذه القصة التي يصعب تصديقها! لم أعرف أأضحك أم أبكي... وأنا أسمعها! ولماذا يبقى هؤلاء كل هذه السنين دون بحرنة، ما هو المطلوب منهم، أكثر من نصف قرن في البلاد ولديهم كل الإثباتات اللازمة من العيش والعمل وشهادات الميلاد والدراسة هنا...الخ، وهي التي تُطَبّق في كل بلاد العالم من حقوق الإنسان في البقاء والتجنس؟!
أين هؤلاء البدون، من الذين يُعطَوْنِ الجنسية والبيوت مع الوظائف الجاهزة! حال وصولهم للبلاد ودون قضاء أي عددٍ من السنوات أو حتى معرفة اللغة للبعض أو العادات والتقاليد! أين هي العدالة الاجتماعية وسنوات البقاء في البلاد عدا الولادة والدراسة المتكاملة لكل المراحل الدراسية فيها، ألا تكفي كل هذه الثبوتات لإعطائهم الجنسية؟! إن هذه العائلة لم تطلب بيتاً ولا أموالاً، وكل ما تطلبه أبسط حقوق تواجدها على هذه الأرض الكريمة! أرجو أن ترى هذه القضية الإنسانية النور ونرى إيجاباً من المسئولين الكرام، وأن يتحقق حُلم هذه السيدة المظلومة مع أبنائها ليلتمّ شمل العائلة ولنُفرِحها وهي مازالت على قيد الحياة! وقبل أن تَذهب لزوجها، الذي لم ينل شرف اكتسابه للجنسية وحقاً مشروعاً في حياته! في الوقت الذي باتَ مُيسراً للغرباء والأجانب كشَربة الماء! ومازالت عذاري في البحرين تستشهد المثل: تسقي البعيد وتترك القريب!؟ وعلّنا نعكس المثل! ونجعلها تسقي القريب وتحميه من غدر الزمان أولاً فهو الأحق بمياهها العَذبة للعطاشى والظمآنين وأن نُسعد شعوبنا المهضومة الحقوق منذ زمن! وأختتم بقول رسول الله الكريم (ص) بأن اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ
غريب أمرنا
شعب يحرم بعضه من الجنسية، وتسحب الجنسية عن بعضه الآخر.. وفي المقابل يجنس الآلاف مع اصقاع الأرض ، وبحسب بعض التقارير هناك من هؤلاء المجنسين من لم ير منهم البحرين قط! يارب
حق مشروع يادكتوره
الاجانب والعرب اللي ماخذين خيرات هالبلد واهلها اللي عاشوا سنوات طويله يعانون الامرين من الظلم والبهدله حتي في الارض اللي خدموها من حقهوقهم ان يستوطنون حتى هاي محرومين منها الله عقابه كبير ومثل ما قال احدهم يمهل ولا يهمل
إليكِ قصة أغرب منها !!
والدي رحمه الله توفى قبل ثمان سنوات عن عمرِ ناهز 96، من مواليد البحرين، و ملفه مشرف، و لم يدخل مركز شرطة في حياته. و بسبب مرضه الناتج عن إصابة عمل عام 1950 لم يستطع تجديد جواز سفره لمدة طويلة. و بعد هذه السنين و عندما ذهبت والدتي لتجديد جواز سفره سحبت إدارة الهجرة الجواز، و حُرم من الجنسية البحرينية و بالتالي حُرمنا نحن 9 إخوة و ثلاث أخوات من الجنسية حتى جاء العهد الإصلاحي لجلالة الملك فمُنحنا نحن الأبناء والبنات والوالدة الجنسية ولكن الوالد رحمه الله حُرم منها !! فمات و هو بدون هوية !!
أتمنى أعاده النظر في موضوعهم بشكل جدي
تعاطفت كثيرا مع هذا الموضوع الانساني و أتمنى من الجهات المختصة النظر بمصداقيته وجديه في هذا الموضوع نظرا لاحقيتهم و استيفاءهم لكافه الشروط . شكرًا
اللهم فرج لهم ......
حسبي الله و نعم الوكيل .... ام علي
والله قهر
والله حرام اللي قاعد يصير في هاي البلد المجنسين يمتلكون كل شيءوهناك الكثير من ابناء شعبى لم يحصلوا الى الآن الجنسية البحرينيةويعيشون معاناة ومشاكل تعكر صفو حياتهم ... الله يفرج عنكم
طائفة مغضوب عليها
متزوج من اجنبية و على الرغم من ان القانون يقول 5 سنوات و تحصل الاجنبية على الجواز فاننا و للعام 8 ننتظر اخطار و ما نقدر نتكلم ...
الله كريم
الله ما بينساهم وبيشملهم برحمته .
حرام المفروض يعاد النظر في موضوعهم.
ويأخذ كل ذي حق حقه.
لا تلعبو بأقدار الناس
استغرب من أناس أعطو لأنفسهم الحق في اللعب بأقدار البشر ما احب ادعي على احد بس اتمنى انهم ينظرون في هذا الموضوع
بحرينية الجوارح
شكرا على المقال دكتورة واحب ان اتوجه بالنداء للمسئولين في هذا الموضوع لحل هاي المشكلة الانسانية
غزيب عجيب
غزيب عجيب والله ها الامر مستحيل يحصل في اي بلد الله يهدي المسؤلين ويخليهم يتعاملون بضميرهم مع الجميع شكراً دكتورتنا اعزيزه عل جهودك في لم الشمل
.هوية وطن
لي وطن أليت أل أبيعه ..... وألا أرى غيري له الدهر مالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه ..... له جسد إن غاب غودرت هالكا
حسبي الله ونعم الوكيل!
وخاصةً بعد أن عمل في دُبي لسنواتٍ قليلة، وحَصلَ على جنسيتها
دام حصل الجنسية الاماراتية الي الناس تتمناها شيبي في البحرينية الي مالها قيمه مافهمت!
لا حول ولا قوة إلا بالله
أظن أنه من حق هذه الأسرة المستوفاه للشروط الحصول على الجنسية البحرينية.
هادى
هادى الحكومة لاتتعض لو تنصحينهه اسنين لن تتغير لانها ظالمه واستحود الشيطان عليها وتركت شرع الله ومن يبتعد عن الله يفعل مايشاء وهو يعرف انه مصيره النار الله اصبر شعبى من ظلم الحكومة وخلص الرفاع والمحرق من المجنسين
شكراً لك
جازاك الله الف خييير دكتوره وانت تحاولين نشر الاخطاء القانونيه في البلاد وان الله يُمهل ولا يُهمل الله كريم ولن تسكت الاصوات المظلومه والله سينصرها باذنه ووقته وغضبه على الظالمين رهيب
هي من أم بحرينية ايضاً
اضف الى كلام الدكتورة ان السيدة التي يتمحور حولها المقال تحمل أمها الجنسية البحرينية بالولادة. و جميع اخوانها و اخواتها حصلوا على الجنسية البحرينية في فترة المكارم الملكية. و هذه الحالة ليست استثناء فلقد التقيت بالعشرات من حالات مشابهة في حياتي الشخصية.
مواطنه
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
جازاك الله خير
لعل هذه المشاكل بسيطة و لاتعني لنا شيء. لاكنها كابوس للبعض من البدون من اصدقائنا و معارفنا. شكرا على هذه المقال الانساني.
الله المستعان
الله يساعدهم ويصبرهم اكره شعور انك تنتمي لأرض ولا تحمل جنسيتها.
شنو المانع انه يحصلون دام انهم مستوفين! ولو المسألة مسأله ولاء وانتماء جان من زمان طلعوا من الديره ! هاي دليل انهم يحبون البحرين وما يرضون بغيرها وطن.
لا حول و لا قوة الا بالله
انا لله و انا اليه راجعون
مواطنة صالحة
الله يعطيج العافية على هاي المقال الرائع واللي عاشو موضوع الحرمان من الجنسية يعرفون معاناة هاي العائلة واتمنى صوتج يوصل وتنحل مشكلتهم ومشكلة الناس اللي في نفس وضعهم
للعلم
لنا قريب بحريني ابا عن جد واسرته متواجدة في البحرين منذ ظهور الاسلام كان يرفض الحصول على جواز وليس جنسية فالجنسية مكتسبة له بحق الارث وعاش حتى استخاره ربه ولم يستخرج جوازا وعمتي ايضا وزوجها لانهم لم يبارحوا منزلهم اذا خرجوا من البيت يصاون الى احد القرى فقط وعلى ما اعتقد لمن يزوروا المنامة قط فالجنسية شيء والجواز شيء آخر.
أهل هذه الارض عاشوا حلوها ومرها وأجزم من ليس له ارتباط بهذه الارض عندما يشعر بمرارة الارض سوف يغادرها أما أهلها سوف يبقون ويتجرعون مرارة الارض وهي حلوة في مذاقهم.
مطلوب
شعب يقمع الشعب الاصلي و كبح المطالب المشروعة
لاعجب
وسوف تسمعين وترين وتقرأين اكثر من ذلك ولكن لا حياة لمن تنادى
عليهم التصرف كالمجنسين الجدد
عليهم التصرف كالمجنسين الجدد وسيعطونهم الجنسية وكل ما يتمنونه في فترة قياسية.