العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ

تعامل أوباما الحذر حيال الأزمات... ميزة أم ضعف؟

لا احد ولا حتى ألد أعدائه يمكن أن يتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإصابة بالهلع أمام الأزمات المتعددة التي تتفجر في العالم ذلك لان الرئيس الأميركي لا يترك نفسه ينجر لاتباع وتيرة مختلفة عن وتيرته.

الرئيس الأميركي قال أمس الجمعة (29 أغسطس/ آب 2014) خلال سهرة لجمع التبرعات للحزب الديموقراطي "عندما تشاهدون النشرة المسائية تشعرون وكأن العالم ينهار".

وأضاف "العالم كان دائما في حالة فوضى، لكن الأمر ببساطة هو إننا بتنا نعلم بذلك الآن والفضل جزئيا لمواقع التواصل الاجتماعي" مشددا في الوقت نفسه على أن الجيش الأميركي لم يكن يوما أقوى مما هو عليه الآن في الوقت الذي يواجه فيه عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة والتهديدات الجيوسياسية.

وفي مواجهة الأزمات الدولية المتعددة وفي الوقت الذي يندد فيه معارضوه بعدم وجود رد قوي أو خط قيادي واضح يتمسك باراك أوباما بجدوله الزمني.

إدارته المنهجية للازمات مع قناعة بان القوة العسكرية الأميركية لا تستطيع وحدها مواجهة الأزمات العنيفة التي تهز العالم، أتاحت له عبور نحو ست سنوات صعبة في البيت الأبيض.

وبين متطرفي "داعش" الذين يريدون إقامة دولة "الخلافة" في العراق وسوريا وشبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يخيم على الأزمة الأوكرانية لا يتخلى الرئيس عن صفائه متجاهلا التعليقات المعادية والتهجمات السياسية على إدارته.

إعلانه الصريح عن عدم وجود استراتيحية بشان سوريا وضعه من جديد في موقع حرج وأثار التساؤلات بشان أهداف زيارته لأوروبا الأسبوع المقبل.

كان أوباما قال الخميس للصحافيين "ليس لدينا بعد استراتيجية" في سوريا وذلك في محاولة لتهدئة الأجواء المؤيدة للذهاب إلى الحرب التي تسود واشنطن حيث كان ينتظر في المقابل الإعلان عن ضربات وشيكة لتنظيم "داعش" في سوريا كما هو الحال في العراق منذ 8 أغسطس/ آب.

هذه الكلمات القليلة أثارت عاصفة استدعت استنفار الفريق السياسي لكي يشرح أن أوباما تحدث فقط عن خطة عقلانية لعملية عسكرية في سوريا وليس عن المعركة بمعناها الواسع ضد هؤلاء المتطرفين الإسلاميين.

أسلوب أوباما، الذي يثير غضب معارضيه، هو في الواقع انعكاسا لشخصيته وتجربته لما بعد الحرب في العراق ونظرته للأمور التي تتخذ أكثر فأكثر منظورا تاريخيا مع اقتراب نهاية ولايته.

لكن مع موازنة كل الخيارات والتباينات هل يمكن أن تكون رغبة أوباما في القيام بتحركات حاسمة قد فترت؟

أنصاره ينفون ذلك ويذكرون بالعملية الجريئة ضد أسامة بن لادن في باكستان التي تم التخطيط لها طويلا وقتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة.

في الوقت نفسه يدافع البيت الأبيض عن المبدأ الريادي للسياسة الخارجية الذي يتمثل أولا في عدم القيام بتصرفات "غبية".

المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أوضح أن الرئيس الأميركي يرفض ببساطة شن هجوم متسرع لإرضاء المطالبين بالتدخل انتقاما لذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي على أيدي عناصر "داعش".

الباحث في مركز التقدم الأميركي (سنتر فور اميركان بروغريس) القريب من ادارة أوباما، بريان كاتوليس يرى أن "المواطن الأميركي العادي أكثر تبنيا للموقف الرئاسي في نهجه الحذر".

واعتبر أن الانتقادات تصدر خصوصا من "معلقين من النخبة في مجال السياسة الخارجية ووسائل الإعلام".

إلا أن منتقدي أوباما يعتبرون انه يرى العالم كما يحب أن يكون وليس كما هو في الواقع.

ويبدو أن استطلاعات الرأي الأخيرة تؤيد رأي هؤلاء حيث اظهر استطلاع أجراه مركز بوي ريسيرتش/يو.اس.ايه توداي الأسبوع الماضي أن 36% فقط من الذين شملهم يرون أن أوباما كان قويا على الساحة الدولية في حين أن السياسة الخارجية كانت سابقا من أهم نقاط قوته.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:26 م

      الرصاصي

      الرئيس أوباما ولا شك في ذلك أعقل رئيس امريكي فتحت يديه أقوى جيش في العالم وباستطاعته فعل ما يشاء ولكنه يتريث ويفكر ويضع الاهداف ثم ينفذ ولا يتسرع ابدا في أي رد فعل على أي مشكلة تعترض مساره حتى لا يتسبب في وقوع أي خسائر جسيمة ببلده وهو وعد شعبه انه لن يدخل بلده في صراعات ولن يضحي بجنده وأصدق الوعد

    • زائر 1 | 3:24 م

      مايعرف ش

      والله إلا الثوارة الزايده إلي فيه ومايعرف كوعه من بوعه ههههههه

اقرأ ايضاً