مصادرة الأفكار، والأحلام، والحناجر أو الأقلام المطالبة بالحقوق صارت أمراً عادياً في وقتنا المشحون بالتخوين والترهيب واستباق النية السيئة على الحسنة، فعلى المستوى العام نجد بعض المواطنين في كل الدول العربية يسعون جاهدين لتخوين من يتكلم بالحق ويطالب بأدنى حقوقه في العيش ومكافحة الفساد والاهتمام بصحة المواطنين وتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم، وقد زادت هذه الظاهرة في السنوات الأربع الأخيرة بعد موجة الاجتجاجات السياسية التي طالت الوطن العربي ومازالت تزحف لبقية الدول وستظل موجودة ما بقي الإنسان وما بقيت الكرامة وما بقي الظلم.
لابد أن هذه العينة من المواطنين ترى القصور في الحكومات وفي عمل الوزراء والنواب البرلمانيين والمسئولين بشكل عام كما يراه غيرها، وقد تجدها تعاني من هذا القصور بشكل مباشر وتتحدث به بينها وبين نفسها، وربما تقارن بلادها ببلدان جوارها، لكن أفرادها يسعون جاهدين لإثبات وطنيتهم عن طريق محاربة غيرهم ممن يفضلون الحديث علانية عن هذا القصور كي تصل أصواتهم لمن يملك ضميراً ويحاول أن يغير ولو شيئاً بسيطاً، وكأن المواطنة لديهم أن تسكت عن كل خطأ وتقبل بكل فتات باعتباره مكرمةً وتفضلاً من السلطة، ناسين أن من واجب السلطات خدمة شعوبها وتوفير الحياة الكريمة لها.
وفي الحديث عن وطننا كمثال فإن الوضع كان مختلفاً أيضاً قبل أربع سنوات؛ إذ كان الحديث عن القصور في أي مكان وأية جهة يعتبر شجاعة ومواجهة للفساد، بل ويجده بعض المهتمين بتقدم وطننا ورقيه واجباً، وكانت الصحف الموالية قبل المعارضة تعج بمقالات تتحدث عن فساد هذا الوزير، وفشل ذاك المسئول، وحاجة هذه المنطقة لبعض المرافق العامة، وانعدام الاهتمام بتلك المنطقة في أمور التنمية، ومحاباة السلطة لهذه المدينة، وتطاول هذا الإمام على تلك الطائفة وضرورة توقيفه عن الخطابة وغيرها من الأمور التي صرنا نشهد أضعافها اليوم من غير أن يتحدث عنها أحد الصحافيين في الصحف المحلية الموالية إلا نادراً، حتى أصحاب تلك الأقلام الذين اشتهروا وأحبهم الشعب لأنهم كانوا يتحدثون بصوته، وينقلون معاناته، ويشيرون إلى تقصير هذا المسئول أو ذاك بإصبعه، لكنهم اليوم كرسوا أقلامهم لاتهام من يقوم بما كانوا يقومون به بالخيانة، وتشويه صورته وسحب صفة المواطنة الصالحة عنه، لأن المواطنة صارت اليوم لباساً يخيطه الناس بمقاساتهم و «موديلاتهم» وخاماتهم، ولم يكتفوا بذلك فقط بل صاروا يزينون ما يقوم به المسئولون من أخطاء ويبررون لهم أفعالهم ليثبتوا «حبهم لوطننا» وينسون ما يحتاجه المواطن وما يعاني منه المواطن في أي مجال وأي حق، وهم يعلمون تماماً أن الأوطان لا يمكنها التطور أو النمو إلا بمحاسبة المقصر، والشد على يدي المنجز ليحذو غيره حذوه.
لأننا نحب وطننا المكون من أرض وهواء وبشر لابد وأن نتكلم ونكتب ونصور وننشر ونواجه؛ كي تزدهر الأرض وننعم بهواء نظيف ليحيا البشر حياة لائقة بهم.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ
رد 2 والمتمرده
انتم تعرفون انه المعارضه على حق وانه الحكومة على باطل بس مو راضيين اشيلون الغمامه على قلوبكم المريضه ودائما واقفين مع الشر الم ترو مسيرة 9 مارس الي عددهم 350 الف هل هؤلاء كلهم على باطل والحكومة على حق اجيبونى والله ينصر المعارضه والشعب المظلوم
الطائفية
انا إنسان لا اعرف معنى الطائفية متى ما أشاهد الخطأ أقول انه خطأ سواء من الحكومة او المعارضة انت انزع نظاراتك الطائفية و صدقني ستشاهد الحل
هناك من يدافع بغباء
هناك أغبياء يدافعون عن الحكومة عمياني و هناك كذلك أغبياء يدافعون عن المعارضة عمياني و غياب المنطق و العقل في الطرح هو بسبب ان الخلاف صار طائفي بسبب وجود جمعيات طائفية يجب إلغائها و منع اصحاب اللحى و العمائم من الحديث في السياسة
المتمردة نعم
هذا الكلام السليم
الله خلق لنا العقل لنميز بين الحق والباطل والباطل متى ما جاء من موالي او معارض فعليك ان تعترض لا ان ترمي نفسك بالتهلكة والضياع او تصير امعة اينما تميل الرياح ملت ولكن للاسف جماهير الموالاة والمعارضة ..يحسبون انا خونة نكرههم طبعا اتحدث عن الطرفين من المتعصبين
رد للمتمردة نعم
للاسف يريدون منا ان نكون مع او ضد و لا يريدونا ان نحكم العقل و المنطق انا مع الحقدو لست مع المعارضة او الحكومة
اكثر
اكثر مقالات الموالين للحكومة تخوين الشعب مهاجمة الشيخ على سلمان والشيخ عيسى قاسم ومهاجمة ايران والسيد على خمنائى والسد نصر الله انهم حقا يحقدون على هؤلاء الاشراف لاجل مصالحهم المشتكى لله