العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أذب الثلج من قلبك

أعرفك في نقطة النور الحية مثل نجم السلام والنقاء أو الكمال المتلألئة في عالم النور، الحب و الفرح والسلام والنقاء يشع منك بانسجام في أفكارك وأفعالك عندما أتيت أول مرة، أنت سلوى الحب كيف أستعبدك قوى الظلام؛ الغضب، والجشع، والأنا، والشهوة والتعلق.

خيبة الأمل و القلق ما هي طبيعة الحال، كما هو الماء عندما يتجمد في قوالب يأخذ نفس الشكل، كذلك هي أفكارك وأفعالك ستأخذ نفس الشكل إذا تجمد وعيك وستأخذ شكل تصورات جامدة على مدى فترة من الزمن. هذه التصورات المتجمدة قد لا تذوب في طريق الرحلة، عند إذن المعتقدات تتبلور وتلتصق في وعيك مثل مكعبات الثلج ويكون من الصعب اقتلاعها في بعض الأحيان. واحدة من أكبر الأضرار لتلك المعتقدات هو المنع من النظر إلى الداخل؛ لأن من يضيع في الرحلة لا يعرف الطريق.

أذب الثلج بطاقة الحب، أذبه وشكل جدولاً متدفقاً يشنف آذان الفجر بأنغامه، وأمسك باب الآلام التي هي في العاطفة، الألم الذي تشعر به هو انكسار القشرة التي تغلف إدراكاتك. وكما أن قشرة النواة يجب أن تتحطم حتى يبرز قلبها من ظلمة الأرض إلى النور.

هكذا يجب أن تحطم الآلام قشورنا قبل أن نتعرف على معنى الحياة، ولا تجرح إدراكك الحقيقي للمحبة في حب قلبك، فالمحبة تمنحك التألق في حياتك وهي نفسها من يثبت المحب في مكانه، فكما تعمل على تنميتك كذلك تعلمك كيفية استئصال الفاسد من كيانك، فهي ترتفع بك إلى أعلى مستويات حياتك لتعانق كل اللطيف فيك تحت النور، وتنحدر للجذور الملتصقة بالأرض لتهزها مع سكينة الليل.

علي العرادي


كيف أنساك

اليوم أوقفت دموع الخريف واكتفيت بحلم الربيع لأن الأحلام رغم قصر عمرها أهون من مرارة الدموع.

أقفلت عيونها الى الأبد، نعم هذه المرة الى أجل مسمى. تراكمت فيه معاناتها حتى أصبحت لا تطاق، الكل من حولها أشباح من الهموم، الكل يضحك ضحكات ملؤها الخوف والرعب، ها هي اليوم أقفلت تلك العيون التي تعبت من البكاء، تعبت من الدموع، ها هي اليوم أوقفت نبضات ذلك القلب الذي عشش فيه عنكبوت اليأس، ها هي اليوم خرجت من هذه الدنيا بدمعة على خدها الناعم وفوق شفتيها رسمت ابتسامة خفية وتركتني وحيدا بقلب مجروح بعد عشرة طويلة بحياة جميلة وارتباط مليء بالمحبة.

إنها الراية البيضاء، اليوم استسلمت للدموع، للقدر، لقسوتك يا مجتمع، اليوم أقفلت عينيها إلى أن تجد ضالتها، ضالة ضحت بغبطة القلب المجروح من أجلها ضحت بابتسامة الحب في سبيلها.

اليوم كبتت إعصار أحلامها وجمدته بحركة واحدة للأبد، حركة صعبة لكنها أصبحت الحل الوحيد لكي ترتاح من تلك الابتسامات الملفقة، من تلك النظرات الموحشة، حركة كانت مفتاحاً أقفلت به الكابوس وفتحت به باب المجهول.

في لحظة مميزة ذبلت عيناها ورموشها تلوح مودعة الكون، انهمرت دمعة أخيرة فوق خدها وابتسمت ابتسامة الوداع، بحركة واحدة أنهت كل شيء والدمعة الأخيرة سقطت عل كفي وعلى خدها وتحررت من همومها إلى الأبد، شنقتها أحلام الربيع، أحلام كان مسعاها بعيداً واليوم أنهت كل شيء.

كيف أنسى تلك اللحظة الأخيرة... لحظة الوداع والفراق.

صالح بن علي


من تموز 2006 إلى تموز 2014 انتصارٌ مستمر

كان الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية في يوليو/ تموز 2006 بداية مرحلة هزائم الكيان الغاصب المتتالية، وأهم درس قدمته لنا المقاومة آنذاك هو أن بالصمود والمقاومة نحن قادرون على هزيمة الجيش الذي لا يُهزم، هذا الكيان الذي زُرِع في جسد الأمة الإسلامية وتم تدعيمه بأفضل الأسلحة الفتاكة وإعطاءه الكثير من المساعدات المالية والعسكرية وغيرها؛ لكي يكون قادراً على الدفاع عن نفسه في وسط بلدان لا تقبل الذل والاحتلال، بل وكان هدف تدعيم هذا الكيان هو أن يحتل قدر المستطاع من الأراضي العربية لتحقيق حلمه (من النيل إلى الفرات).

فجاءت حرب تموز 2006 لتقضي على كل هذا التدعيم والتخطيط، بل وهزّ حتى صورة الكيان الذي فقط بات يفكر في كيفية حماية نفسه وحدوده!... هذا الدرس الأساسي لحرب تموز لم يكن ليرضي الجميع، بل هناك من لم يرد للمقاومة الانتصار ربما لأسباب عديدة، ولكن من أهمها هو أن لا يتقبل شباب الأمة الإسلامية فكرة المقاومة أساساً ضد هذا الكيان، ربما بحجة قوته الفائقة أو لعدم جدوى المقاومة أمام عدو كالعدو الصهيوني أو ربما لأسباب أخرى يعرفها البعض.

أسست حرب تموز الأساس السليم لمبدأ المقاومة، بل وحققت الانتصار الذي جاء باعتراف قادة الكيان الغاصب والذي هزّ مشاعر الأمة الإسلامية المغلوب على أمرها، و بدأ الكثيرون يناصرون المقاومة ومبدأها، وجعلت آمال الأمة في تحرير الأرض المحتلة قابلة للتحقق في المستقبل القريب.

ومنها أيضاً جاء انتصار المقاومة الفلسطينية في عامي (2008-2012) المحاصرة في غزّة، هذه البقعة الصغيرة والمحاصرة والممنوعة من كل ما يدعمها من أجل بقائها قوية وصامدة من أجل مواجهة هذا الكيان اللقيط. وعلى رغم كل هذا الحصار استطاعت تحقيق الانتصار بمبدأ المقاومة، المبدأ الذي لا يتخذه إلا الأحرار الأشراف الذين لا يرضون بالذل والمهانة وطأطأت الرؤوس أمام المستكبر المحتل، وها هي المقاومة الفلسطينية اليوم تحقق ذات الانتصار وبمبدأ المقاومة في حرب استمرت لأكثر من شهر وعلى تلك البقعة الصغيرة والمحاصرة. و بدأت منذ اليوم الأول في قصف (تل أبيب) لما لها من مكانة كبيرة عند العدو الصهيوني، وجعلت المستوطنين المجرمين تحت الأرض يختبئون في ملاجئهم طول مدة الحرب، بل وزرعت في نفوسهم الخوف والرعب، وجعلتهم يتخيلون أموراً غير ممكنة الوقوع بسبب هول ما حصل لهم في هذه الحرب.

تموز 2014 جددت لنا مبدأ المقاومة وأنها المبدأ الوحيد الذي يجلب الانتصار للمظلوم، وهذا الانتصار لا يوجد أوضح منه وباعتراف قادة الكيان الغاصب، بل ووصل بهم الحال عندما بدأت إحدى فترات الهدنة بأنهم تراجعوا عن الدخول في غزّة بعد أن فشلوا في تحقيق أيّ إنجاز يُذكر لدى دخولهم في غزّة لتدمير الأنفاق كما يقولون، بل وادعوا أنهم دمروا الكثير من الأنفاق على الأقل لتحسين صورة جيشهم الذي تاه ولم يقدر، إلا على قتل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي المنحاز.

من تموز 2006 إلى تموز 2014 هو انتصار لكل الأمة الإسلامية فيجب المحافظة عليه واتخاذه درساً لكل الأجيال القادمة.

حسين علي عاشور

العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً