يتخوف العديد من المستثمرين من حدوث تحول في سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي بما يؤدي إلى تصحيح كبير في السوق. لكنني أعتقد شخصياً أننا لن نرى ارتفاعاً في سعر الفائدة قبل منتصف العام 2015. وقد أجرت وكالة نيد دايفيس للبحوث دراسة عن استجابات السوق لأول زيادة في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي. وتُظهر الدراسة أن مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 استجاب فعلاً برد فعلٍ سلبي حاد يقارب 5 في المئة، لكنه بعد ذلك واصل الارتفاع. وقد يكون خطر التغير في توقعات التضخم أحد الأسباب التي ربما تدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي للتفكير في رفع أسعار الفائدة، لكن حدوث ذلك لا يبدو مرجحاً على المدى القريب.
وأخيراً، فقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الحقيقي في الناتج الإجمالي العالمي إلى أكثر بقليل من 2 في المئة. وكان ذلك المعدل 4 في المئة في العام 2010، وبقي أعلى من 2 في المئة حتى وقت قريب. لكننا نلحظ انطباعاً عاماً بأن النمو في مختلف أنحاء العالم آخذ في التباطؤ. ومع ذلك، كانت الأخبار الاقتصادية الواردة من الصين خلال الشهر الماضي إيجابية، حيث أشارت إلى ترجيح الوصول إلى معدل النمو المستهدف بنسبة 7.5 في المئة. لكن أسباب التحسن كانت على ما يبدو توسعاً ائتمانياً للإنفاق على البنية التحتية والشركات المملوكة للدولة وليس نمواً في مشتريات المستهلكين. ولا يمكننا أن نتجاهل تماماً أثر الاضطرابات الجيوسياسية على الأسواق، فقد استحوذ الوضع في أوكرانيا على اهتمام العالم بأسره عندما أُسقطت طائرة ركاب ماليزية على متنها أكثر من 300 شخص.
وعلى صعيد آخر، أعتقد أن إيران ستوافق على تقليص برنامجها النووي الذي يُعتقد أنه يستهدف تطوير أسلحة نووية، فهناك ضغط كبير من الشباب الإيراني من أجل رفع العقوبات بحيث يمكنهم الاستفادة من الفرص التي يرونها مفتوحة أمام أقرانهم في أجزاء أخرى من العالم. وفي آسيا، ستحاول الصين تسوية النزاع في بحر الصين الجنوبي بطريقة سلمية. ومع ذلك، فقد تنفجر أيٌّ من هذه المناطق المضطربة في أي وقت، وذلك سيؤدي إلى زيادة محتملة في أسعار النفط، أو ظهور تحدٍّ جديد للنظام العالمي القائم قد يزعزع استقرار الأسواق المالية.
وختاماً، لعلّ من المفيد إلقاء نظرة عامة على الاقتصادات في أنحاء العالم، فالولايات المتحدة تنمو بمعدل حقيقي بين 2 في المئة و 3 في المئة، وأوروبا بمعدل 1 في المئة، واليابان بمعدل 1.5 في المئة. ومع أن الدول الناشئة تنمو بمعدلات أسرع، لكن أسواقها عموماً لا تستجيب بقدرٍ يتناسب مع النمو، ومع ذلك فيمكن العثور على صفقات جيدة هناك. وتبقى السوق الأميركية كبيرة وشفافة وتتمتع بسيولة جيدة.
في الوقت الحاضر، لا أتوقع حدوث ركود في الاقتصاد أو خسائر في السوق على المدى المنظور، على الرغم من أننا دخلنا العام الخامس من التعافي الاقتصادي وانتعاش السوق. ولنأمل ألا تتسبب الاضطرابات الجيوسياسية في قلب هذه التوقعات.
بايرون وين
من شركة بلاك ستون
العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ