كان آخر فيلمٍ شاهدته في السينما قبل سنوات عن «عيدي أمين»، أما هذه المرة فقد دعاني الأولاد الأسبوع الماضي إلى مشاهدة فيلم «لوسي».
ذهبت وأنا أتوقع أن أشاهد فيلماً كوميدياً أو ترفيهياً مرحاً، لكن تبيّن أنه خليط من «الأكشن» و»الخيال العلمي»، ويطرح قضية علمية كبيرة: ماذا سيحدث لو تمكّن الإنسان من استخدام 100 في المئة من قدراته العقلية؟
قرأت سابقاً أن الإنسان يستخدم 5 في المئة فقط من قدراته العقلية، ويبدو أن هذه المعلومة تعود إلى ربع قرنٍ مضى! فالفيلم ينطلق من نظرية أن الإنسان يستخدم حالياً 10 في المئة. ولذلك تجول الكاميرا بسرعةٍ، لتنقل لقطاتٍ خاطفةً من غابات الأمازون إلى مراكز التقدم العلمي والصناعي في عواصم الدول الكبرى، لتقول للمشاهد: كل ما شاهدته من تقدم وهواتف نقالة وأبراج وطائرات وألعاب فيديو... إنّما هو بفضل استغلال 5 في المئة من عقولنا، فكيف سيكون الوضع لو استخدمناها بالكامل؟
الفيلم يدور حول الفتاة لوسي (الممثلة سكارليت جوهانسون) المتورّطة مع عصابة تهريب مخدرات إلى أوروبا، ومقرها تايوان، يتم حقنها بمادة كيماوية جديدة، تساعد على زيادة استخدام القدرات العقلية، فتزيد قوتها في حفظ المعلومات ومعالجتها بأسرع مما تفعله أحدث أجهزة الكومبيوتر. وبعدما اكتشفت ذلك بالصدفة قرّرت الإيقاع بالعصابة، لكيلا تُستخدم المادة في مشاريع الشرّ. وهكذا استطاعت - باستخدام قدراتها الجديدة- مخاطبة الشرطة في مطارات روما وباريس ولندن، للإيقاع بثلاثة من زملائها الذين أودعت في أجسامهم المادة الخطرة عبر عمليات جراحية، لتبدأ عملية مطاردتها من قبل العصابة.
الأحداث تسير في خطٍ متوازٍ مع لقطاتٍ متقطعةٍ من محاضرة لعالم متخصص، (الممثل مورغان فريمان)، يلقيها في قاعة إحدى الجامعات، عن موضوع القدرات العقلية، وما يمكن أن تحققه زيادة استغلالها. كان يتحدّث عن نظرية علمية مجردة تلهب الخيال، وكان الفيلم يحاول أن يطبّقها على أرض الواقع. وتتمكن الفتاة بقدراتها الخارقة الجديدة، من التواصل به لتخبره بحالتها المتقدّمة، بعد أن وصلت إلى استغلال 40 في المئة من قدراتها العقلية. لقد سبق الواقع ما كان يتوقعه في مجال النظريات.
ومع استمرار المطاردة، تستمر زيادة قدراتها، حتى تتمكن من الإيقاع برجال العصابة المسلحين وسط استغراب رئيس الأمن بمطار باريس بقدراتها الخارقة. كانت تعرف أنها تسير إلى نهايتها، وتنتهي إلى ذوبان جسمها بعدما التهم كل المعلومات الموجودة في كل أجهزة الكومبيوتر في تلك القاعة الكبيرة.
ونحن نخرج من القاعة كان يهمني انطباع المرافقين الثلاثة. فأما البنت الكبرى (بالمرحلة الثانوية) ذات الميول العلمية فقد أعجبها الفيلم لأنه يطرح فكرةً علميةً تخاطب عقلها. أما الابن الأوسط (بالإعدادية) فقد أجاب ضاحكاً بكلمة: «عجيب»، لما فيه من «أكشن» و»مطاردات» تفوق ألعاب الفيديو التي يقضي معها ساعات يومياً طوال الإجازة. أما الطفل الأصغر (بالثاني الابتدائي) الذي كنت أخشى من تأثره من مشاهد الدم والتعذيب التي أصابتني بالغثيان، فلم يبد عليه أي تأثر سلبي، وكان مسروراً لمشاركتنا.
حينما خيّم الصمت، عاد السؤال أمامي: ماذا لو استخدم الإنسان 100 في المئة من قدراته العقلية فعلاً؟ ومن يضمن حينها أن هذا المخلوق البائس لن يستخدمها في تدمير الذات وزيادة شقاء الإنسان؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4374 - الخميس 28 أغسطس 2014م الموافق 03 ذي القعدة 1435هـ
prada x
أنا أؤمن بها و أنا خير دليل
أستعمل 18 بالمائة من عقلي
ولا يهمني إن لم تصدقني و لا أعرف أين يكمن السر
طفلك
طفل في الصف الثاني لا يناسبه أن يشاهد هذا الفيلم
الآثار لن تراها الآن ولكن في الأيام المقبلة
القلب يجب أن يعمل أيضا
لو كنا نستطيع إستخدام العقل أكثر بقليل فقط لنعرف ماذا يخطط لنا الأعداء لكنا بخير .
طبعا
لو تم ذلك سيستخدمه الاشرار والانظمة الدكتاتورية ضد الشعوب.
المتمردة نعم
حرقت الفيلم يااستاذ لكنه مقال رائع نحتاج لمثل هذه المقالات البعيدة عن السياسة
5% من القدرات العقلية
استخدام 5% من القدرات العقلية النتيجة خرجنا بحروب وقتل وعنصرية ودعوات تصفية الاخرين...لو100% ماذا سوف ندمر
قرات مقولة" الانسان مشروع فاشل" لا اعلم مدي صحته..
الانسان يجنح للشر
الإنسان يمنح للشر ولولا الإيمان والتعاليم الدينيه المختلفه لأ أصبحنا في حاله عجيبه كالحيوانات
عفوا
الفلم لا يطرح فقط نمو عقل الانسان .. بل تطوره بشكل عام ليرى ما هو ابعد مما نراه اليوم .. نظرياته العلميه تستحق منا الوقوف و انا كانت ضد الفكر الاسلامي .. لوسي التي كانت قردة كانت تستطيع التحكم بالعالم بمجرد استخدام كامل عاقلها !! الحوادث في الفلم جعلتني افكر في امور اخرى .. ماذا لو .. فستكون ربما اله للبشر