تسلبنا الحياة الراحة في معظم أيامها. تأخذنا بعيداً لنعمل، لننجز ما نصبو إليه، تؤرقنا كثيراً وتشلنا حين نردد دائماً (تعب... ملل... لاعت جبدنا).
لنا هناك أقرباء هجرناهم، اغتصبت منا الحياة لحظات تجعلنا نسعد معهم، ساعدنا بموجبنا الأيام لتبعدنا عنهم بالتسويف (غدا سأزورهم)... أنحن جازمين فعلاًَ على أننا سنكون في الغد؟ ألن تغادر أرواحنا!
يقول الكثير (ما تجيك المصايب إلا من القرايب)... أهذا ما أخبرنا به الله ورسوله؟ وقوله (ص) لما سئل: «من أحق الناس بحسن الصحبة؟، قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك».
كان لنا بالأمس أهل قد تلحفوا التراب انسكبت دموع ليس من وجع الرحيل، بل من أنهم كانوا هنا ولم نترك أعمالنا (التافهة) لبقاء ساعة بجوارهم، انتشلتهم المنية بغتة وبكينا! لا تنفع الدموع بعد الرحيل.
إذاً دعوة لنا للتملص من الحياة ومشاغلها وتوافهها، ادنوا ممَّن تحبون، امكثوا بين أيديهم... طهروا قلوبكم من الرواسب التي جمعتها الأيام بالمواقف، فمن يعلم من سيرحل في الغد... رحيل من كانوا بجوارنا ولم نكن بجوارهم موجع ولن ينفع الندم.
حوراء جعفر
هل هؤلاء من أمتك يا سيدي يا رسول الله؟...
هل هؤلاء فعلاً صدّقوك واتبعوا سنتك؟...
هل هؤلاء فعلاً يقرؤون القرآن؟...
هل هؤلاء فعلاً مؤمنون برسالتك؟...
هل هؤلاء فعلاً يمثلون الدين الذي جئت به للناس كافة؟...
هل هؤلاء يتّبعون من قال: لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة ولا راهباً يتعبد في صومعته؟
إنهم لا يقطعون الشجر، بل يحرقونها، وإنهم لا يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال والرهبان، بل يدفنونهم أحياءً. كل ذلك يفعلونه باسم الدين وباسمك.
أنت يا سيدي لست فظاً ولكنهم عكس ذلك. رحيم وهم قساة يقتلون النفس البشرية عمداً.
هل هؤلاء يا سيدي تقبلهم أن يكونوا من أمتك؟... حاشاك. إنك لعلى خلق عظيم. يذكرون الله عندما يقطعون رؤوس البشر ولا يذكرونه عندما يقطعون رؤوس الأنعام، ينبشون قبور الأولياء والأنبياء، ونحن بدأنا نخاف على قبرك الطاهر.
سيدي يا رسول الله ...هل يستحقون أن يكونوا إخوانك الذين بشرت بهم أصحابك، أم أن أخوانك لم يأتوا بعد؟
يزورون قبرك الشريف ويبكون عنده ويستغفرون ويعاهدونك بأنهم سيسيرون على خطاك. ولكنهم عندما يخروجون من عندك ينقلبون على أعقابهم وينقضون عهدهم معك.
اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا بقول ... رب العالمين ...
وهم عكس ذلك يفعلون...
أنت تقول يا سيدى المسلمون كالجسد الواحد، وهم يعملون على قطع الرأس عن الجسد.
يا أهل الدنيا إننا مثلكم نبكى حزناً وأسى وأسفاً كلما رأينا هذه المناظر البشعة والمكروهة. ولكن رحماكم انصفوا الإسلام ولا تلقوا التبعة في ذلك عليه، بل على الذين أخرجوه هذا المخرج. أي على النفوس التي استنتجت منه هذه النتيجة القبيحة. فالنفوس التي أخرجت الإسلام ..ذلك المخرج. ليست مؤهلة أن تكون مسلمة. وهي بشعة ونفوس غير طاهرة.
سيدي يا رسول الله تنظر إلى أمتك وأنت حزين عليها... أهذه أمتك التي ستباهي بها الأمم. خذلوك يا سيدي...
فعذراً ...ولكن هناك القليل من يتبعون سنتك. فاسأل الله أن لا يؤاخذهم بما فعل السفهاء.
خليل النزر
العمل الفني هو الذي يعكس دور المصور ومدى قدرته على خلق التكوين للصورة، من حيث حسم الأمور في تحديد الأوقات والزوايا والمكان المناسب بحكم خبرته ورؤيته الفنية للعمل، حيث يخلق نوع من الجماليات البلورية الانسيابية للصورة بالجرأة في العمل وتحمل أعباء التصوير واستغلال الظروف والفرص لتختزل الكثير من الصور النادرة.
طبعا هناك معايير معهودة وقواعد أساسية عالمية يستند عليها، ولا بأس أن يكسر أحد القواعد باحتراف وذكاء لا يخل من جمالية المنظور العام للصورة.
ومن الظروف التي تطرأ أحيانا خارجة عن التحكم في الحياة اليومية التي نعيشها تشد المصور أينما كان وحتى المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها فنجد عنده القدرة التي تجبره لاقتناصها وتكون عنده إمكانيات غير اعتيادية في غاية الدقة والتركيز وسرعة البديهية والذكاء وضبط الإعدادات الصحيحة لها، وقتها سيبهر بنتائج غير محسوبة وتعود بالكسب والنجاح لصالح العمل الفني.
فكل هذه الامتيازات التي يمتلكها المصور تسعفه في عمله، إلى جانب من خياله الواسع وثقافته في تحقيق التطور والتقدم في مجاله التصوير.
وهناك أمر في غاية الأهمية وهو أننا لا ننفي استعانة غالبية المصورين بالتقنيات وبرامج التعديل؛ لتضفي على العمل شيئاً من الدقة والإبهار القريب للواقعية من دون المبالغة بنوع من الافتراض السلبي ويتأثر العمل الفني، بل هناك من يقدم أعمال في غاية الروعة والرؤيا الخالصة في النقاوة بعيده عن كل البعد عن أي تدخل تقني حاسوبي.
حتى لا يختلف التباين الطبيعي للصورة، فبعض الصور قد تبدو مجازية ومركبة ومنفذه من قبل برامج تعديل، ولكنها واقعية تماماً والعكس صحيح، وذلك لدقة تنفيذها.
فهذه كلها قدرات فائقة ينتجها المصور سواء احتوى العمل على تعديلات أم لا، حيث يقوم بمهام معقدة للغاية متخصصة في هذا المجال، وخصوصاً في الصور المفاهيمية وصور الفنتازيا بين الخيال والواقع التي نالت الآن أعلى المراتب المتقدمة من نوعها.
عاتقة صباح الشجار
العدد 4374 - الخميس 28 أغسطس 2014م الموافق 03 ذي القعدة 1435هـ