أدى التعصب للفكر التكفيري الذي يحمله أحد المدانين بالعمليات الإرهابية في السعودية، إلى انتقاله لابنه (23 سنة)، وانضمام الأخير إلى تنظيم القاعدة في الداخل، والسعي إلى تقديم خدمات لوجيستية لعناصره، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أمس الأربعاء (27 أغسطس/ آب 2014)، حكما بسجنه 16 سنة، ومنعه من السفر، بينما يقضي والده حكما بـ«استمرار حبسه» حتى يرجع عن معتقده.
وبحسب تقرير لصحفية الشرق الأوسط فإن المحكمة أصدرت أحكاما ابتدائية على 23 سعوديا، كانوا ضمن خلية الـ76، بالسجن حتى 22 سنة، لإدانة أحدهم بالشروع في توفير صواريخ «كاتيوشا»، والسعي لإدخالها إلى السعودية، وكذلك إقامة مصنع لصناعة صواريخ الكاتيوشا بمساعدة شخص فلسطيني، أبدى استعداده لتوفير أشخاص يعملون على صناعتها، وذلك لاستهداف مواقع قيادية وجهات أمنية وأماكن حيوية ودبلوماسية وشخصيات مسؤولة في البلاد.
وأدين المتهم المتأثر بالفكر التكفيري لوالده الموقوف، بتقديم خدمات لأعضاء تنظيم القاعدة في السعودية من ناحية تأمين وسائل النقل بواسطة استخدام سيارة جدته من نوع «كامري»، للبحث عن المطلوبين أمنيا في منطقة صحراوية، وذلك بعد أن تلقى أوامر من أحد المطلوبين، حيث قام بتسليم سيارته من نوع «بيك آب» لزميله المطلوب، لمواصلة البحث عن المطلوبين أمنيا ومساعدتهم.
واعترف المتهم بمساعدته على إخفاء أحد المطلوبين أمنيا، من خلال مشاركته في نقل خيمة إلى منطقة صحراوية لتكون مأوى له وتقديم الخدمات له والتستر عليه وعدم الإبلاغ عنه، مع علمه أنه مطلوب للجهات الأمنية، وتعاطفه معه، بل أسهم في خروجه للمشاركة في القتال الدائر بالعراق، وذلك بربطه بأحد الأشخاص الذين لهم علاقة بالتنسيق هناك، وقدم له مبلغا ماليا. وكان والد المتهم منع أبناءه من إكمال تعليمهم في المدارس الحكومية بحجة أن لديه ملاحظات وصفها بالخطيرة على التعليم، بل حرم عليهم استخراج بطاقات الهوية الوطنية، ومشاهدة التلفزيون، وقال في مقابلة تلفزيونية: «أبنائي أجبروا على استخراج البطاقات من أجل أن يقوموا بزيارتي في السجن، وإنهم يتابعون الأخبار بواسطة الإنترنت».
وأدين المتهم بانتهاجه المنهج التكفيري الذي يكفر هذه البلاد، تعصبا لوالده الموقوف، لا سيما أن هذه الأعمال الإرهابية ارتكبها قبل أن يتجاوز عمره 16 سنة، حيث ضبط معه عدد من الملفات الإلكترونية التي تحمل دورات في تصنيع المتفجرات، والتزوير، ووصايا عناصر «القاعدة» التي سجلت قبل تنفيذ عملياتهم الانتحارية، وكذلك الأعمال التي نفذوها، كما ضبط معه سلاح رشاش لأحد الأشخاص أثناء مرافقته إياه في سيارته.
يذكر أن والد المتهم صدر بحقه حكم شرعي مميز يقضي باستمرار حبسه حتى يرجع عن معتقده، والاستمرار في مناقشته بالحجة والدليل، على أمل توبته ورجوعه إلى الحق، كما جرت إدانته بحيازة أسلحة من دون ترخيص. فيما اعترف متهم آخر بالتحاقه بتنظيم القاعدة في العراق تحت قيادة القتيل أبو مصعب الزرقاوي، وشروعه في الذهاب للعراق مرة أخرى بعد عودته منها، وذلك بسفره إلى سوريا للغرض نفسه، كما سافر إلى لبنان من أجل التدرب على الأسلحة والطبوغرافيا ومقدمة في الإلكترونيات، وسافر أيضا إلى اليمن بقصد التدرب على استخدام الأسلحة استعدادا للمشاركة في القتال بالعراق.
واتفق المتهم مع أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن، خلال زيارته إياهم حينما تسلل بطرق غير مشروعة إلى هناك، على استهداف مواقع الرعايا الأجانب في السعودية، وشروعه في تنفيذ عملية استهداف المواقع الأميركية والبريطانية العسكرية في البلاد، من خلال تأمين الأسلحة، وهي صواريخ كاتيوشا، حيث اتفق مع زميله على دفع ثمنها وإدخالها إلى السعودية.
وشرع المتهم بعد أن فشلت محاولة إدخال صواريخ الكاتيوشا إلى السعودية، مع زميله (فلسطيني الجنسية)، في صناعة الصواريخ لتحقيق أهداف التنظيم، حيث اشترى مخرطة بمبلغ 50 ألف ريال، وتولى زميله الفلسطيني توفير العمالة الذين يتولون صناعة «الكاتيوشا»، وذلك لاستهداف مواقع قيادية وجهات أمنية وأماكن حيوية ومواقع دبلوماسية وشخصيات مسئولة في البلاد.