سأبدأ قصتي معكم أصدقائي كما تحكي لنا جدتي... كان يا ما كان في قديم الزمان وحتى كان... كان هناك ساحر يسبح في النهر، وأثناء سباحته في النهر رأى فأرة تغرق فأخرجها من الماء، وحوَّلها إلى فتاة جميلة، وكانت من الجمال بحيث قرر الساحر أن يزوجها بأجمل وأحسن من يستحقها.
وقال لها: تزوجي ابن الشمس! ردَّت الفتاة: لا... لن أتزوجه فهو من دون ساقين ويداه حارقتان، ويضيء العالم في النهار وينام أثناء الليل وهو عنده زوجتان: الأضواء والظلال.
ردَّ الساحر لكنه الأقوى.
فقالت الشمس: هذا ليس صحيحاً فالسحاب أقوى من ابني ومني فهو يجعلنا نختفي حينما يشاء.
قال الساحر للفتاة: تزوجي السحاب... فردَّت الفتاة: لا لن أتزوجه فالسحاب قاتم ومنه يسقط المطر وله ابنة شريرة اسمها الصاعقة.
ردَّ الساحر: ولكنه الأقوى. فقال السحاب: هذا ليس صحيحاً، فالهواء أقوى مني وهو يطاردني حينما يشاء. فقال الساحر للفتاة: تزوجي الهواء.
ردَّت الفتاة: لا لن أتزوجه فالهواء لا يكف عن الجري في جميع الاتجاهات. رد الساحر: لكنه الأقوى.... فقال الهواء وهو يصفر: هذا ليس صحيحاً، فالصخر أقوى مني. فقال الساحر للفتاة تزوجي الصخر. ردَّت الفتاة: لا لن أتزوجه فالصخر له قلب من حجر... ردَّ الساحر: ولكنه الأقوى.
فقال الصخر: هذا ليس صحيحاً، فالفأر أقوى مني لأنه يتسلل من أصغر فتحة من فتحاتي! قال الساحر: إذاً تزوجي الفأر: ردَّت الفتاة وهي مبتسمة: نعم هذا مناسب أكثر: وحوَّل الساحر الفتاة إلى فأرة مرة أخرى... فاندفعت مع زوجها الفأر نحو الحقول في سعادة وسرور.
وتوته توته خلصت الحدوته.
مرام منصور
15 عاماً
العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ