العدد 4371 - الإثنين 25 أغسطس 2014م الموافق 29 شوال 1435هـ

النجار: الأنظمة العربية فشلت في القيام بالدولة الحديثة

لدى مشاركته بمنتدى أصيلة عن «العرب غداً: التّوقّعات والمآل»

(الأول من اليمين): النجار خلال مشاركته في منتدى «أصيلة»
(الأول من اليمين): النجار خلال مشاركته في منتدى «أصيلة»

قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين باقر النجار إن الأنظمة العربية فشلت في القيام بما نسمّيه بالدّولة الحديثة، وبالتّالي قدرة تلك الدّولة الحديثة على تطوير نفسها وتبنّي آليّات ووسائط جديدة في إدارة الدّولة والمجتمع، وكذلك في التّعامل مع هذا النّسيج الاجتماعيّ بكل اختلافاته وتبايناته.

وأشار إلى أنّ كلّ تلك الأمور أوصلت الدّولة العربيّة إلى الحالة التي نحن فيها، مبيناً أن «الدّولة العربيّة تعيش حالة من ضعف القدرة التّكيّفيّة مع متغيّرات سياسيّة جديدة ومع تغيّرات دوليّة».

جاء ذلك لدى مشاركة النّجّار في الجلسة ما قبل الأخيرة بندوة «العرب غداً: التّوقّعات والمآل» التي اختتم بها منتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ السّادس والثّلاثين برنامج ندواته لهذا الموسم.

وخلال نقاشه، قدّم النّجّار قراءة عامّة للقوى التي برزت في المنطقة مؤخّراً، وتجربة الأنظمة السّياسيّة في التّعامل مع النّسيج الاجتماعيّ المكوّن لها.

وعن السّيناريوهات والتّوقّعات للخارطة العربيّة، أشار النّجّار إلى أنّ المنطقة العربيّة تخلو من مسألة متعلّقة برسم سيناريوهاتها من قِبَل مراكز بحثيّة على مستوى المنطقة العربيّة، مؤكّداً أنّ ما هو مطروح وما يُطرَح من قِبل الكثير من الباحثين في المنطقة العربيّة هي تلك السّيناريوهات التي تُرسَم وتُصاغ في مراكز البحث والتّفكير الغربيّة والأميركيّة وحتّى بعض الشّرقيّة.

وأوضح أنّ تلك الدّول تحاول نتيجة لغياب السّيناريوهات والأوضاع المتفكّكة في المنطقة العربيّة أن تُخضع سيناريوهاتها لقدر كبير من التّنميط في المنطقة العربيّة.

واستعرض الباحث في مشاركته القوى التي بدأت تمارس فاعليّتها في الوطن العربيّ، وبيّن أنّ هنالك قدراً من الاستمراريّة في قدرة بعض الجماعات الفاعلة في الفترات السّابقة على المستوى القريب والمتوسّط، لكنّه استدرك بالقول: (في المرحلة الأخيرة لاحظنا بروز قوى اجتماعيّة جديدة تتعلّق بالشّباب، إلى جانب بروز قوى سياسيّة جديدة، هذه القوى قد أخذت بُعداً دينيّاً في نشاطها وفي طرحها وفي خطابها العامّ، إلّا أنّها أصبحت قوى مؤثّرة على الواقع الاجتماعيّ)، مشيراً إلى البروز القويّ للسّلفيّة بأشكالها المختلفة في المنطقة العربيّة وقدرتها على تنفيذ أجنداتها في بعض المناطق التي تعاني من حالة اضطراب، وصولاً إلى قدرتها على تشكيل هذه الدّولة سواء قُبِلَ بها أو لم يقبل.

وذكر أنّ ذلك يشير إلى بروز قوى جديدة قادرة على التّأثير في المسار السّياسيّ والمسار الاجتماعيّ في المنطقة العربيّة. واستتبع ملاحظاته بالقول: «القوى الأخرى أيضاً هي الإثنيّات المختلفة، منها الأمازيغ، القوى المسيحيّة والقوى الشّيعيّة وهي قوى مؤثّرة في المنطقة العربيّة، إلّا أنّ تعاطي كثير من الدّول والأنظمة العربيّة معها هو تعاطٍ – كما أعتقد – غير رشيد، وقد استُخدِمت عادةً الأساليب التّقليديّة في مواجهة هذه القوى عوضًا عن احتوائها».

وواصل: «سيبقى العسكر والقبائل مؤثّرين في المجتمع العربيّ على مستوييه وبُعدَيْه القريب والمتوسّط، ويمكن أن نرى القوى المختلفة في نماذج عديدة، منها النّموذج اليمنيّ والنّموذج اللّيبيّ والسّوريّ والعراقيّ واللّبنانيّ، والتي يأخذ فيها الصّراع أشكالاً مختلفة سواء ما بين القوى التّقليديّة أو الجديدة».

وأشار الباحث باقر النّجّار إلى أنّ بعض الدّول حاولت أن تمنع هذه القوى من أن تكون فاعلة في السّاحة، سواء بمحاولة استئصالها أو غيرها، إلّا أنّ كلّ الأحداث الأخيرة – النّظام المصريّ على سبيل المثال لم يستطع إخماد قدرة الجماعات الإسلاميّة في المجتمع المصريّ – منحتهم نزوعاً جديداً لتبنّي العنف في علاقاتهم مع الدّولة، فكلّما نزعت الدّولة إلى استخدام العنف في مواجهة المختلف السّياسيّ معها، نزعت هذه القوى كذلك لتبنّي العنف في صراعها مع الدّولة.

العدد 4371 - الإثنين 25 أغسطس 2014م الموافق 29 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً