قبل يومين نشرت صحيفة «الوسط» خبراً حول فتح بيوت أهالي سترة للمصلين الآسيويين الذين ضاق على عددهم الكبير المسجد الذي اعتادوا الصلاة فيه، وهو أمر ليس بالغريب على أهالي سترة الذين عرفوا بكرمهم وسماحة أخلاقهم، وما مضائف المناسبات الدينية وخصوصاً خلال شهر محرم الحرام إلا واحدة من الأدلة على هذا الكرم؛ إذ تجد الموائد العامرة بمختلف الأطعمة منتشرةً على أرجاء الأرصفة في كل الأحياء، وتجد بعض الأهالي يتبرعون بالوقوف على جانبي الشارع حاملين في أيديهم الأطباق المختلفة لضيافة من يمر بهم حتى وإن كان من خارج القرية، إضافةً إلى البيوت الكثيرة والمآتم التي اعتادت طبخ الوجبات لأهالي المنطقة ومن يرغب بتذوق «عيش الحسين»، هذا هو ما جبل عليه أهالي سترة وما عُرفوا به.
الأمر الذي أثار اهتمامي في هذا الخبر هو نوعية الردود التي وردت أسفله؛ إذ كان بعضها يفوح طائفيةً نتنةً ويفوح بأسلوب اتهامي رخيص؛ فصار الناس يشكّكون في نوايا بعضهم بعضاً ما إن يسمعوا أو يشاهدوا أي فعل خير أو ما ينم عن طيبة الأصل التي عرف بها أهل البحرين الأصليون بسنتهم وشيعتهم.
نشر هذا الخبر بتاريخ 23 أغسطس، وهو نفسه كان تاريخ سقوط الطائرة البحرينية المنكوبة قبل أعوام حين راح ضحيتها أبرياء، حزنّا جميعاً لفقدهم ولم نسأل عن طائفتهم أو دينهم أو عرقهم، وبذات التاريخ أيضاً انقطعت الكهرباء عن كل المقيمين في البحرين وعن الشعب كله بكل من فيه سنة وشيعة ومسيحيين ويهود وبهائيين، لم نسأل حينها إن كان جارنا المتعب شيعياً أو كان جارنا المريض الذي يحتاج لمساعدة سنياً، وإنما حاول الجميع التخفيف عن بعضهم بكل ما استطاعوا من إمكانات حتى وجدنا السيارات ممتلئةً بالركاب من الأهل والجيران كي يخففوا عنهم حرارة الجو، ولازلت أتذكر أن مكيف سيارتي أصابه خلل يومها ولم يكن يعمل حين تكون السيارة متوقفة عن الحركة وأنا في محطة البترول في منطقةٍ سكّانها من الطائفتين، وكان طفلي ذو الأشهر يبكي بصوتٍ عالٍ من شدة الحر ففتح باب سيارتي أحدهم لا أعرف اسمه ولا طائفته حتى اليوم وأخذ مني ابني وزوجي رحمه الله وأركبهم سيارته حتى انتهيت من مهمتي بعد وقت طويل لكثرة عدد المنتظرين أدوارهم في الطابور الطويل.
هذه المواقف كانت عاديةً وقتها، وكانت طبيعية، لكنها اليوم باتت نوعاً من الأمثلة على زمن كانت فيه البحرين تحمل مركباً واحداً، ركّابه متعاونون يربون الحب بداخلهم للجميع، ويسعون لتقديم المعونة للجميع من غير الالتفات إلى شخص المحتاج ومذهبه وميوله السياسية، فيما صار اليوم كل فعل جميل مشكوكاً فيه، وكل فعل خيّرٍ مستغرباً حين لا يصب في ذات الطائفة وذات المنطقة، إذ كتب أحد القراء رداً على الخبر أعلاه على سبيل المثال قال فيه: «إنها محاولة لتشييعهم. الله يستر»!
لا يعني كل ما كتبته أن بلادنا صارت خاليةً من المتسامحين الذين لم تزحزحهم الأحداث الأخيرة في وطننا والوطن العربي عن مبادئهم وتسامحهم، ولكن ما حدث من تغيير أكبر بكثير من أن تستوعبه قلوبنا.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4370 - الأحد 24 أغسطس 2014م الموافق 28 شوال 1435هـ
دمار
دمار البحرين اتى من الحاقدين على طيبة شعب البحرين اللهم خلصنه ممن ظلمونا يارب العالمين
ابراهيم الدوسري
شكرا سيدتى الاصالة في شيعة البحرين لا مزايدة عليها نحن اخوة لا تفرقنا الوفاق ولا تجمع الوحدة الوطنية معدن الشيعي نقي وطاهر وان دنستة السياسة شيظل الانسان الشيعى هو العضيد لاخية السني امر مفروغ منة بحسب التنشئة هذا سني والاخر عكسة لكن ما اجمل اهل الزلاق عندما يباركون لاهل نويدرات بمولد الامام المهدي وقس عليها كثير
اهل سترة ...
اول امس كانوا يتهاوشون ويضربون بعض في الخبر ناس يقولوت مال الخارجية عنصريين وناس يقولون انسوا اللي صار في التسعينات
ضاعت بلد الامان بلد الكرام
ضيعوها بناس لا يعرفون الا المصالح والدنيا
ضيعوها باجناس غريبة شكلا وقالبا
ضاعت مع قلوب لا تعرف الرحمة والعدل
ام علاوي
متألقة دائما الكاتبة سوسن ...دامك قلمك الرائع