وعدت الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية اليوم السبت (23 أغسطس/ آب 2014) باعتماد وسائل "غير مسبوقة" في ليبيريا لمكافحة فيروس ايبولا الذي يهدد مكتسبات عشرة اعوام من السلام في هذا البلد.
واعلنت ساحل العاج اغلاق حدودها البرية مع اثنين من ثلاثة بلدان طالها الوباء هما ليبيريا وغينيا، في قرار دخل حيز التنفيذ منذ الجمعة "لحماية جميع السكان بمن فيهم الاجانب المقيمون على اراضي ساحل العاج".
وقال منسق الامم المتحدة ضد ايبولا الطبيب دافيد نابارو الذي يقوم بجولة على البلدان المتضررة مع مساعد مدير منظمة الصحة العالمية للامن الصحي الطبيب كيجي فوكودا ان "هذا الوباء الاستثنائي يتطلب تعبئة غير مسبوقة بكل الابعاد".
واكد نابارو ان التنسيق الجديد المعمول به سيتيح "ضمان توجه الامكانات الملائمة الى القطاعات الاكثر حاجة".
ووعد فوكودا الذي كان نبه الجمعة الى ان القضاء على الوباء قد يستغرق "بين ستة وتسعة اشهر"، بان تبني منظمة الصحة وشركاؤها "مراكز عناية اضافية حول مونروفيا بهدف زيادة عدد الاسرة للمصابين بايبولا حتى 500 في الاسابيع الستة المقبلة".
وكانت منظمة اطباء بلا حدود التي لها مركز يضم 120 سريرا في مستشفى ايلوا بمونروفيا، اعلنت الخميس عزمها على زيادة هذه القدرة الى 400 سرير "في الايام العشرة المقبلة".
وتحت خيمة في المستشفى نفسه، اقامت المراكز الاتحادية الاميركية للمراقبة والوقاية من الامراض مختبرا لاجراء الفحوص لتحديد ما اذا كان الفيروس اصاب المرضى ام لا.
وقال احد منسقي اطباء بلا حدود هنري غراي لفرانس برس "نحصل على نتائج المختبر في ثلاث ساعات. هذا يسمح لنا بتمييز المرضى الذين يظهرون عوارض مماثلة لايبولا مثل الملاريا ووضعهم في مناى من المصابين بايبولا".
وشددت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في ليبيريا كارن لاندغرن على "وجوب معالجة ايبولا في ليبيريا لضمان اقتصاد ومستقبل ومجتمع مستقر" في هذا البلد الذي شهد حربا اهلية استمرت 14 عاما وانتهت رسميا قبل عشرة اعوام تماما.
وقالت لاندغرن الخميس ان "بعثة الامم المتحدة في ليبيريا ترحب باعلان الرئيسة في هذا اليوم ان القوة الفتاكة لن تستخدم مجددا في اي ظرف".
وكانت تشير الى المواجهات الجمعة التي اصيب خلالها اربعة من سكان ضاحية وست بوينت برصاص جنود كلفوا السهر على احترام اعلان الحجر الصحي في هذا الحي بناء على قرار اصدرته الرئيسة ايلين جونسون سيرليف.
وفي ضربة قاسية للبعثة الاممية التي يعول عليها نابارو لدعم الجهود الدولية، اعلنت الفيليبين السبت انها ستعيد "في اسرع وقت" جنودها الدوليين ال115 المشاركين في هذه القوة.
وسيواصل المسؤولان الطبيان لاحقا جولتهما في البلدان التي انتشر فيها الوباء بحيث تشمل فريتاون وكوناكري وابوجا.
وخلف الوباء 1427 وفاة على الاقل: 624 في ليبيريا و406 في غينيا و392 في سيراليون وخمس في نيجيريا من اصل 2615 اصابة (مؤكدة او محتملة او مشتبه بها) بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى العشرين من اب/اغسطس.
واعربت سيراليون المجاورة عن "صدمتها" لعدم تضامن الدول الافريقية معها وخصوصا ان العديد منها اغلقت حدودها واخرها الغابون وساحل العاج.
وعلق رئيس اللجنة الرئاسية حول ايبولا ابراهيم بن كارغبو ان "هذا المنع يعطي انطباعا اننا دول منبوذة".
وقررت الكاميرون السبت تعليق "استيراد اللحوم من الدول التي انتشر فيها الفيروس".
وفي نيجيريا التي تعتبر الدولة الاقل تأثرا بالوباء الذي اودى بحياة خمسة اشخاص من اصل 16 اصيبوا به، اعلن عن اصابتين جديدتين تعدان اول حالتين "لعدوى من الدرجة الثانية"، اذ انهما زوجتا رجلين كانا على تماس مع الموظف الليبيري الذي ادخل الفيروس الى البلاد.
وفي مونتريال، تم عزل مريض عائد من غينيا ومصاب بحمى قوية في احد المستشفيات في انتظار نتائج الفحوص التي ستحدد ما اذا كان مصابا بايبولا بحسب ما اعلن المستشفى.
واعلنت دائرة الصحة البريطانية السبت في لندن انه ثبتت اصابة مواطن بريطاني يقيم في سيراليون بفيروس ايبولا.