«المطلوب: وظيفة مكتبية، سائق، شي مني مناك، أي حاجة مافيها شيل وحط لأسباب صحية»، هذه كانت العبارة التي ختم بها أحد الأصدقاء المبدعين جداً في مجالات عديدة في البحرين رسالته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الصديق لم يكتب كلاماً كثيراً في رسالته، ولم يشرح كثيراً، ولم يتكلم من قبل أبداً، وبرغم كل المهارات التي يمتلكها إلا أنه ما زال يبحث عن أية وظيفة حتى ولو كانت لا تتناسب مع ميوله وإبداعاته.
لم أكتب هذه المقدمة لأنني أريد البحث له عن وظيفة، ولا لأنني أردت تشويه صورة البحرين كما يُقال دائماً حين نلامس الجراح المفتوحة التي تغمر جسد وطننا، ولم أكتب المقال باتفاق مسبق بيني وبينه، فاسمه ونشاطه وتميزه كفيل بأن يجعل كل من حوله يعرفه، ولكنه المثال الواقعي الحي الذي نحتاجه حين نريد أن نبعد الغمامة عن عيني أحدهم ممن لا يرى ما سوى صورته ولا يسمع ما سوى صوته.
فحال هذا المبدع متعدد المواهب الذي ذكرته مثالاً ليست الوحيدة في البحرين؛ فحين تأخذ جولة على الردود التي وردت على رسالته البسيطة في عدد كلماتها المؤلمة فيما تحمله من واقع مجحف، تجد أن هناك آخرين غيره في مختلف المجالات ممن يبحثون عن وظائف لسنوات من غير جدوى، بعضهم يحمل شهادات عليا إلى جانب مواهبه المتعددة وبعضه يحمل من الإبداع ما يكفي لأن تغض الطرف عن كونه يحمل شهادة الثانوية فقط أو شهادة الدبلوم أو البكالوريوس فقط.
نعلم جيداً من خلال قراءاتنا المختلفة أن من يمتهن الإبداع شعراً وكتابةً وتشكيلا وموسيقى، يعاني الكثير في دولنا العربية وفي دول العالم أيضاً قبل أن يصادفه الحظ مرة ويبتسم له ليكون من قلة ممن يستطيعون تأمين قوتهم اليومي من غير الحاجة لعمل بديل، فها هو «روبرت ماكرم» يكتب في «الأوبزيرفر» قبل أشهر مقالاً جاء في مقدمته: «نبارك لك... رواياتك تعتبر أعمالاً أدبية متألقة، لقد أصبحت تقارن بـ كافكا. استعد للفقر»!، ولم يكن مازحاً حين كتب هذه المقدمة التي أوردها في المقال الذي يشرح وضع الكاتب البريطاني «روبرت تومسون» المبدع في الكتابة والفقير في العيش، فالروائي المعروف «جابرييل ماركيز» أيضاً كان لا يملك لقمة عيشه قبل أن يبتسم له الحظ ويعيش حياة رفاهية حتى كتب ذات ألم: «لا أستطيع الكتابة ومعدتي خاوية».
وبالعودة لحال المبدع في بلدنا، نجد أن كثيراً من المبدعين يضطرون للعمل في مجالات لا تتناسب وإبداعاتهم - إن وجدوا هذه الوظائف بالطبع - في حين يشغل الوظائف التي تناسبهم موظفون لا يمتلكون أدنى مقومات الإبداع، ناهيك عمن اضطر للرحيل من وطننا كي يكسب قوت يومه ونجح في الخارج نجاحاً باهراً والأمثلة كثيرة جداً لو عددناها.
نتمنى أن نستطيع يوماً أن نفتخر بوجود الشخص المناسب في المكان المناسب دائماً، وأن نجد أولئك المبدعين في مختلف المجالات في أماكن تليق بهم؛ لأننا على يقين تام أن هذه الأمكان ستكون أكثر إنتاجاً وأجمل عطاءً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4368 - الجمعة 22 أغسطس 2014م الموافق 26 شوال 1435هـ
سبب ضياع الابداع
كلام في الواقع، المبدع كثير من الاحيان لا يحصل على فرصته، ولكن السبب؟
1. الإبداع بدون شهادة يعتبر هواية، وفي زمن دائما ما الكل يقول فيه سلاحك شهادتك!! فالمبدع في مجاله يحتاج إلى جهد أكبر ليثبت سلاح إبداعه
2. المجتمع في الغالب مو بيئة خصبة لنمو المبدعين
والابداع إذا ما كان في مهنة أو حرفة أو في مجال عمل، بقول إبداعه ممتاز لكن (بعتبر روحي صاحب عمل) بقول :"وين أشغله؟"
و "جانزين" أعرف رأي أو حل الكاتبة في هالموضوع
الله يوفق الجميع في هالزمن الصعب
الابداع متنوع
المبدع ليس بالضرورة شاعرا او كاتبا او فنانا تشكيليا
الابداع هو الاتيان بكل ما هو جديد ومبتكر
في كل شي
فكيف اسأل: وين اشغله؟
الإبداع
لم أقصد الإبداع الفني فقط،،
الإبداع ليس له حدود، ولكن من خلال فهمي للموضوع وكيف ان المبدعين يلاقون صعوبة في الحصول على مكان عمل يناسب إبداعهم، وبعضهم لا يحصل..
هو المشكلة أن الابداع تميز، ولكن ما أقدر أتعامل في سيرة متقدم للعمل على أساس أنه فقط مبدع!!
برافو استاذة
شكرا ياجميلة ،، جبتيها عالجرح .. مقال روعة ودايما مقالاتك تختارينها باتقان واسلوب سهل وممتع ودائما تتكلمين لصالح اولاد البلد
الفرص موجودة لكن للاجانب
على الجرح يا بنت بلادي على الجرح
حياة مخترع بحريني
اعرف مخترعا بحرينيا سجلت اختراعاته فتح مطعما للكباب بعد صراع مع العوز.