العدد 4367 - الخميس 21 أغسطس 2014م الموافق 25 شوال 1435هـ

ذعر الخبراء من خطر انهيار الحضارة العالمية

مجاعات وأوبئة ونقص موارد وتفكك سلطة الدولة

أوكسبريدج (كندا) - آي بي إس 

21 أغسطس 2014

يعيش خبراء صحة كوكب الأرض في حالة ذعر أمام ما قد يأتي به المستقبل... فقد اكتملت لديهم رؤية واضحة لاحتمال انهيار الحضارة العالمية، وذلك من خلال مجموعة من المشاكل البيئية المترابطة.

«نحن جميعا خائفون». هكذا أكد رئيس مركز علم صون الأحياء في جامعة ستانفورد بول إيرليخ، الذي قال: «علينا أن نقول الحقيقة بشأن ما يحدث وأن نحث الناس على أن يفعلوا شيئاً لمنع ذلك».

في هذا الشأن، كتب بول إيرليخ وشريكته آن إيرليخ على صفحات مجلة العلوم المرموقة «وقائع الجمعية الملكية»، أن انهيار الحضارة الإنسانية العالمية يبدو مرجحاً، مضيفاً أن «هذا الانهيار سيتخذ شكل انهيار تدريجي... لأن المجاعات والأوبئة ونقص الموارد ستؤدي إلى تفكك السلطة المركزية داخل الدول، وذلك تزامناً مع تعطل التجارة واندلاع النزاعات على الضروريات الشحيحة، وبنحو متزايد».

وبالفعل يعاني ملياران من البشر من الجوع اليوم. وأصبح الإنتاج الغذائي - الذي يعد أكبر صناعة للبشرية - يتضرر بالفعل من المشاكل المناخية وغيرها من المشاكل البيئية.

وأكد الخبيران أنه «لا يمكن لأية بشرية كانت تجنب انهيار الحضارة إذا لم تطعم أهاليها».

وشرحا في تقريرهما المشترك المعنون بـ «هل يمكن تجنب انهيار الحضارة العالمية؟»، أن تصاعد الاضطراب المناخي، وتحمض البحار والمحيطات، ونضوب المياه الجوفية، وانقراض النباتات والحيوانات... هي الدوافع الرئيسية وراء الانهيار المقبل.

واستشار الخبيران عشرات من الخبراء المتخصصين في نظم الأرض لدى إعداد تقريرهما المكون من 10 صفحات والذي يحتوي على أكثر من 160 مرجعاً. وأفاد إيرليخ بأنه «لقد تحدثنا إلى العديد من الخبراء الرائدين في العالم للتمكن من بلورة حقيقة ما يحدث».

وشرح إيرليخ، وهو عالم الأحياء البارز والحائز العديد من الجوائز العلمية أن «واقعنا هو معدلاتنا الحالية من الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، والضرر الناجم عن ذلك على خدمات إدامة الحياة التي توفرها الطبيعة، يعني أننا بحاجة إلى نصف كوكباً آخر للاستمرار علي هذا المنوال... أي إذا ما استمر السبعة مليارات نسمة علي معايير المعيشة الحالية...». ثم حذر «لو عاش كل مواطن في العالم كمواطني الولايات المتحدة... فستكون هناك حاجة إلى أربعة أو خمسة كواكب».

ومن ضمن مؤشرات الخطر، أشار إلى توقعات زيادة عدد سكان العالم بمجموع 2.5 مليار نسمة إضافية بحلول العام 2050، وإلى أن مثل هذه التوقعات تدفع الخبراء لاستنتاج أن انهيار الحضارة سيكون لا مفر منه ما لم تحدث تغييرات كبري.

يذكر أن المجتمع العلمي الدولي قد أصدر أول دراسة تقييم من نوعها عن «حالة الكوكب» وذلك خلال مؤتمر «كوكب تحت الضغط» الذي انعقد في لندن في مارس/ آذار 2012. في تلك المناسبة، خلص أكثر من 3.000 خبير إلى أن الإنسانية تواجه حالة «طوارئ كوكبية»، ومن ثم لابد من إجراء تغييرات واسعة النطاق ومن دون إهدار الوقت.

وفي العام 2010، حذر ائتلاف للهيئات العلمية الوطنية والجمعيات العلمية الدولية من 141 دولة، من أن «استمرار نظام «تشغيل» الأرض كما نعرفه أصبح في خطر.

فشرح رئيس منظمة ETC البيئية الدولية بات موني أن «الوضع يائس للغاية ومع ذلك لا يشار إليه على الصفحات الأولى (لوسائل الإعلام) أو على جدول أعمال قادة العالم».

العدد 4367 - الخميس 21 أغسطس 2014م الموافق 25 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً