أختي العزيزة كوني سعيدة في حياتك، لقد أصغيت إليك يا أختي الفاضلة، إلى كل كلمة قلتيها لي بصدق واحترام ثم اقتنعت بما يجب عليك أن تفعلي لتقتلي تلك المشكلة على حسب قولك.
ارسمي بسمة، ارقصي مع أحلى الفراشات الملونة، تخيلي نفسك تحلقين مع أجمل الطيور واخطي خطوات فنان ممسك بيده فرشاة لرسم أجمل لوحة فنية بألوان التفاؤل والمحبة وإبتعدي عن طريق الآهات والعتاب المتكرر والمشاحنات والكلمات المتدنية، اصبري واهدئي وانظري للمستقبل بشوق وسعادة ولهفة حتى يأتيك من كل الأبواب فإنك والله مازلت شابة جميلة ومحبوبة لدى الجميع، لا تتركي للشيطان مكاناً في حياتك، فأنتي أم حنون ولست وحدك في هذه الدينا، وإن حالتك أحسن من غيرك بكثير، وإن النعم التي تنعمين بها كثيرة ومواقفك مع المحتاجين عظيمة ولن ينساها رب العالمين فكل تلك الأمور صعب أن تنالها فتاة أو امرأة غيرك.
عليك أن تنظري للمستقبل بشوق ولهفة وسعادة حتى يأتيك من كل الأبواب، واجعلي من يومك شمعة تضيء لك العمر الباقي ولا تجعليه يظلم عمرك كله.
اضحكي، تفاءلي وانعمي بحياتك أينما كنتِ تجدي نفسك كما تحتاجين أن تكوني واقذفي الحزن والكآبة في سلة المهملات ولا سبيل للتفكير فيها لأنها لا تغير ما حدث وما كان، بل استيقظي واسعي لتقدمي ما يضيف لك ويجدد من نشاطك ويشعرك بوجودك في هذه الدنيا التي تفتح ذراعيها لكل من هو جاد وواع ومبتسم للحياة وعلى دراية بأهميتها لكل إنسان معمر وفعال في الأرض، وهناك عبارة يجب عليك يا أختي العزيزة أن تردديها دائماً وتعملي بها وهي (شقي طريقك بابتسامتك خير لكي من أن تشقيها بسيف قاطع)لأن الابتسامة والتفاؤل يفتحان لنا أبواب السعادة.
وأختم نصيحتي المتواضعة لك بأن تتركي تلك الأفكار وعليك أن تسعدي وقتك وحياتك اليومية فأنت أول من يستحق هذه السعادة التي حرمتي نفسك منها كي تسعدي غيرك بل أقرب الناس إليك، فستكونين أمام الله محاسبة على ظلم نفسك.
الناشط الاجتماعي
صالح بن علي
كيف نواجه إسرائيل ونحن منشغلون بمواجهة بعضنا البعض. فهناك حرب داخلية تدور بين المجتمع الواحد، تم استغلالها من جانب القوى الأجنبية. كما يحدث الآن في سورية والعراق ولبنان. ويجب أن لا نضحك على أنفسنا ففي فلسطين ما زال الانقسام موجوداً على رغم التوافق الظاهر.
ويكمل هذا المواجهات بين الأنظمة العربية ذاتها، ومع الأسف بأن هذه المواجهات كلها تقول بأن هذا هو الطريق إلى تحرير فلسطين. وترتفع هذه المواجهة إلى القمة عندما تتنقل إلى اتخاذ الدين مبرراً لها. والغريب أن هذه المواجهات تكون وحشية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة.
والعجيب بأن الشعب الفلسطيني يعاقب من قبل العرب، بتبني نكران الجميل في مواجهة حماس، ويعمم ذلك على جميع عناصر الشعب الفلسطيني، مردداً بذلك نفس المنطق الصهيوني في أدق تفاصيله.
كما أنك ترى بعض العرب يساهم في إحباط الشعوب العربية في مواجهة العدوان الصهيوني، ويشيع بأن مبدأ التفاهم بين العرب أسطورة لا وجود لها إلا في مخيلة البعض، يبرر ذلك ما يحدث الآن في بعض البلدان العربية ومنهم من يشيع بأن المجتمع العربي أصيل في استرخائه وكسله. وكل هذا متفق مع الحملة النفسية التي يخضع لها الوطن العربي من قبل أجهزة الحرب النفسية الإسرائيلية. كما أنها جعلت بعض العرب يتبنون هذه المفاهيم، وكذلك جعلت حتى القيادات العربية تتبنى منطق تلك الأجهزة.
والسبب بأن السياسات العربية غير متجانسة، ويسهل اختراقها وأن فشل الإعلام العربي في أبراز القضية الفلسطينية للعالم. علماً بأن الذي ساهم في بروز الإعلام الصهيوني لسنوات طويلة وما زال، هو أن الإعلام العربي لم يستطع أن يميز بين الإعلام الخارجي والإعلام الداخلي. كما أن أسلوب الإعلام الداخلي تسيطر عليه ظاهرة الخوف من الحقيقة. ونتائج ذلك بأن هذا الإعلام يصير ترديداً أجوف للبيانات الرسمية. وفى بعض الأحيان يختفي الضمير المهني ويحل محله عبادة صاحب النفوذ، والبعض لا يتردد بأن يكون مهرجاً في سيرك السلطة. لذلك يجب أن يكون هناك إعلام خارجي، متحرر من الضغوطات. ومن العار أن نطالب الغير بالدفاع عنا، ونحن المعنيون بهذه القضية.
خليل النزر
في أحضان أم رؤوم
وبين سواعد الشهادة
بين عشية وضحاها هناك الدمُ الثائر
بين براءة تتناثر براعمها على بارعة الموت الأقدس
قطعت أوصالها
وغيبت بمذبح البراءة
قد وئدت آمالها في التراب
وأهيل على شتلاتها المبعثرة أثير الأرض
ترشف عبق المنايا
تصطبغ خمائلها الملائكية بفداء قانٍ
ورود تحاتت أوراقها
حمائم كسرت أجنحتها
أحباب غيبوا تحت الأنقاض
وعالم الصمت على مرأى ومسمع
قد استبيحت حرمات ودنست أعراض
لكن الأرض هي الأرض
ترفل بحلة الثكل واليتم والأسر
قد ارتوت من دماء شهدائها
هي غزة
جميلُ فلسطين المسقط عنوة
وسحابة من الآهات تضللها
فكم من القرابين التي نحرت على نطع الكرامة
الآلاف تسبح بغدير الوطن الأشوس
بيوت استوت بصواريخ
معركةٌ ضروس
قد أحكمت قبضتها
فنساء تستغيث.. وأطفال جزرت كالأضاحي
بين الفينة والأخرى..
شهيدٌ يعانق شهيد
أرواح أزهقت على «مسرح الحقوق الإنسانية» الجوفاء
رهينة بأصفاد عدو غاشم
تستطاب عذب الشهادة
لكنها لا تركع!
نهاية الحواج
العدد 4367 - الخميس 21 أغسطس 2014م الموافق 25 شوال 1435هـ