قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلثاء (19 أغسطس/ آب 2014) إن ما يربو على 6000 مقاتل انضموا إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية الشهر الماضي في أسرع وتيرة لتوسع التنظيم إلى الآن.
ويسيطر التنظيم على ما يقرب من ثلث سورية ومساحات كبيرة في العراق. ويعمل حالياً على السيطرة على أراضٍ من الجماعات الإسلامية المنافسة في حزام من الأرض، شمالي حلب مما يهدد خطوط الإمداد للمعارضة في المدينة التي تسعى قوات الرئيس السوري بشار الأسد إلى محاصرة المتشددين المسلحين فيها.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن لوكالة «رويترز» إن «داعش»جند مالا يقل عن 6300 رجل في يوليو/ تموز الماضي، وهي زيادة كبيرة عن تقديرات سابقة تشير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم نحو 15 ألفاً. وأضاف عبدالرحمن أن أكثر قليلاً من ألف مقاتل من الأجانب وأن الباقين من السوريين.
وجاءت هذه الزيادة بعد التقدم السريع الذي حققه مقاتلو التنظيم في شمال العراق في يونيو/ حزيران الماضي حيث منحتهم السيطرة على مدينة الموصل أسلحة وموارد جديدة نقل بعضها إلى سورية. وأعلنت الجماعة التي تستهدفها الآن ضربات جوية أميركية في العراق قيام «الخلافة إسلامية» في المناطق التي سيطرت عليها.
وحدث قدر كبير من التجنيد في معقل «داعش» في مدينة الرقة وهي مدينة تقع على نهر الفرات في شمال شرق سورية وكانت هدفاً لعشرات الغارات الجوية التي شنتها طائرات حربية سورية في الأيام القليلة الماضية.
وقال ناشط من الرقة يعارض كلاً من الحكومة السورية و «داعش» من خلال مقابلة من عبر «سكايب» إنه يمكن القول إن حصول «داعش» على آلاف الأنصار الجدد مؤخراً من خلال عملياتها في دير الزور ليس بالأمر بعيد المنال.
وقال المرصد السوري لحقوق أمس إن قيادياً في تنظيم «داعش» قتل في عملية لحزب الله في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان حيث كان مسئولاً عن تجهيز انتحاريين نفذوا تفجيرات في مناطق نفوذ للحزب.
وقال المرصد إن «القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية أبوعبدالله العراقي قتل في تفجير عبوة زرعها عناصر حزب الله، وانفجرت أثناء مرور سيارته (أمس الأول) الإثنين في منطقة القلمون»، مشيراً إلى أن العراقي «كان قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، ومسئولاً عن الإعداد للعمليات الانتحارية». وأدى التفجير إلى مقتل ثلاثة عناصر متطرفين آخرين، بحسب المرصد.
ونقلت قناة «المنار» التابعة للحزب الذي يشارك في المعارك إلى جانب القوات الحكومية السورية، عن «مصادر ميدانية» نبأ مقتل العراقي «في عملية نوعية للجيش السوري في جرود القلمون». وأضافت أن الأخير يعد «احد أبرز المسئولين عن تجهيز الانتحاريين وتفخيخ السيارات، وله باع طويل في الاعتداءات الانتحارية بينهما الهجمات التي نفذت في لبنان».
في الأثناء، نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية أمس عن «مصادر أمنية مطلعة» القول إن الأجهزة الأميركية والسورية «بدأت تعاوناً ثنائياً في ميدان مكافحة الإرهاب للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سورية قبل ثلاثة أعوام ونصف العام».
وذكرت أن السوريين تلقوا في الأيام الماضية معلومات عن مواقع وأرتال «داعش» داخل الأراضي السورية، لاسيما في المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية في الرقة وحول مطار الطبقة الاستراتيجي ودير الزور وحلب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري القول إن «المعلومات الأميركية عن تحركات داعش وأرتالها سمحت في الأيام الماضية بشن أكثر من 122 غارة على مواقعها في يوم واحد، وهو رقم قياسي للطيران الحربي السوري، وسمحت خصوصاً بمضاعفة الهجمات ضد مقارها وتجمعات قواتها».
وذكرت الصحيفة أن العمليات السورية سمحت باحتواء هجمات «داعش» في المنطقة وعرقلة خطوط إمدادها نحو الغرب العراقي وتأخير هجومها على أربيل.
العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ