انهارت الهدنة الهشة في قطاع غزة أمس الثلثاء (19 أغسطس/ آب 2014) وطلبت إسرائيل من وفدها المفاوض المشارك في محادثات التهدئة في القاهرة العودة إلى بلاده، بعد سقوط ثلاثة صواريخ على جنوب إسرائيل واستئناف الغارات الجوية على غزة، فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس» إنها أطلقت عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل بينها اثنان على تل أبيب.
وقالت الكتائب إنها «قصفت تل أبيب بصاروخ إم 75 وصاروخ فجر 5، و(...) بئر السبع المحتلة بـ 5 صواريخ غراد، ونتيفوت بصاروخ قسام (...) وسديروت بـ 10 صواريخ قسام، وكريات ملاخي بـ 15 صاروخ غراد».
غزة - أ ف ب
طلبت إسرائيل أمس الثلثاء (19 أغسطس/ آب 2014) من وفدها المفاوض المشارك في محادثات التهدئة في القاهرة العودة إلى بلاده، بعد سقوط ثلاثة صواريخ على جنوب إسرائيل واستئناف الغارات الجوية على قطاع غزة.
وأصيب ثمانية فلسطينيين بجراح بينهم ثلاثة أطفال في الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي الثلثاء بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالرد على الصواريخ.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن «طفلين (6 و9 سنوات) أصيبا بجروح متوسطة في القصف الإسرائيلي على منطقة المطار شرق رفح» ثم أعلن لاحقاً «إصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفلان في غارة صهيونية على بلدة بيت لاهيا» شمال قطاع غزة.
كما أعلن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة في قصف وسط قطاع غزة. وقال أحد شهود العيان في قطاع غزة إن «طائرات الـ إف 16 الإسرائيلية أطلقت صاروخاً على الأقل على أرض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)».
كما أكد شهود عيان ومصور «فرانس برس» أن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة جوية استهدفت أرضاً مفتوحة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وغارتين أخريين على مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع.
ودفع هذا التصعيد بآلاف الفلسطينيين إلى الهرب من منازلهم شرق غزة خوفاً من استئناف الهجوم الإسرائيلي.
وقال مصور «فرانس برس» المتواجد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة إن مئات العائلات هربت من منازلها في هذا الحي سيراً على الأقدام باتجاه مدارس الأونروا، في حين قال شهود عيان في حي الزيتون ومنطقة الشعف شرق مدينة غزة: إن آلاف المواطنين أخلوا منازلهم في هاتين المنطقتين أيضاً.
ورداً على هذا التصعيد أعلن مسئول إسرائيلي حكومي أن إسرائيل أمرت وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة إلى إسرائيل.
وقال المسئول لوكالة «فرانس برس» إنه «تم توجيه أوامر (للوفد) بالعودة من القاهرة» كرد على إطلاق صواريخ قبل سبع ساعات من انتهاء تهدئة إضافية لمدة 24 ساعة تنتهي منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء.
ورداً على ذلك قال المتحدث باسم «حماس» في غزة فوزي برهوم «نتنياهو أعطي الوقت الكافي للاختيار بين استمرار الحرب وإنجاز اتفاق التهدئة، فاختار إفشال مفاوضات القاهرة والعودة للتصعيد، عليه أن يستعد لدفع ثمن حماقاته».
وشدد على أن «المقاومة على جهوزية تامة للدفاع عن غزة»، متابعاً «بعد تعمد نتنياهو إفشال مفاوضات القاهرة، المقاومة تتدارس كل الخيارات في ضوء تطورات الأوضاع ومجريات الأمور والوقائع على الأرض».
من جانبه قال سامي أبو زهري وهو متحدث أيضاً باسم «حماس» في بيان صحافي إن «الوفد الفلسطيني سلم موقفه النهائي للوسيط المصري، والكرة هي في الملعب الإسرائيلي، والمقاومة قادرة على التعامل مع كل الخيارات والتطورات».
كما قال القيادي البارز في «حماس» عزت الرشق في السياق نفسه: إن احتمالات الوصول إلى اتفاق هدنة دائمة في غزة مع إسرائيل «تتبخر» معلناً عدم إحراز «أي تقدم في المفاوضات».
وقال الرشق وهو عضو في الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة في تدوينة له على حسابه على موقع «تويتر»: «ليس هناك أي تقدم في المفاوضات واحتمالات الاتفاق تتبخر»، محملاً «الاحتلال الصهيوني كامل المسئولية عن ذلك»، قبل قرابة نحو ثلاث ساعات من انتهاء تهدئة لمدة 24 ساعة تنتهي منتصف ليل الثلثاء.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان صحافي استهداف مواقع «إرهابية» في قطاع غزة.
وكان نتنياهو أمر الجيش بالرد بعد سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة على منطقة بئر السبع جنوب إسرائيل الثلاثاء خلال التهدئة، بحسب ما أعلن مسئول حكومي إسرائيلي.
وقال المسئول لوكالة «فرانس برس» إن نتنياهو «أمر الجيش بشن هجمات على أهداف إرهابية في غزة» رداً على إطلاق الصواريخ.
وقالت متحدثة باسم الجيش «سقطت ثلاثة (صواريخ) في ارض مفتوحة في منطقة بئر السبع».وأكدت الشرطة عدم وقوع أضرار أو إصابات.
من جانبه قال أبو زهري «ليس لدينا في حماس أي معلومات بشأن إطلاق صواريخ من غزة».كما اعتبر أن هذه «الغارات الإسرائيلية تهدف إلى إجهاض مفاوضات القاهرة».
وكان الفلسطينيون والإسرائيليون توصلوا مساء الاثنين إلى اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة إضافية لاستكمال مباحثات غير مباشرة الهدف منها التوصل إلى هدنة دائمة.
العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ