طالبت فعاليات وطنية بتوحيد الجهود تجاه القضية الفلسطينية ووضع استراتيجية لدعم القضية الجامعة، وإعادة فتح مكاتب مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، فيما أعلن الدكتور نبيل تمام عن استعداد الطواقم الطبية البحرينية للتوجه إلى غزة دعماً لها.
جاء ذلك في ندوة «غزة تنتصر» التي نظمتها جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي مساء أمس الأول (الأحد) بمقرها في مدينة عيسى.
من جهته استعرض نبيل تمام دور الطواقم الطبية البحرينية الإنساني في غزة، وبدأ بعدوان العام 2008/2009، موضحاً أنه «في أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، كانت الطواقم الطبية تجمعها جمعية الأطباء البحرينية تعمل، ولكن بصمت من قبل لجنة فلسطين».
وقال: «كنا نبحث كيفية مساندة الطواقم الطبية في غزة من قبل الطواقم البحرينية، ولجنة فلسطين كانت تنشط كحراك و «فزعة» عندما يحدث عدوان إسرائيلي، فلجنة فلسطين كانت تعمل أيام الانتفاضات ومن ثم تهدأ».
وأضاف «مجرد أن بدأ العدوان تبادر إلى الطواقم الطبية بتفعيل لجنة فلسطين، وهو ما حدث في يناير للعام 2009، وكان من أوائل الأطباء الذين عملوا على تنشيط اللجنة هو الدكتور علي العكري، فكونا اللجنة وتفاعلت وبدأت الاجتماعات، وتزامن ذلك مع ليلة السابع من محرم، فبدأنا بجمع التبرعات، وخلال 72 ساعة جمعنا مبلغاً لا يستهان به». وأوضح تمام «كان معنا في اللجنة نائب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب سمير الحداد، وقد تداعينا إلى اجتماع عاجل، بصفتنا أطباء في جمعية الأطباء البحرينية، ومعنا سمير الحداد بصفته نائب الأمين العام، وقد اجتمعنا في العريش، وكان الأطباء من جميع الدول العربية».
وأشار إلى أن «المشروع الأول المطروح من دول خليجية وهم الأطباء الكويتيون والعمانيون، هو إنشاء مستشفى ميداني في رفح، أما الأطباء المصريون والفلسطينيون كان هدفهم أكثر وهو كسر الحصار. ونحن كبحرينيين وقفنا مع المقترحين. وبعد ساعة من الاجتماع خرجنا في حافلة مع نحو 50 طبيباً مصرياً، وبدأ الاعتصام عند المعبر».
وأردف تمام «كان هدفنا حضور الاجتماع وإيصال المساندة، وفي الليل كان نقاشنا هل نواصل بقاءنا أو نرجع إلى البحرين، فكان رأي علي العكري ورأيي الشخصي هو المواصلة، وعليه بلغنا الحداد بقرارنا وأن هذا القرار فردي لا تتحمله الجمعية، وكان الاعتصام يومياً من الصباح إلى المساء».
وتابع «مع الضغط الإعلامي والقنوات الفضائية العربية والأجنبية التي كانت متواجدة عند المعبر، شكل ضغطاً على الحكومة المصرية، وبعد أسبوع دخلنا في المساء، واستلتمنا مخابرات حركة حماس، وقاموا بتوزيعنا بحسب الاحتياجات في مستشفيات غزة».
وقال: «من أجل الحماية اضطروا إلى نقلنا في سيارات إسعاف، وكان حينها أكثر وقت شعرنا فيه بالخوف، لأن القصف يستهدف سيارات الإسعاف حينها. وقد مكثنا أسبوعاً بعدها وقفت الحرب. وقد شهدنا جميع الجرائم، شهدنا ضحايا قنابل التايم وضحايا الفسفور الأبيض، والانتهاكات الطبية، كنا في مستشفى أبويوسف النجار وسقط حينها صاروخ بالقرب من المستشفى، ما أدى إلى تهشم وكسر كل زجاج المستشفى. كان الوضع خطيراً وكنا نقضي اليوم بأكمله في المستشفى».
وأشار إلى أننا «استطعنا الخروج إلى الشمال، فالزميل العكري توجه إلى مستشفى الشفاء وأنا كنت في مستشفى العودة، وكنا نقوم بأعمال العيادة في الصباح ونجري العمليات في المساء».
وأضاف تمام «رجعنا بعدها إلى البحرين، في حين كانت الوفود الطبية من الجمعية البحرينية تغادر إلى غزة، وكان أول وفد نسائي يدخل غزة يتكون من رولا الصفار وبدرية علي مع محمود مرهون».
واستذكر نبيل تمام «الذكرى الأولى للعدوان على غزة في ديسمبر/ كانون الأول 2009، فكانت هناك حملة عالمية عملت على قيادتها امرأة يهودية، وقد قادت حملة من أميركا بعدد 1400 شخص، وحضرت أنا مع الزميلة الصفار من البحرين، واجتمعنا في القاهرة للاحتفال في الذكرى الأولى بغزة و قررنا الاعتصام في ميدان التحرير بالقاهرة».
وتطرق تمام إلى «مشروع التوأمة بين الطواقم الطبية في البحرين وغزة، فقد استطعنا الترتيب لزيارة الدكتور يوسف الموسى، والدكتورة مريم، وكان هناك تعاون بين المستشفيات، وعدد من التبرعات الطبية، فجمعية «وعد» مثلاً تبرعت بسيارة إسعاف، وأخرى تبرعت بها جمعية الأطباء البحرينية، إضافة إلى شراء بعض الأجهزة وسريرين».
وتحدث تمام عن العدوان على غزة خلال العام 2012، موضحاً أن «الطواقم الطبية البحرينية كانت سباقة؛ لكن الوضع السياسي في البحرين كان يختلف عن السابق، وكان التواصل حينها مع نقابة الأطباء المصريين. وقد استطعنا عن طريقهم الوصول إلى داخل غزة. كما أن الوضع السياسي مختلف، ففي العام 2012 انتظرنا ساعتين فقط ومن ثم دخلنا بكل سلاسة إلى غزة».
وواصل «ليلة دخلونا وتجمعنا في القاهرة كانت وفود الكيان الصهيوني والمصريين تجتمع، واتخذ قرار التهدئة عند الساعة 12 من منتصف الليل، وكنا فرحين لتوقف القصف. وعملنا جولة على المستشفيات، وكان أغلب الجرحى أو الحالات الحرجة خرجت من غزة إلى مستشفيات القاهرة وتم التعاون معها».
وأكد تمام أن «الطواقم البحرينية الطبية تداعت إلى اجتماع خلال العدوان الحالي على غزة، ولكن الوضع في البحرين والقاهرة وغزة حرج، وكانت هناك فكرة تكرار ما تم خلال العام 2012 بشأن التواصل مع الطواقم المصرية، وقبل أسبوعين تداعت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع، وكانت الفكرة إحياء لجنة كسر الحصار ودعم الشعب الفلسطيني، أما الطواقم الطبية فهناك عدد كبير لديه الاستعداد لتقديم المساعدة في جميع التخصصات الدقيقة سواء من ممرضين وجراحين وأطباء وصيادلة لديهم الاستعداد لدخول غزة لتقديم المساعدة».
كما تطرق نبيل تمام إلى «الحياد الطبي والذي يتكون من 3 أعمدة رئيسية هي القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي وأخلاقيات المهنة».
موضحاً أن «القانون الدولي يوجب حماية المدنيين أثناء أي نزاعات سواء كانت عسكرية أو نزاعات داخلية داخل أي بلد، والمسئول عنها الصليب الأحمر، وأتمنى أن يأخذ على عاتقه هذا الدور في أن يحمي المدنيين. أما القانون الدولي لحقوق الإنسان بدأ في العام 1948 وهي الشرعية الدولية لحقوق الإنسان والعهدان المدنيان التابعان له. في حين أن أخلاقيات مهنة الطب تتلخص في احترام الإنسانية والمهنة، ونحن كطواقم طبية لا ننظر إلى مذهب أو ديانة المصاب».
منوهاً إلى أن «احترام المهنة يوجب عدم استهداف المستشفيات أو سيارات الإسعاف أو الطواقم الطبية، ولكن للأسف هذا ما يحدث إبان العدوان. ويجب محاسبة كل إنسان انتهك الحياد الطبي».
من جانبه، شدد الرئيس السابق لجمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني محمد حسن العرداي على ضرورة إطلاق حملات توعية بأهمية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، مطالباً بإعادة فتح مكاتب مقاطعة إسرائيل.
ونوه العرادي بدعم صمود غزة في ظل العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني عليها وعلى أطفالها ومنازلها، والذي لا تقل تسمية هذه الجرائم عن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يجب أن يقدم المسئولون عنها للمحاكمة لمسئوليتهم عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واستعرض العرادي فكرة سريعة عن فلسطين، تحدث فيها عن معلومات عامة عن مساحتها الجغرافية والكثافة السكانية التي تقطن قطاع غزة، وتاريخها، موضحاً أن غزة ليست مدينة طارئة، فقد أسست في القرن 15 قبل الميلاد، إذ أسسها الكنعانيون، وفي العام 635 دخلها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص، وفيها قبر هاشم بن عبدمناف، ومسقط الإمام الشافعي، وقد سيطر عليها الأوروبيون وطردهم منها صلاح الدين الأيوبي.
وأشار إلى أن غزة سقطت في الانتداب بعد الحرب العالمية الأولى، واستمر الانتداب البريطاني فيها منذ العام 1917حتى العام 1948 حين قرر البريطانيون الانسحاب بنوع من الخديعة.
بعدها استعرض العرادي تاريخ العدوان الصهيوني على قطاع غزة وما يخلفه من ضحايا وخسائر فادحة.
العدد 4364 - الإثنين 18 أغسطس 2014م الموافق 22 شوال 1435هـ