اختتمت أمس أعمال الاجتماع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بالعاصمة (المنامة) إذ تم الإعلان عن الرؤية المشتركة التي تمثل «خريطة طريق» لتعزيز الشراكة في واحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية بالنسبة إلى دول الخليج.

هذا الكلام جاء على لسان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي شدد على أهمية هذا الاجتماع تماما مثلما أكد على أهمية فتح باب الشراكة مع مناطق وأقاليم أخرى من العالم أي أن باب الخيارات مفتوح طالما ينصب في صالح حكومات وشعوب كلا الإقليمين.

الوزراء الآسيويون في أغلب تصريحاتهم أشاروا إلى أن الإرث التاريخي في العلاقات بين دولهم ودول الخليج يعود إلى زمن قديم، إلا أن هذه العلاقات انقطعت منذ 400 سنة بسبب حقب الاستعمار والحروب التي شهدتها دولهم في مراحل مختلفة؛ لذا فإن العلاقة الاقتصادية والتجارية قديمة جدا مثلما هو الإسلام الذي انتشر في تلك المنطقة مع التجار العرب الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية.

وبالتالي فإن شراكة اليوم ما هي إلا محاولة صادقة لإعادة إحياء علاقة قديمة انقطعت لأسباب مختلفة كالذي نوه إليه وزير خارجية بروناي الأمير محمد بلقية وهو أمر بلا شك يعتز به الآسيويون المسلمون من أصحاب الأصول العربية.

ولعلنا نلمس ذلك الارتباط التاريخي مع بعض دول آسيان عندما نلتقي بأطياف مجتمعها ولاسيما من المسلمين, وقد تكون ماليزيا وسنغافورة نموذجين طيبين, فهناك شوارع تسمى باسم عوائل عربية قدمت من أرض اليمن مثل عائلة «جنيد» التي يحمل اسمها اسم شارع معروف في سنغافورة نسبة إلى هذه العائلة التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد السنغافوري منذ زمن طويل إلى جانب عوائل مسلمة وأخرى من أصول عربية.

أيضا في العاصمة (كوالالمبور) هناك شارع اسمه «العرب» ويحتضن كل شيء له علاقة بالثقافة العربية، وعندما تلتقي بأحد الماليزيين الذين يطلق عليهم «المالاويين» ويعرف أنك قادم من شبه جزيرة العرب فإن أسارير وجهه تنشرح بل وتظهر عليه علامات الغبطة والسرور. ويتحدث هؤلاء بعشق عن ثقافتنا كما هو عن ديننا الإسلام.

ما تم ذكره هو مجرد أمور دغدغة ذاكرتي من جراء ما دار من أحاديث في أروقة الاجتماع كما جاء على لسان الوزراء المسئولين والذي ربما يفتح أفق تعاون منتظرة قد تجني منها دول الخليج وآسيان وتبدأ في الدفع بصورة أكثر نفعا على الجميع.