في أول خطابٍ له على الملأ بعد إسقاطه، خرج الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ليقدّم أمام المحكمة مرافعةً تبريريةً متهافتةً لن تبيض صفحات حكمه أمام التاريخ.
الرئيس الذي احتاج خلعه إلى مقتل 800 متظاهر، وجرح آلاف المصريين، حتى تدخل الجيش وأزاحه قسراً مطلع العام 2011، حُكم عليه بالسجن المؤبد العام 2012 بعد إدانته بقتل المتظاهرين. لكن محكمة استئناف أمرت بإعادة المحاكمة، فيما يبدو محاولة إعادةِ اعتبارٍ لرموز نظام العسكر السابقين، واسترجاع النظام القديم لنفوذه.
مبارك عُرف عنه استخدام الأسلوب الخطابي الطنّان، لكن خطابه الأخير الذي أراده أن يكون «آخر ما أتحدث به قبل أن ينتهي العمر ويحين الأجل وأوارى في تراب مصر»، حاول أن يستدرج به العواطف، كما فعل في خطابيه الأخيرين قبل خلعه بأيام، وكان يعوّل على أن يحدثا تأثيراً لولا ما حدث في واقعة «الجمل»، حين هاجم بلطجية نظامه المتظاهرين على ظهور الجمال.
مبارك قال في مرافعته: «أشهد أمام الله أن كل قرار وسياسة انتهجتها إنما ابتغيت صالح الوطن... ولا أزال شديد الاعتزاز بخدمة بلادي وبني وطني من أيّدني منهم ومن عارضني على حد سواء». ومن الطبيعي أن يشهد كل دكتاتورٍ لنفسه بأنه ابتغى في سياساته صالح الوطن، حتى فرديناند ماركوس وأوغستو بينوشيه وموبوتو سيسي سيكو... والحكم في هذه الحالة متروكٌ للشعوب.
في مصر، هبّ الشعب ثائراً ليطيح خلال ثلاثة أسابيع، بحكم مبارك الذي استمر ثلاثة عقود، تدهورت خلالها مصر داخلياً وخارجياً، وضاعت هيبتها ومكانتها بين الدول. أما كيف تعامل مع بني وطنه، من أيده ومن عارضه، فلم يمر طويلٌ وقتٌ حتى تُمحى من الذاكرة. فقد خضعت مصر لنظام حزبي استشرى في ظله الفساد، الذي أصبح له رموزٌ يُضرب بهم المثل في كل مكان. وهو الذي سخّر كل إمكانات الدولة والحزب الحاكم لمشروع توريث الحكم لابنه جمال، واعتبر ذلك قمة الابتذال السياسي والإهانة لكرامة المصريين، وأحد أسباب ثورتهم على النظام. والغريب أن من أراد توريث ابنه يخاطب القاضي وهو يقرأ من ورقة مكتوبة: «أنا لم أسع أبداً وراء منصب أو سلطة»!
مبارك تطرق أيضاً، وكالعادة، إلى دوره في حرب أكتوبر (1973)، وهي معزوفةٌ لم تعد تطرب أحداً، خصوصاً أنه لم يكن الضابط الوحيد في الحرب المذكورة، التي لم تحقّق نصراً كاملاً، وإنّما انتهت إلى اتفاقات «كامب ديفيد» التي قيّدت حركة مصر، وأخرجتها من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي.
مبارك حكم مصر ثلاثين عاماً، واحتاجت زعزعته من منصبه إلى انتفاض ملايين المصريين، وشاهد العالم على الفضائيات كيف كانت قوات الأمن تواجه المتظاهرين بوحشيةٍ حتى انهارت بعد ثلاثة أيام متواصلة من القمع. ويعود اليوم ليشنف آذان المصريين ببلاغته الفارغة: «إن محمد حسني مبارك الماثل أمامكم اليوم، لم يكن ليأمر أبداً بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين»، استخفافاً بالعقل المصري، فمن أين كانت تصدر الأوامر في نظام عسكري محكم، كرّس كل السلطات في يد رجل واحد؟
اليوم أُدخل الكثير من ناشطي الثورة الشباب وأبنائها الحقيقيين السجون، بعد أن صدرت ضدهم أحكام بالسجن لفترات طويلة لاشتراكهم في مظاهرات صغيرة، بينما يستعيد نظام العسكر إمساكه بقرون السلطة مجدّداً في مصر، في صراعٍ بين قوتين محافظتين استبداديتين (عسكر وإخوان).
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ
محرقي بحريني
حسني مبارك عندما حكم علية بتهمة قتل المتضاهرين لم يحكم علية لان أعطى أوامر بقتل المتضاهرين وأنما حكم علية لان الصلاحية في منع قتل المتضاهرين كانت بيد مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي فقط أي أن مبارك لم يعطي أي أمر بقتال المتضاهرين وأنما مسئولية هي في عدم منع قتل المتضاهرين هناك رئيس لايزال يعطي الاوامر بقتل المواطنين ورميهم بالبراميل المتفجرة والتنكيل بالشعب لاكثر من 4 عقود وبلغت ضحاياه 200 الف مواطن وهو متمسك بالسلطة وله تأيد من إيران وحزب الله و.....المنطقة اليس هذا غريب
خطباء أشكال وانواع
بسقط نظام مبارك تخلص المصريون من خطيب متمنطق. وبسقوط مرسي تخلصوا من خطيب معتوه. واللهيصبرهم على الخطيب الجديد المتلعثم الذي لا يجيد الخطابة وان كان يحاول.
منطق تهويش
السبعة ملايين الذين غادروا ايران تعرف الأسباب يا رقم2؟ بعضهم انصار الشاهنشاه الذين حاولوا عمل انقلابات ضد النظام ولكن الله احبط مساعيهم. وبعضهم هجروا بعد ان احرق صدام حسين بطل العروبة الاخرق مناطقهم الحدودية الممتدة 1700 كيلومتر بصواريخهم التي زودتها بها اميركا.
ناس ما عندها منطق ولا فهم وكل كلامهم هراء وتشويش. روحوا تثقفوا بعدين ردوا على الناس المثقفين.
أكبر مقلب في مصر
الثوار الحقيقيين في السجن والدكتاتور سيتم تبرئته والعسكر عادوا للسلطة!
زائر 2
انتوا ليش تفكيركم انبطاحي السيد تكلم عن مبارك وشنو دخل الخميني في السالفه انتوا ليش كل موضوع تاخونه بنفس طائفي وليش كلما حشرتم في زاويه
توجوهون الحديث الى مكان اخر
احنا الشيعه ما عندنا مشكله في انتقاد ولي الامر اذا اخطا وليس لدينا عصمة لاح غير الانبياء والائمه المعصومين الى متى تكون ردودكم بمنطقيه وبدون انفعال
ليش تشتتون الموضوع كلما ضيق عليكم لا باس انت تاتي وتزور صحيفه الاوسط كي تتعلم الرد بمنطق غير موتور وغير طائفي لان طائفيتكم نتائجها باين في العدل بين الرعيه
اسمع يا سيد
اكاد اجزم واكاد ان اقسم بأغلظ الأيمان انه لو كانت الفرصة مهىهه واعطي هدا الفاشل الفرصه للنزول في الأنتخابات بعد هدا الخطاب السادج لكانت النتيجه فوزه بالنسبة المعهوده والكاسحه . اتعرف لمادا ؟ لأنه تمكن من تحويل المصريين الي شعب لا يعرف ابلا : تمام يااقندم . مع احترامي للشعب المصري المكافح .
بعض المسلمات غير صحيحة.
عزيزي الكاتب في مقدمتك ذكرت في ما لايدع مجالا للشك أن المظاهرات الشعبية والجيش أرغمت مبارك على التنحي. وهذا كان رأي أغلب العرب المساكين . الحقيقة أن مؤامرات التقسيم و((بلقنة )) الدول العربية كان يجب أن تمر من مصر حتى تتحرك الشعوب في سوريا وليبيا واليمن والبحرين وغيرها. أما مبارك فهو لاشك العميل رقم واحد لمخططات الصهاينة وبقي من ترك الحكم.حاكما يتنقل بأريحية ويبرئ من التهم. ويتنظر أصدقاءة وأعداءه موتة.
الاستبداد
اتفق معك يا اخ قاسم ان العسكر نظام مستبد ووحشي وقاتل ولكن اختلف معك ان تلقي بهذه التهم على الاخوان لانهم لم يقيموا المشانق لمخالفيهم ولم يملئوا السجون بهم ولم يهاجر اكثر من7 ملايين خار ج بلادهم ليبتوا ثورتهم كما فعل الخميني بمعارضيه وشكرا
لم يقيموا المشانق و لكن
حين تم سحل ، ضرب و سحب في الطرقات حتى الموت، مجموعة من المواطنين المصريين لا لشيء سوى انهم شيعة لم يطرف لحكم الاخوان جفن و انما زاد على ذلك بمجموعة من خطابات الكراهية و التحريضية المباشرة من قبل مرسي صدقت اخي لم يقيموا المشانق و انما اقاموا ما هو اسؤ
لا تستغرب فهناك دول دفعت مليارات من اجل اخراج مبارك بريء=حتى لا يكون الحكم عليه سنّة
هناك دول عربية معروفة لدى الكل استخدمت ثرواتهم من اجل تدمير الشعوب العربية هي من يقف وراء محاولة تبرئة حسني مبارك لانهم لا يريدون لرئيس دولة عربية ان يحاكم ثم تكون سنّة في باقي الدول