تابعت إجراء قرعة دورة كأس الخليج «22» الذي بث حفلها على الهواء مباشرة من العاصمة السعودية مدينة الرياض، وشاهدت فقرات الحفل التي تميزت بالدقة والسهولة والبساطة. لذلك لم تكلف الدولة المنظمة المبالغ المالية الكبيرة التي كانت تصرف على مثل هذه المناسبات الرياضية. وبالذات هذه الدورة الكروية التي تعد من أهم وابرز الدورات التي تقام بين منتخبات دول الخليج العربية.

ولفت نظري في بداية إجراء القرعة حديث عريف الحفل المطول وسرده التاريخي عن دورة كأس الخليج الذي لم يشر فيه إلى اسم البحرين كمؤسس للدورة أو رجال الاتحاد الرياضي الذين عملوا على تنظيمها العام 1970 بعد أن بلوروا فكرة تنظيم أول دورة خليجية تقدمت برعايتها احدى شركات السجائر العالمية، إلى واقع ملموس بعد أن نجحوا في أخذ موافقة إقامة الدورة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السير ستانلي راوس الذي كان يزور البحرين في نوفمبر/تشرين الثاني 1968 لإلقاء محاضرات عن كرة القدم العالمية والتحكيم في مجال اللعبة. ومن ثم دعوة اتحادات كرة القدم في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر كونها الاتحادات الحاصلة على عضوية «الفيفا» عدا قطر التي تمت الموافقة على مشاركتها باستثناءات خاصة. ومن ثم عقد المؤتمر التمهيدي لدورة كأس الخليج في مقر بلدية المنامة خلال الفترة من 19 – 20 يونيو/حزيران 1969 الذي تم فيه وضع النظام الأساسي لدورات كأس الخليج.

حقيقة أنا لا اعرف سبب تغاضي عريف الحفل عن ذكر فضل البحرين واسم رجالات الاتحاد البحريني لكرة القدم في تنظيم الدورة الكروية الأولى وسباقهم مع الزمن من اجل احتضانها على استاد مدينة عيسى بعد أن ذللوا كل الصعاب الادارية والفنية والمالية التي واجهتهم بعد موافقة حكومة البحرين على رصد ميزانية خاصة للدورة وتسهيل تشكيل اللجان المنظمة.

ولكنني أقول بكل فخر ان فكرة إقامة دورة كأس الخليج هي فكرة بحرينية 100 في المئة وإنها قامت بفضل تكاتف الاتحادات الخليجية وحرصهم على إقامتها على ارض البحرين، ونظرتهم الثاقبة لأهمية إقامة مثل هذه الدورات الكروية التي يعود الفضل إليها في بناء المنشآت والملاعب الرياضية والتعاقد مع المدربين العالمين وجلب اللاعبين المحترفين وهو ما ساهم في تطور الرياضة الخليجية وأهّل منتخباتها في الوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.