(رّسالة قدمت خلال ندوة «التّنمية المستدامة والتّغيّر المناخيّ: أيّ دور للمنظّمات متعدّدة الأطراف» في
إنّ دول العالم أمامها أقل من 500 يومٍ على الموعد الذي حدّده زعماء العالم في العام 2000، من أجل تحقيق أهداف الألفيّة للتّنمية.
ولقد آن الأوان لتقييم منجزاتنا ورسم أجندة التّنمية لما بعد العام 2015م)، فالجهود الهائلة والمبذولة حتّى الآن لا تكفي بل علينا تحقيق المزيد من التّقدّم، وعلينا أن نعتمد اتّفاقيّة جديدة بشأن المناخ، ذات ثقلٍ كافٍ، وذلك بحلول العام 2015. وأدعو زعماء دول العالم لحضور قمّة المناخ المزمع إقامتها في الثّالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول المقبل في نيويورك، حرصاً على التّوصّل إلى نتائج فعّالة. فالأمر يتطلّب مشاركةً أكبر من ممثّلي الحكومات ومن النّاشطين ورجال الأعمال، وكذلك من المواطنين العاديين من أجل العمل على إنقاذ كوكب الأرض ومستقبله.
إن الثّقافة لها قوّة هائلة قادرة على جمع شمل الشّعوب وجعلهم يقيّمون ظروفنا الإنسانيّة المشتركة، وآمل أن يبقى منتدى أصيلة مصدراً لإلهام كافّة الشّعوب من أجل أن تلعب دوراً أكبر لدعم رؤيتنا الرّامية إلى ضمان العيش الكريم للجميع.
إنّ العالم في الوقت الحاليّ يشهد مرحلةً شديدة الاضطراب، حيث تحطّم الصّراعات العنيفة حياة البشر في مناطق مختلفة من إفريقيا والشّرق الأوسط وغيرها. وقد جاء التّطرّف الطائفيّ الخطير ليضرم نيران الصّراع في سورية، ويدفع بعض أهالي شمال العراق إلى مغادرة أوطانهم التي كانوا يقطنونها منذ غابر العصور.
وعلى الرّغم من أنّ الصّراعات تختلف باختلاف ظروفها، فإنّها تتّسم بقواسم مشتركة كاحتقار حياة الإنسان، وتبنّي الرّأي الخاطئ بأنّ أمن البعض لا يُضمَن إلا على حساب غيرهم.
وكثيراً ما تدفع هذه الصّراعات عمليّة التّقدّم والتّنمية إلى التّراجع، إذ تعطّل تلك الصّراعات ما بذلته بعض البلدان وشعوبها من جهود مضنية بدعمٍ من الوكالات التّابعة لمنظومة الأمم المتّحدة ومنظّمات غير حكوميّة وشركاء آخرين. ومثل هذه الظرّوف القاسية تصعّب وتعيق رفع مشعل التّنمية المستدامة وإبراز أهميّة معالجة التّغيّر المناخيّ.
إن الكوارث الإنسانيّة من جوع وفقر وتقلّبات متزايدة في الأحوال المناخيّة غير القابلة للتّكهّن، تحتوي في كثيرٍ من الأحيان على حوافز تؤجّج تلك الصّراعات. والكفاح لابدّ أنّ يستمرّ.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ