أكّد الأمين العامّ لمنظّمة الأمم المتّحدة بان كي مون أنّ دول العالم أمامها أقل من 500 يومٍ على الموعد الذي حدّده أقوى زعماء العالم في العام 2000م من أجل تحقيق أهداف الألفيّة للتّنمية.
جاء ذلك في الرّسالة التي بعثها الأمين العامّ لمنتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ السّادس والثّلاثين الذي تشارك فيه مملكة البحرين باعتبارها ضيف شرف المنتدى، وذلك خلال ندوة "التّنمية المستدامة والتّغيّر المناخيّ: أيّ دور للمنظّمات متعدّدة الأطراف؟" والتي نوقش فيها دور الأمم المتّحدة في مسار التّنمية والاستدامة بمشاركة العديد من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة وصُنّاع القرار، من بينهم: وزير الخارجيّة القبرصيّ الأسبق وعضو اللّجنة الاستشاريّة بمركز العلاقات الدّوليّة والتّنمية الاستشاريّة ماركوس كيبريانو ، وزير الخارجيّة الدّانماركيّ الأسبق بيرستيغ مولير، الوزير البريطانيّ الأسبق وعضو حزب المحافظين لورد مايكل هوارد، وزير الخارجيّة الإيطاليّ الأسبق فرانكو فراتيني، الباحثة الأميركيّة في السّياسة العموميّة بمركز ويلسون الدّولي – برنامج التّغيّر والأمن البيئيّ روت غرينسبان بيل، المدير العامّ بالوكالة الوطنيّة لتنمية الطّاقات المتجدّدة وكفاءة الطّاقة في المغرب سعيد ملين، رئيس لجنة حقوق الإنسان السّابق والممثّل الدّائم للمكسيك في الأمم المتّحدة لويس ألفونسو دي آلبا وغيرهم.
وقال بان كي مون في رسالته التي نقلها وزير الخارجيّة المغربيّ الأسبق ومؤسّس منتدى أصيلة الثّقافيّ محمّد بن عيسى: "آن الأوان لتقييم منجزاتنا ورسم أجندة التّنمية لما بعد العام 2015م"، مردفًا: "الجهود الهائلة والمبذولة حتّى الآن لا تكفي بل علينا تحقيق المزيد من التّقدّم، وعلينا أن نعتمد اتّفاقيّة جديدة بشأن المناخ، ذات ثقلٍ كافٍ، وذلك بحلول العام 2015م".
ووجّه الأمين العامّ لمنظّمة الأمم المتّحدة بان كي مون دعوته إلى زعماء من مختلف دول العالم لحضور قمّة المناخ المزمع إقامتها في الثّالث والعشرين من شهر سبتمبر المقبل في نيويوك، وذلك حرصًا على التّوصّل إلى نتائج فعّالة، مشيرًا إلى أنّ الأمر يتطلّب مشاركةً أكبر من ممثّلي الحكومات ومن النّاشطين ورجال الأعمال وكذلك المواطنين العاديين من أجل العمل على إنقاذ كوكب الأرض ومستقبله. وعلّق حول أهميّة الثّقافيّة في مثل هذه القضايا العامّة قائلاً: "الثّقافة لها قوّة هائلة قادرة على جمع شمل الشّعوب وجعلهم يقيّمون ظروفنا الإنسانيّة المشتركة". وأعرب عن أمله في أن يبقى منتدى أصيلة "مصدرًا لإلهام كافّة الشّعوب من أجل أن تلعب دورًا أكبر لدعم رؤيتنا الرّامية إلى ضمان العيش الكريم للجميع".
وذكر بان كي مون أنّ العالم في الوقت الحاليّ يشهد مرحلةً شديدة الاضطراب، حيث تحطّم الصّراعات العنيفة حياة البشر في مناطق مختلفة من إفريقيا والشّرق الأوسط وغيرها. وأوضح: "التّطرّف الطّائقيّ الخطير جاء ليضرم نيران الصّراع في سوريا، ويدفع بعض أهالي شمال العراق إلى مغادرة أوطانهم التي كانوا يقطنونها منذ غابر العصور"، واستتبع: "على الرّغم من أنّ الصّراعات تختلف باختلاف ظروفها، فإنّها تتّسم بقواسم مشتركة كاحتقار حياة الإنسان، وتبنّي الرّأي الخاطئ بأنّ أمن البعض لا يُضمَن إلّا على حساب غيرهم".
وأوضح الأمين العام في رسالته الموجّهة للمنتدى إلى أنّه كثيرًا ما تدفع هذه الصّراعات عمليّة التّقدّم والتّنمية إلى التّراجع، إذ تعطّل تلك الصّراعات ما بذلته بعض البلدان وشعوبها من جهود مضنية بدعمٍ من الوكالات التّابعة لمنظومة الأمم المتّحدة ومنظّمات غير حكوميّة وشركاء آخرين. وأكّد أنّ مثل هذه الظرّوف القاسية تصعّب وتعيق رفع مشعل التّنمية المستدامة وإبراز أهميّة معالجة التّغيّر المناخيّ. واستدرك: "الكفاح لا بدّ أنّ يستمرّ". وأشار أنّ الكوارث الإنسانيّة من جوع وفقر وتقلّبات متزايدة في الأحوال المناخيّة غير القابلة للتّكهّن، تحتوي في كثيرٍ من الأحيان على حوافز تؤجّج تلك الصّراعات.