رغم أنّ العديد من الفنّانين التّشكيليّين الذين تستضيفهم مدينة أصيلة المغربيّة أنجزوا جداريّاتهم وأبدعوا من خلال مشاغل الصّباغة والحفر، إلّا أنّها استبقت الفنّ والجمال في جداريّة أخيرة قرّرت أن تجعل الفنّانين المشاركين ممّن أنجزوا أعمالهم أن يوقّعوها برسوماتهم وفنونهم وذلك بمعيّة بقيّة الفنّانين الذين لا زالوا يعيشون يوميّات أصيلة. الجداريّة التي هي في الأصل واجهة بيتٍ قديمٍ على المسار الذي يربط قصر الثّقافة بساحة عبدالله كنّون، أصبحت اليوم تحمل أعمالاً إبداعيّة، شارك في تنفيذها يوم الخميس الماضي 14 أغسطس/ آب الجاري ما يقارب عشرين فنّانًا، خمسةٌ منهم بحرينيّين، إلى جانب آخرين من المملكة المغربيّة، اليابان، الولايات المتّحدة الأميركيّة، المملكة المتّحدة، البيرو والسّينغال، وذلك في عملٍ فنّيّ مشترك، قرّروا فيه أن تكون هذه الجداريّة هي آخر ما سيجمع معظم الفنّانين الذين التقوا في منتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ في نسخته السّادسة والثّلاثين.
ومن البحرين ضيف شرف هذا المنتدى، شاركت من الفنّانات التّشكيليّات كلٌّ من: فائقة الحسن ونبيلة الخيّر، إلى جانب الفنّانين أصغر إسماعيل، زهير السّعيد وعلي حسين. حيث ساهمَ كلّ واحدٍ منهم في جزءٍ من هذه الجداريّة، مؤكّدين أنّ الأوطان تلتقي في الفنون، وأنّهم قادرون على بثّ الجمال في الأمكنة التي يعبرونها. وأشار هؤلاء الفنّانين إلى أنّ لغتهم الفنّيّة منحتهم في منتدى أصيلة القدرة على تفعيل المحبّة والسّلام رسائل من البحرين إلى المدينة الجميلة التي وهبتهم الفرصة لمعايشة حدثها الثّقافيّ والفنّيّ، ومبيّنين أنّ مثل هذه الجداريّات التي جعلوها جزءًا من المسار اليوميّ للمارّة والزوّار والسّاكنين تجعل الفنّ خطابًا بصريًّا جميلاً قابلاً للتّفاعل ومكوّنًا فعليًّا لهويّة المدينة.
وخلال فترة إنجاز الجداريّة، التّف النّاس والمارّة حول الفنّانين، الذين وجدوا في تنفيذ العمل خارج الورش المخصّصة فرصةً لمعايشة أداء التّشكيليّين ومتابعةِ تفاصيل عملهم. وأصبحت هذه الجداريّة محطّة تستوقف القادمين وموقعًا لالتقاط الصّور من أجل ترسيخ ذاكرة العابرين في هذه المدينة.
