يشهد العالم اليوم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الثانية للشباب في مدينة نانجينغ الصينية التي ستُصبح ابتداءً من اليوم وجهة رياضيي العالم وحتى يوم 28 أغسطس/آب الجاري، كونها تستضيف أكبر حدث رياضي عالمي بعد الألعاب الأولمبية للكبار والتي ستكون محطتها القادمة في ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016.
وأعتبر نفسي من المحظوظين بالتواجد في هذا الحدث الكبير مع نخبة من أكبر الإعلاميين على مستوى العالم، فأنا سبق لي حضور الكثير من البطولات والدورات الرياضية في مُختلف الألعاب، لكنني أجد نفسي وكأنني لأول مرة أحضر حدثاً رياضياً لتغطيته، كون المحفل العالمي يفرض نفسه، فعدد الإعلاميين كبير جداً ومن كل مكان في العالم، بالإضافة إلى أنك حينما تتجول في القرية الرياضية الأولمبية التي تُقيم فيها وفود 204 دول تتخيل وكأنك تعيش في عالم مُصغر، فكل دول العالم تقريباً يُمثلها رياضيون هنا دون تأثير لأي أحداث أو أمور أخرى، والدليل على ذلك تواجد وفد فلسطيني مُميز يحظى بإعجاب الجميع، بالرغم من الأحداث المؤسفة الأخيرة التي وقعت في غزة وراح ضحيتها الكثير، إلا أن السياسة لم توقف الرياضة يوماً، بل هي بالعكس وسيلة للتقارب.
حينما تُشاهد الوفود الرياضية تمر من أمامك في القرية الرياضية في كل ثانية، تُصاب بهوس معرفة هؤلاء من أي دولة، إذ لابد من مراقبة القمصان التي يرتدونها، فمن خلفها أو أمامها يظهر كل شيء من خِلال الكتابة، فهنالك دول لم نسمع بها أو دول كأنما مر طيف اسمها علينا نرى وفوداً رياضية هنا تُمثلها، وهذا طبعاً يُعد انتصارا للرياضة وللدورات الأولمبية، فهذه الدورة رغم أنها الثانية في التاريخ إلا أنها حققت أهدافاً كثيرة للغاية من خلال هذه التجمعات الرياضية والإعلامية الهائلة، صحيح أن هنالك مُقابل مادي وراء استضافة مثل هذه الدورات، إلا أن الهدف الأسمى والأكبر يعدو ذلك بكثير، فالتعارف والتقارب بين كل شعوب العالم يُعد أمراً رائعاً للغاية، وهذا ما نشاهده باستمرار، إذ في كل لحظة نرى لاعباً أو لاعبة من دولة في أمريكا الجنوبية مثلاً يتجاذبون الحديث ويتبادلون التصوير مع رياضيين من الخليج العربي على سبيل المِثال، وهذا مايحدث لنا كإعلاميين أيضاً، فنحن في الأيام الأولى لتواجدنا هنا، إلا أننا تعرفنا على العديد من الإعلاميين من مُختلف الدول، وسننتظر الأيام القادمة لنتعرف ماذا تُخزن لنا في وجهة الرياضيين (نانجينغ).
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ