عرفت بفضولها الإيجابي للتعرف على الأشياء، وانجذابها لاكتشاف ما يدور حولها، الإعلامية الفرنسية والمصورة الاحترافية ستيفاني رافل منسقة إعلامية بمركز التسهيلات للإعلام بجامعة البحرين اعتنقت الإسلام ونطقت بالشهادتين في أواخر رمضان هذا العام، فكان لنا هذا الحوار الذي أجريناه معها:

ما الذي جذبك للإسلام؟

- ما شدني للإسلام هو أولاً أهل الإسلام، والمسلمون. لقد قضيت في العالم العربي أكثر من 6 سنوات حتى الآن، وتعلمت هنا الكرم والترحيب، لاحظت أن بعض الناس لديهم قيم قوية وجميلة، وهذا هو ما جعلني أتساءل عن رسالة الإسلام.

متى بدأ هذا الشعور؟

- شعرت أني مسلمة منذ فترة طويلة جدّاً، وأصدقائي البحرينيون وزملائي كانوا يشعرون أني مسلمة، لكن بدأت بالصلاة بشكل منتظم وسريع فقط هذا العام.

كيف اتجهت إلى الإسلام؟

- بالنسبة لي فقد كانت عملية طويلة لمعرفتي بالعالم العربي أولاً، ودراسة القرآن، فبدأت بالصيام وفي إحدى ليالي أواخر شهر رمضان هذا العام نطقت الشهادتين، وبالنسبة لي كان ذلك قرار المعرفة والنضج.

ما هي المصادر التي اعتمدتِّ عليها؟

- المصادر الأكثر أهمية في قراري هو صديق اخترته لكي يفسر لي القرآن، اخترت الناس الذين لا يقولون لي ما يجب القيام به، على سبيل المثال الصلاة، لكنني اخترت الأشخاص الذين تبين لي من خلال عملهم الجيد كل يوم... الناس الذين يتعاملون مع العمال، أيضاً الذين يعتقدون أن البشر متساوون، والناس الذين لا يحبون النميمة، ولا يقاتلون، إن الناس الذين قالوا لي عن الإسلام شرحوا لي لأول مرة عن الرسالة، عن فكرة الخشوع مثلاً، أو الزكاة، هذا هو ما جعلني أحب الإسلام.

هل هناك شخصية إسلامية معينة تأثرت بها؟

- بالنسبة لي، هناك شخصية معينة في الإسلام، والحقيقة أنها دقيقة جدّاً في كل جانب من الحياة اليومية ومفيدة جداً.

كيف كانت وجهة نظركم عن الإسلام من قبل؟

- رأيي عن الإسلام كان دائماً إيجابيّاً للغاية؛ لأنه كان لي فرصة للتعرف على الناس من المسلمين الصغار جدّاً والشباب والسفر في البلاد العربية. لذلك أنا لم تقتصر نفسي على ما رأيت على شاشة التلفزيون.

ماذا يميز الإسلام عن الديانات الأخرى؟

- الإسلام دين العالمية وليس دين القبلية، وهذا هو المهم، وأيضاً هو يحدد الممارسة اليومية من خلال خمس مرات للصلاة في اليوم، ونحن نذكر دائماً البقاء على الطريق الصحيح وأن الله رحيم، حتى الروحانية والممارسة اليومية هي في حياتنا. هذا هو ما فقده العالم الغربي.

هل حصلت على مضايقات بسبب دخولك إلى الإسلام؟

- لم أحصل على مضايقات؛ لأنني أعيش في البحرين وأيضاً أنا لست من المحجبات، لكن أعتقد أنه سيكون من الصعب أن تكون مسلمة في دول غير مسلمة.

هل تفكرين في تغيير اسمك؟

- لن أغير اسمي؛ لأنه عين من قبل والدتي وأنا فخورة بذلك. الإسلام بالنسبة لي ليس رفض حياتي الماضية، لكن الإسلام بالنسبة لي تطور والسعي نحو الأفضل. لم أتحول للإسلام لأنني كنت في الظلام، أو كنت شخصاً سيئاً، وفجأة تحولت إلى أن أكون جيدة، مثل الكثير من قصص التحول التي يسمعها الناس. لكنني اخترت الإسلام؛ لأنني درست الرسالة ومن خلال مراقبة أصدقائي المسلمين وجدت الجمع بين الممارسة والروحانية، وهذا ما كنت أبحث عنه منذ فترة طويلة.

ماذا تتمنين بعد دخولك إلى الإسلام؟

- أتمنى فقط أن يوجهني الله ويساعدني لأكون منتظمة في إيماني وممارستي.

هل من رسالة إعلامية توجهينها عن الإسلام؟

- لدي رسالة إلى المسلم: إن السلوك والتصرفات الجيدة، لعلاج كل إنسان ليصبح سويّاً، هو ما سيعطي صورة جيدة عن الإسلام. أريد أيضاً أن أشكر الناس الذين أخذوا وقتهم لشرحهم لي جوهر الرسالة، وفتحوا لي حديقة جميلة حيث كل الزهور والمعنى وراء الكلمات، وأعتقد أننا ليست لدينا دراسة كافية عن القرآن، بل مجرد قراءة.

هل ستقومين بإرشاد الآخرين من عائلتك ومعارفك للدخول إلى الإسلام؟

- نعم، أنا أحاول إيصال رسالة سلمية إلى الإسلام، كل يوم خلال شهر رمضان نشرت لي على برامج التواصل الإجتماعي مثل «الفيسبوك» و»الانستغرام» آية سلمية من القرآن، وأشعر أن من الواجب خلق جسر بين الغرب والعالم المسلم.