العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ

أكثر من 23 ألف مشاهد لمقطع مصور أعدته طالبة جامعية يتناول قصة جزيرة النبيه صالح

بدأ المقطع المصور والذي يحمل عنوان «النبيه صالح» وشاهده أكثر من 23 ألف متصفح على موقع «اليوتيوب» (اضغط لمشاهدة المقطع) ، بمشهد يظهر فيه فتح أبواب مسجد «النبيه صالح»، والذي تدور حوله وحول الجزيرة التي شيد فيها قصة ذلك المقطع لتبدأ من هناك الحكاية التي أعدتها وقدمتها العام الماضي الطالبة بجامعة البحرين حوراء مرهون.

المقطع المصور والذي تتجاوز مدته التسع دقائق بقليل يشير إلى أن أهالي جزيرة النبيه صالح، آمنوا بحكاية ما وجعلوها حقيقتهم التي تزين أيامهم وأرواحهم وسيطرت على عقول الأجيال فيها وصارت أسطورتهم التي يتشبثون بها ويعتبرونها جزءاً من هويتهم وتاريخهم، حكاية يؤمن فيها أهالي تلك الجزيرة برجل يرقد فيها منذ سنين وترقد معه قصص وروايات جعلته سراً يحيطه الإيمان واليقين، وتناقل كثير من الناس حكايات عن ذلك الرجل الصالح الذي يسكن تلك الجزيرة الصغيرة ويمتاز بخصال حميدة وكرامات من الله.

ويروي المقطع ما وصفه بـ «لغز» وجوده المبني على النقل الشفهي وينقسم الناس بين مصدق لذلك، ومتسائل حول مدى صدق وجود رجل يدعى النبيه صالح وهل كان نبياً أم عارفاً، وكيف خط البحر ماشياً ساكناً وهل مات في أقرب أوضاع الخضوع إلى الله ساجداً ولماذا ما يزال الناس يرتادون مزاره ويقصدونه منذ القدم من شتى أنحاء البحرين ويتبركون بمقامه وينثرون النذور.

هذا ويتطرق المقطع أيضاً إلى جزيرة سترة والتي يسبح أهاليها في كواكبها ويأكلون من ثمارها ويمتهن سكانها الزراعة وصيد الأسماك، فيما يشير إلى أنه وقبل بناء جسر سترة كانت المياه تحيط بالجزيرة من جميع الجهات وأن سكانها يعيشون كأهل البيت الواحد حياة بسيطة ودية والجميع أهل الجميع.

ويسرد المقطع المزيد عن الجزيرة الصغيرة بحجمها والكبيرة بتراثها وتاريخها، إذ يبين بأنها جزيرة تتوسط خليج توبلي وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من مملكة البحرين في محافظة العاصمة ومساحتها لا تتعدى الـ 10 كيلومترات مربعة، متطرقاً إلى عدد سكانها وفقاً للإحصاء العام للسكان والمساكن للعام 2001، والذي يبلغ ألفين وثمان وخمسين نسمة، بينهم 188 غير بحريني.

ويعرج المقطع إلى وجود المساجد فيها، إذ يشير إلى أن أهلها كانوا يبنون المساجد في مزارعهم بجانب عيون الماء التي تنفجر من أرض الجزيرة، وهذا ما يفسر كثرة المساجد فيها.

هذا و يفسر المقطع سبب شهرة هذه الجزيرة، إذ يشير إلى أن لهذه الجزيرة شهرتها وصيتها بين المؤرخين لما لها من طبيعة خلالبة وعلماء كبار، و يرى بأن شهرة ذلك الرجل الصالح « النبيه صالح» بعد مماته غيرت اسم الجزيرة التي عرفت في كتب التاريخ القديمة باسم جزيرة « أكل» لتصبح فيما بعد جزيرة « النبيه صالح»، و يتطرق في المقابل لقصة ذلك العبد الصالح وأسباب تسميت الجزيرة باسمه.

ويذكر بأنه وعلى رغم وجود كتب عدة ألفها مؤرخون بحرينيون مثل كتاب لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف العصفور وأنوار البدرين للشيخ علي البلادي وغيرها من كتب التراجم، إلا أنهم لم يذكروا فيها هذه الجزيرة باسم النبيه صالح وإنما باسم جزيرة أكل ولم يتعرضوا لذكر عالم من علمائها باسم صالح أو النبيه صالح، ورأى المقطع بأن ذلك يفسر بأن تغيّر تسمية هذه الجزيرة ووجود تلك الشخصية الصالحة فيها جاء بعد تأليف تلك الكتب والتي لا يتجاوز عمرها ال 250عاماً، واستشهد المقطع في ذلك بمشهد لحديث أحد أهالي جزيرة النبيه صالح.

وتحدث المقطع بالتفصيل عن حكاية النبيه صالح، إذ قال بأن لجزيرة النبيه صالح أسطورة «إن جاز تسميتها بذلك»، جميلة يحكيها الناس تتحدث عن شاب صالح وعالم متبحر متواضع جدا مما جعله يبتعد عن أعين الناس، وكان هذا الرجل كما يذكر الشيخ محمد علي الناصري يخرج كل ليلة ثلثاء ولا يعود إلا في اليوم التالي، ولا يخبر زوجته بذلك مما جعلها ترتاب وتشكوه لعالم القرية والذي قام بمراقبته ووجده يمتطي الماء على خرقة من القماش ويذهب إلى أحد مساجد قرية جد علي الواقعة على الطرف الثاني من خليج توبلي ليلقي الدروس على مجموعة من العلماء.

وتتحدث الأسطورة عن أن فقيه الجزيرة راقبه حتى علم بمكانته الدينية والروحية، ولم يفصح لأحد وطلب منه في اليوم التالي التقدم وإمامة الناس للصلاة إلا أنه رفض وبعد إصرار من فقيه القرية صلى هذا العالم بهم، وعندما سجد سجدته الأخيرة لم يقم منها، إذ دفن مكان مصلاه.

تفاصيل أخرى تذكرها الحكايات المتداولة في المقطع، أنه عند الفجر الأول في بعض الأحيان كان قيم المقام يستغرق في النوم فيسمع هاتفاً وكأنه شخص ينبهه للأذان، ويلتفت القيم فلا يجد أحداً وحينما سأل العلماء عن ذلك أخبروه بأنه صاحب المسجد أي النبيه صالح، فاشتهرت هذه الرواية بين الناس ولقبوه بالنبيه صالح وخففت الكلمة بين العامة إلى النبي صالح وأصبح كثير من الناس يحسبونه النبي صالح بدل النبيه صالح.

ويصف المقطع جزيرة النبيه صالح بأنها من صنعت علماءها وعظمتهم حتى بعد مماتهم، ويشير بأنه على يمين ضريح العبد الصالح توجد أربعة قبور لعلماء مشهورين وهم الشيخ داود بن حسن البحراني وابنه، والشيخ ناصر البحراني والشيخ أحمد بن عبدالله البحراني، وفي الجهة الغربية وإلى جانب المسجد توجد مقبرة النبيه صالح والتي تتميز بطبيعتها الصخرية وقد حفرت جميع القبور فيها في صخور كالصناديق، وفي عبارة معبرة جداً، قال المقطع: بأن «جزيرة النبيه صالح تضيق على أبنائها في منازل معيشتهم، ولا تبخل في توفير مساكن الموت لهم»، وذلك في إشارة إلى قيام الدّفان في حالة دفن الموتى بضرب الأرض بعمود فإذا سمع صوت ارتداد في الأرض فهذا يعني وجود قبر معد مسبقاً جاهز لاستقبال جثة جديدة، وعلى هذا يرفع التراب المنهال والصفائح الصخرية فيبرز القبر، وأن الشيخ دعلج حفر ما يزيد عن 1500 قبر ويقال أن دعلج لقب الشيخ وليس أسمه، ولهذا الشيخ قبر خاص به حفره بنفسه في صخرة مرتفعة عن الأرض على شكل غرفة مفتوحة من جهة الشمال.

وفي حين بدأ المقطع بفتح أبواب مسجد النبيه صالح، والذي لا يعد صرحاً ديناً فحسب بل صرحاً اجتماعياً أساسياً في هذه الجزيرة يقيمون فيه الصلاة والنذور والأعراس و مناسباتهم الاجتماعية المختلفة، و يؤمنون به كإيمانهم بوجودهم على الأرض، انتهى المقطع بمشهد لغلق أبواب ذلك المسجد.

العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:07 م

      عفية

      البحرين جنة الملوك قديماً هكذا وصفوها لانهم عادلون لذلك كانت جنتهم وسواحلها الجميلة وشعبها الأصيل لا يحتاج الى وصف حتى الأعداء المتربصين يشهدون بذالك للشعب البحراني الاصيل المتجذر في هذه الأرض الطيبة والمباركة والآن لقد حل الخراب والدمار والفساد في اغلب المناطق في هذه الجزيرة الصغيرة . هذا قليل من كثير يا بنت بلدي لو اجتمعو كل مهندسين وكتاب ومخرجين تلفزيون البحرين الآن لما استطاعو باجهزتم المتقدمة المتطورة لما استطاعو انتاج دقيقة مما انتجته انت لسبب هو اصلك المتجذر واصلهم ،حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 10 | 7:15 ص

      أم دانة

      جمييييييل يا حووووراء موووفقة وننتظر اعمالش بشششغف :*

    • زائر 9 | 7:10 ص

      تراث شامخ

      موفقة إلى الأمام دوما لتوضيح ان النبيه صالح كان يقيم محاضراته ودروسه في مسجد الحرم الواقع في مقبرة جدعلي ويتوسطها ومن جهة الشرق من المقبرة موقع لأكبر حوزات البحرين قديما حيث صفوف الطلبة من العلماء الكبار الذين كانةا ينتضرون النبيه صالح بفارغ الصبر للحصول على الشرح والتفصيل في باحة المسجد ليلا

    • زائر 8 | 7:02 ص

      رائع اخيتي

      جميل ورائع اخيتي موفقه ولنا الفخر بك موفقه

    • زائر 6 | 6:55 ص

      حوراء مرهون

      شكرا للوسط :)

    • زائر 5 | 6:05 ص

      رااائع

      الله يعطيها العافية
      جان زين بعد في تقارير ثانية عن بقية المناطق

    • زائر 4 | 3:32 ص

      بالتوفيق

      توثيق تاريخ البحرين الى يبغون ينهونه بعض الناس عفيه عليش بت ديرتي مبدعه وإلى الامام بالتوفيق إن شاء الله

    • زائر 3 | 2:56 ص

      هكذا عشنا

      عاش آبائنا و أجدادنا منذ القدم قبل تدنيس هذا الوطن وتجنيسه بالاغراب

    • زائر 2 | 12:33 ص

      رابط مباشر

      نبغي رابط مباشر لو سمحتم

    • زائر 1 | 10:47 م

      نعم

      مقطع جميل ذكرنا بأجدادنا وكيف عاشت البحرين في الزمن الجميل
      بارك الله بها ونحن نفخر بهكذا عقول نيره
      والسؤال اين تلفزين العائلة كما يسمونه اليس من الافضل عرضه على التلفاز
      المحلي او اننا سنراه على القنوات الاخرى اللتي تعرض الاعمال البحرينية المتميزة .

اقرأ ايضاً