يحتاج المنتخب الإيطالي لكرة القدم الذي لا يتمتع بالإعجاب حتى داخل بلده لتغيير جذري ولو أن هناك من يمكنه القيام بذلك فليس سوى أنطونيو كونتي المدرب الصارم الذي اختير لقيادة الفريق يوم أمس الخميس.
وخلال ثلاثة مواسم مع يوفنتوس حوله كونتي من فريق لا يفارق وسط الترتيب إلى بطل مهيمن على كرة القدم الإيطالية محققا ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الدرجة الأولى.
لكنه ورغم تحقيق 102 نقطة وهو رقم قياسي والفوز بجميع مبارياته على أرضه في الدوري الموسم الماضي فإن كونتي شعر بأنه وصل لكل ما يمكن تحقيقه مع النادي وبدلا من البقاء مستندا للماضي قرر أن عليه الآن إما إعادة البناء أو الرحيل.
في البداية كانت الاتفاق على البقاء قبل أن يقرر الانفصال بعد أول تدريب استعدادا للموسم الجديد وبعد أيام قليلة من فشل يوفنتوس في ضم مهاجم تشيلي اليكسيس سانشيز.
وبدلا من ذلك اختار كونتي تحديا أكبر لإعادة بناء المنتخب الإيطالي فاقد الثقة والمصداقية والأكثر قلقا المفتقد للاعبين المميزين بعد العروض السيئة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وبذل المدرب السابق تشيزاري برانديلي جهدا كبيرا لضم لاعبين جدد خلال السنوات الأربع التي قاد خلالها الفريق من أجل تجديد الفريق المتقدم في السن.
ورغم نجاح برانديلي في الوصول بإيطاليا لنهائي بطولة اوروبا 2012 فإنها حين خاضت التحدي في البرازيل خسرت مرتين أمام كوستاريكا واوروجواي وفي كل مرة بهدف نظيف لتودع النهائيات من مرحلة المجموعات.
وقال برانديلي الذي استقال رغم أن عقده كان يستمر حتى 2016 "لدينا مشكلة في القدرات. كنا نعرف أننا سنعاني من مشاكل أمام فرق معينة."
وأضاف "تتناقل اوروجواي الكرة بسرعة لا تصدق.. كرة القدم لدينا لا تقدم أنواعا معينة من اللاعبين وهذا شيء ينبغي التعامل معه.
"نحتاج لمساعدة الجميع ولدينا الرغبة في التطور. يجب أن يتوفر مشروع فني يبدأ من أكاديميات الناشئين."
ورغم المعاناة المالية لكرة القدم الإيطالية فإن أنديتها تفضل البحث عن لاعبين أجانب بدلا من تطوير لاعبين من داخلها.
والأكثر أهمية وهذا أحد الشروط التي وضعها كونتي قبل قبول المهمة أن يسمح له بالسيطرة على تركيبة الفرق الوطنية بالكامل وبينها فرق الشباب وتطوير اللاعبين صغار السن.
وقال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لدى إعلان خبر تعيين كونتي "المدرب الجديد شارك (رئيس الجديد للاتحاد كارلو تافيكيو) المشروع الخاص بإعادة بناء المنتخب الوطني وتطوير لاعبين جدد لإيطاليا من خلال مراكز تدريب اتحادية."
وأضاف "سيكون هناك التزام قوي من المدرب في الجانب الفني وكمنسق لفرق الشباب."
وسيكون على كونتي أيضا العمل على إعادة الاهتمام بالمنتخب الوطني وهو أمر اشتكى منه برانديلي مرارا.
وقال برانديلي بعد خروج فريقه من كأس العالم "نحن المنتخب الوطني الوحيد الذي سيسافر لخوض كأس العالم بدون دعم مشجعيه. حين سافرنا كنا نشعر بالخجل تقريبا لذهابنا لكأس العالم.
"يجب أن يتوفر التزام أكبر من الأندية وحب أكبر للمنتخب الوطني."
وشعر البعض بأن برانديلي ربما كان شخصا لينا غير مناسب للمهمة وهو انتقاد لا يمكن توجيهه لكونتي.
فهذا الأخير كان لاعب وسط مقاتلا فاز بخمسة ألقاب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وبلقب دوري أبطال اوروبا مع يوفنتوس وكان ضمن تشكيلة إيطاليا التي وصلت للمباراة النهائية في كأس العالم 1994 وفي بطولة اوروبا 2000.
وقدم اندريا بيرلو لاعب وسط يوفنتوس وإيطاليا وصفا لشخصية كونتي حين تحدث عنه في سيرته الذاتية.
وقال بيرلو "حتى ونحن نحقق الانتصارات يأتينا كونتي (بين الشوطين) ويضرب الحائط بأي شيء يمكن ليديه أن تطاله.. عادة ما تكون قارورات المياه."
كما وصف انفتاح كونتي على اللاعبين حين تولى تدريب يوفنتوس. وقال بيرلو "جمع الكل في صالة التدريبات الرياضية لتقديم نفسه. كان متحفزا لنا. قال "حصل النادي على المركز السابع في الموسمين الماضيين. هذا شيء مجنون وأنا لم أحضر إلى هنا من أجل ذلك"."
والأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة لكونتي سيكون مستقبل ماريو بالوتيلي الذي واجه انتقادات واسعة بسبب أدائه في كأس العالم.
وقال برانديلي إن بالوتيلي يحتاج لأن يشعر بالحب لكن كونتي قد يتخذ منهجا مختلفا كليا في التعامل مع المهاجم غريب الأطوار.