هل أنت خائفٌ من الحب؟
هناك نوعان من القوى المتناقضة التي تحرك سلوك الناس في الحياة، هما الخوف والحب. حيث يوجد الخوف لا يتواجد الحب، وحيث يوجد الحب لا يمكن أن يتواجد الخوف. فمثلاً هذه الدقيقة التي تعيشها الأن هي دقيقةٌ جميلةٌ تماماً ومع ذلك، مع الإحساس بالخوف والقلق من المستقبل نفوت الاستمتاع بهذه اللحظة الثمينة جداً من حياتنا الآن.
كما أشارت العديد من الدراسات أن هناك أثنتان فقط من العواطف الأساسية التي تولد العواطف الأخرى : الحب والخوف، الحب يثير الفرح والعطف والسعادة والوفاء والسلام والجمال وأكثر من ذلك بكثير.على النقيض من ذلك، الخوف يجلب انعدام الأمن ، والشكوك، والحزن، والقلق، العداوة، والقلق، والمواجهة، وعدم اليقين، والقائمة لا تنتهي.
في كتابه « Life Unlocked: 7 Revolutionary Lessons to Overcome Fear»، الطبيب النفسي في جامعة هارفارد (Srinivasan S. Pillay MD 2011) يستمد من أحدث الأبحاث العلمية في مجال علم النفس لإثبات أن أكبر حاجزٍ للسعادة هو الخوف. يقول: إن بعض الأوقات هناك ما يبرر بعض حالات المخاوف، في حين أن معظم أفكار المخاوف هي من صنع الإنسان نفسه بسبب فتح الإنسان المدى لخياله، أفكار الخوف تنشأ عندما يكون العقل في حالة ضعفٍ وتدني احترام الذات. ثم مع الخيال الواسع نضيف بعض التوابل لجعل قصة الخوف أكثر دمويةً ورعباً. الحل الأمثل للتخلص من هذه الحالة هو معالجتها بنقيضها وهي قوة الحب، وليس المقصود هنا هو الحب المادّي المشروط والتعلق بالأشخاص، بل هو الحب الكبير الحب الإلهي، الناس الذين ليسوا معتادين على تجربة الحب الإلهي قد يجدون صعوبةً في البداية لفهم مفهوم هذا الحب الروحي.
قوة محبة الله مثل أشعة الشمس تغمر كل إنسانٍ و تقبله بالضبط كما هو بدون قيدٍ أو شرطٍ وبغض النظرعن من هو أو ما هي أخطاؤه ونقاط ضعفه فهو أرحم الرحمين ورب العالمين، أخذ الحب من الأعلى ينظف ويشفي قلوبنا، مما يجعلها نقيةً، لأنها ليست سوى قوة محبة الله التي يمكن أن تشفي القلوب.
علي العرادي
لا يستطيع أي منا أن يعيش وحيداً ويبتعد عن التعامل مع الناس، غير أن هذا التعامل طبيعي وهو من سنن الحياة يقود إلى منزلق يتجلى أحياناً في المجاملة التي تخرج عن الحدود المتاحة، والحقيقة أن هناك ضريبة يدفعها الإنسان عند ممارسته كل مجاملة، وهناك مؤشرات إيجابية أحياناً وسلبية في أحيان أخرى تؤثر في الشخص مقدم المجاملة ومتلقيها، وهنا أرى أنه على رغم احتياجنا إلى المجاملة باعتبارها مرغوبة في التعامل بها، وإذا كان هناك من ينكر ضرورة المجاملة متشدقاً بالصراحة الكاملة فغالباً ما يكون في نظر الناس ثقيل الظل وفي النهاية هو الخاسر، فقد فطر الله النفوس على حب المدح والثناء والمجاملة لكن مربط الفرس أن يميز العاقل بين من يستحق المجاملة وبين من لا يستحقها والظرف المناسب لها وإلى أي حد ستصل هذه المجاملة وما خلفياتها أو مضاعفاتها.
أما المجاملة الكاذبة فهي المدح والتمجيد لشيء لم يحصل أو لم يتصف به متلقي المجاملة الكاذبة، فأنت يا أخي القارئ قل ما في قلبك من مجاملة صادقة لكل من تحب من حولك وكن واثقاً بما تقوله لأنك تنطق بكلمات صادقة ولا يوجد هناك أي شك بمصداقيتك فأنت من عبر بحبه واحترامه للجميع فتوكل على الله وأترك وراءك كل من ينتقدك.
صالح بن علي
كثر الكلام هذه الأيام بشأن المسلسل المصرى تحت عنوان «صديق العمر» الذى عرض فى شهر رمضان المبارك حول صداقة جمال عبدالناصر مع عبدالحكيم عامر، والحدث العظيم الذى جرى فى أيام حكمهما المشترك لمصر، وهو حرب 67 والهزيمة المنكرة التى نجمت عنها. وحيث أنى كنت من المتابعين لهذا المسلسل، لدي ملاحظاتٌ بشأن هذه الصداقة التى تسببت في هزيمة 67.
- لاشك ولا ريب أن هذه الصداقة الحميمة بين الاثنين تشكل السبب الرئيس لهزيمة 67 فلولا هذه الصداقة لكان من الواجب على جمال عزل عبدالحكيم عامر عن وظيفته بعد العدوان الثلاثى عام 56، وهزيمة الجيش المصرى والاحتلال الثلاثي، ولولا الضغط الأميركي لما رحل الأعداء الثلاثة عن مصر، وهذا كان نصراً دبلوماسياً لمصر، ولكن الإعلام المصري حوله إلى نصرٍ عسكريٍ، وبدلاً من عزل عبدالحكيم تم مدحه والثناء عليه.
- العلاقة الزوجية بين عبدالحكيم، والفنانة برلنتي عبدالحميد كان يعلم بها رئيس المخابرات المصرية صلاح نصر، وقيل إنه هو الذى نظم لهذه العلاقة بين الاثنين؛ لإزالة الاكتئاب عن عبدالحكيم بعد أن انفصلت سورية عن الجمهورية العربية المتحدة، وكانت سورية تحت إمرته.
والسؤال هو كيف يمكن للمسئول الأول عن الجيش المصري الملم بكافة خططه الحربية الزواج فى السر، وإخفاء هذه الحقيقة عن رئيس البلاد؟ ألم يكن متوقعاً من الرئيس جمال، بعد أن علم بالخبر وتفاجأ به، وعلم أن رئيس المخابرات يعلم بهذا الحدث ولم يعلمه، أن يفصل الاثنين من منصبيهما، أم أن الصداقة الحميمة تدخلت، وجلبت كارثة 67؟
- من الملاحظ خلال المسلسل أن القرارات كان يتخذها المجلس العسكري الذى قام بالثورة، وأما الشعب فقد كان مغيباً. فلم نشاهد فى حلقات المسلسل أيَّ مقطعٍ يظهر بأن القيادة تود الرجوع إلى الشعب المصري، لاستقصاء آرائه حول قرارات المجلس. فالثورات التى قام بها العسكر فى العالم العربى بعد نكبة فلسطين فى 48 كانت تدعي أن من أول أهدافها تحرير فلسطين، ولكنها بدلاً من أن توجه سلاحها ومخابراتها إلى الخارج غيرت مجراها، ووجهتها إلى الداخل لتغييب الحريات مبررةً استمرار الحكم الشامل حتى يتم تحرير فلسطين، وكأن الشعب العربى لا يعلم بأن الإنسان المقيد لا يستطيع تحرير مقيدٍ آخر.
- حسب ما ورد فى المسلسل فإن الصديقين كانا مختلفين حول من يبدأ بالضربة الأولى فى حرب 67 فعبدالحكيم كان يريد توجيه الضربة الأولى من مصر، وأما جمال فإنه نظراً للقرارات المصرية المسبقة الغير مقبولة عالمياً، آثر تلقى الضربة الأولى، وحثَّ عبدالحكيم على الانتباه والتهيّئ لاستقبال هذه الضربة، ثم شن الحرب على إسرائيل، والاثنان ارتكبا الأخطاء فعبدالحكيم لم يتهيأ للضربة، وقرارات جمال كان من اللازم جمعها مع الضربة الأولى؛ لأن إسرائيل كانت قد بدأت بالضربة الأولى عند احتلالها فلسطين، فأيُّ هجومٍ عربيٍ على إسرائيل يعتبر دفاعاً عن النفس وتحرير أرضٍ مغتصبةٍ.
- لولا هذه الصداقة لما كانت هناك هزيمة 67، فهي نتيجة هذه الصداقة الحميمة التى آثرت العلاقات الشخصية على المصلحة العامة للبلاد، وهي تمثل الفساد الإداري المستشري فى العالم العربى، ولاأزال أتذكر كلاماً سمعته من أحد الأساتذة فى الجامعة، عندما كان يتحدث عن الإدارة فى العالم الثالث حيث قال: «من الصعوبة لإداريٍ عربيٍ أن يقول لا لصديقٍ إذا كان مقدماً لطلبٍ غير قانونيٍ «فالصداقة تتغلب على المسار الإداري المطبّق على الجميع، وتنجز معاملة الصديق بالالتواء والاعوجاج «.
عبدالعزيز علي حسين
العدد 4360 - الخميس 14 أغسطس 2014م الموافق 18 شوال 1435هـ
خائف من الحب
سبحان الله حتى المشاعر الإنسانية مثل المحبة فقدت في هذا الزمن