أعلنت الولايات المتحدة ان القوات الأميركية وجدت عددا من الايزيديين "اقل بكثير" مما كان متوقعا نازحين في شمال العراق مما يقلل من احتمال إجلائهم بينما تشن ضربات جوية على ناشطي تنظيم داعش.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ان عشرات الآلاف من المدنيين بينهم عدد كبير من أفراد الأقلية الايزيدية مطوقون في جبال سنجار من قبل مقاتلي "داعش" التي تسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكولونيل البحري جون كيربي قال في بيان ان "هناك عددا اقل بكثير من الايزيديين في جبل سنجار مما كان يخشى سابقا"، مؤكدا ان هؤلاء يعيشون "في ظروف أفضل مما كان يتوقع".
وتابع ان هذه المعلومات تستند الى ما نقلته بعثة مؤلفة من حوالي عشرين عسكريا أميركيا بعد مهمة استطلاع ميدانية أمس الأربعاء (13 أغسطس/ آب 2014) في جبل سنجار.
وتابع انه "استنادا إلى هذا التقييم اعتبرت الوكالات ان تنفيذ عملية إخلاء هو أمر اقل احتمالا بكثير" مما كان عليه في السابق. لكنه أكد في الوقت نفسه ان واشنطن ستواصل تقديم معونة إنسانية للاجئين.
وأوضح ان أعداد الايزيديين في جبل سنجار تضاءلت لان الآلاف منهم نجحوا على مدى الأيام الأخيرة في مغادرة الجبل تحت جنح الظلام، معتبرا ان الفضل في الوضع الراهن يعود في جزء كبير منه إلى المساعدات الإنسانية التي ألقيت بالمظلات على النازحين والغارات الجوية التي تنفذها يوميا منذ الجمعة طائرات أميركية ضد تنظيم داعش".
وأكد المتحدث ان النازحين الذين ما زالوا مختبئين في الجبل "يواصلون الحصول على الغذاء والماء" اللذين تلقيهما بالمظلات طائرات أميركية.
وكان مسئول في البنتاغون أعلن ان الجنود الأميركيين الذين قاموا بمهمة الاستطلاع أمس الأربعاء هم من أفراد قوة متخصصة في تدريب الجيوش المحلية وتقديم المشورة لها، موضحا إنهم "اجروا اتصالات مع نازحين" في سنجار وعادوا بعدها إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق "من دون ان ينخرطوا في أي عملية قتالية".
وكان نائب رئيس مجلس الأمن القومي بن رودس قال أمس الأربعاء "ندرس إمكانية إقامة ممرات إنسانية وتنفيذ عمليات إجلاء جوية (...) ندرس كيفية نقل الناس الموجودين في مناطق خطرة في الجبال إلى قطاعات أكثر أمنا. وهذا بالضبط ما تقوم بدراسته فرقنا الموجودة في العراق".
ولكن مساء عاد بن رودس واستبعد خيار تنفيذ عملية إخلاء للنازحين، مؤكدا في تغريدة على حسابه على موقع تويتر ان هذه العملية أضحت "اقل احتمالا بكثير".
وكانت الولايات المتحدة واصلت ضرباتها الجوية ضد مواقع "داعش" في منطقة سنجار معقل الأقلية الايزيدية التي تتحدث الكردية.
وفر مئات الآلاف من المدنيين أمام زحف مقاتلي "داعش" الذين استولوا على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشرقه منذ 9 يونيو/ حزيران.
وخلال الأيام العشرة الماضية، وجه مسلحو "داعش" هجماتهم الى مناطق قريبة من إقليم كردستان وطردوا خلال زحفهم عشرات الآلاف من الاقليات المسيحية والايزيدية من سنجار وقرة قوش التي باتت تحت سيطرة الجهاديين.
وتمكن عدد منهم من الوصول إلى كردستان، لكن آخرين ما زالوا عالقين في جبل سنجار، كما قال محمود بكر (45 عاما). وأوضح لوكالة فرانس برس ان "والدي خلف (70 عاما) لا يستطيع القيام بهذه الرحلة".
وقد قررت دول غربية إرسال أسلحة إلى القوات الكردية العراقية لمساعدتها في وقف تقدم "داعش" ، كما أعلن قصر الاليزيه الأربعاء في بيان ان رئيس الدولة فرنسوا هولاند قرر بالاتفاق مع بغداد، نقل أسلحة في الساعات المقبلة إلى كردستان.
سياسيا، رحب مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء بتكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة في العراق مطالبا إياه بالعمل سريعا على تشكيل حكومة جامعة وقادرة على دحر المتطرفين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر ان احد أسباب تقدم تنظيم داعش في العراق هو السياسة الاقصائية لحكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التي تسيطر عليها الطائفة الشيعية.
ويعمل مجلس الأمن الدولي على وضع مشروع قرار يهدف إلى تضييق الخناق على المقاتلين الأجانب والدعم المالي المقدم للمسلحين المتطرفين في سوريا والعراق. ومشروع القرار الذي سيتضمن عقوبات موضع بحث على مستوى الخبراء ويحتمل إحالته إلى التصويت في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي العراق، نشر مكتب اكبر مرجع شيعي آية الله علي السيستاني الأربعاء رسالة مؤرخة في منتصف يوليو/ تموز دعا فيها إلى اختيار رئيس وزراء جديد في العراق بدلا من نوري المالكي، يحظى ب"قبول وطني واسع".
وأكد ضرورة ان يتمكن رئيس الوزراء الجديد من العمل مع القيادات السياسية "لإنقاذ البلد من مخاطر الإرهاب والطائفية والتقسيم".
من جهته، أعلن المالكي الأربعاء تمسكه بمنصبه حتى صدور قرار من المحكمة الاتحادية.
وفي هذا الشأن، حض البيت الأبيض الأربعاء المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بن رودس للصحافيين "يجب ان يحترم العملية. هذا لم يفرضه احد من الخارج. هذا ما قرره العراقيون أنفسهم".
الحين؟
اي ل
الحين تغير المالكي .. بعد ما سويتون خطتكم.. شي اكيد بيطلع أقل !