قالت جمعية أصدقاء البيئة إن الجمعية وبالتعاون مع الصيادين البحرينيين وضمن التكتل البيئي قامت بإجراء مسوحات في البحر خلال مواسم صيد الروبيان رصدت خلالها حالات عديدة لسلاحف ميتة لاسيما في مناطق صيد الروبيان ما عزز المعرفة السابقة بشأن موت السلاحف مختنقة بعد وقوعها في شباك الجر القاعي وعدم تمكنها من الصعود إلى السطح للتنفس وهو ما يعرف بالصيد العرضي حيث ان الصيادين البحرينيين لا يتعمدون صيدها ولو وصلوا لها في الوقت المناسب لحرروها وأنقذوها إلا أن طبيعة هذه الطريقة في الصيد تؤدي في الغالب إلى موت سلحفاة واحدة على الأقل كل يوم خلال مواسم صيد الربيان.
وأوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية اصدقاء البيئة خولة المهندي، أن وضع السلاحف والثدييات البحرية يقع من ضمن أولويات الجمعية لاسيما خلال العامين الأخيرين فقد كانت السلاحف البحرية النشاط الأكبر للجمعية خلال عام 2013.
وأصدرت الجمعية رزنامة بيئية خاصة عن السلاحف البحرية عام 2014. وكان من أهم ما قامت به الجمعية في مساعيها للفت النظر لوضع السلاحف البحرية وأهمية الحفاظ عليها أن نظمت جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع المجلس الاعلى للبيئة ورشة متخصصة تدريبية في الحفاظ على السلاحف البحرية تضمنت تدريب الفريق البحريني لإنقاذ السلاحف البحرية على التعامل الدقيق مع السلاحف المصابة أو المريضة أو الميتة حين يراد تشريحها لاستكشاف بعض الأسباب المحتملة لموتها.
وكان من أهم مخرجات الورشة أن طالبت بإقامة مركز للإنقاذ البحري ليتم فيه إسعاف وعلاج السلاحف والأطوم والدلافين البحرية وإعادة تأهيلها ثم إعادتها للبحر وليقوم المركز بدور بحثي ودور توعوي في الحفاظ على البيئة البحرية.
وتعد السلاحف البحرية والأطوم (عرائس البحر) من الكائنات الحية المعرضة للانقراض عالمياً بسبب تعرضها للاصطياد المقصود أو العرضي في عدة أماكن من العالم، وكذلك بسبب فقدان موائلها الطبيعية لاسيما موائل التعشيش على السواحل الرملية المناسبة لتعشيشها والتي دعمتها عبر مئات الآلاف من السنين.
يأتي هذا التهديد أساسا مع زيادة الرقعة العمرانية على حساب السواحل أو بسبب الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي هي من صنع الإنسان والتي تدمر تلك السواحل أو تحولها إلى مقابر لصغار السلاحف التي تتيه بعد الفقس بسبب العوائق التي تعترض طريقها إلى البحر.
وبينما تعد سلاحف وأطوم الخليج العربي محمية من مخاطر كثيرة إلا أنها عانت من آثار سلبية مباشرة وغير مباشرة تم رصد بعضها، إلا أن الباحثين لا يملكون الكثير من المعلومات بشأن الوضع القائم للمجموعات التي تعيش في مياه الخليج العربي لتحديد ما إذا كانت أعدادها آمنة وصحية أم لا.
إلا أن نتائج الدراسات القليلة التي أجريت أوضحت أن مياه البحرين تساهم في الحفاظ على حياة الأطوم وأنواع من السلاحف البحرية من خلال توفير الموائل البحرية الضرورية لحياتها كالحشائش البحرية والشعاب المرجانية، لذلك فمن واجب جميع المعنيين بالمحافظة على السلاحف والثدييات البحرية السعي إلى تقليل آثار المخاطر عليها، ويشمل ذلك الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والصيادين وجميع مرتادي البحر أو المخططين أو المنفذين لأي نوع من المشاريع أو الأنشطة في البحر. وحتى الأفراد الذين لا يرون أنهم أثروا بأي صورة سلبية على السلاحف البحرية، فعليهم واجب مهم وهو الإبلاغ الفوري حين يلمحون سلحفاة أو أطوم بحرية مصابة أو مريضة على الساحل أو في البحر وذلك لإعطائها فرصة للنجاة على يد مختصين قد يستطيعون تقديم ما يحتاجه هذا الكائن الحي للنجاة.
وقالت الجمعية انه من خلال تجاربنا مع السلاحف التي وصلنا لها، لفت نظرنا أن الكثير من الناس يشاهدون ويمرون بتلك السلاحف لساعات أو أيام في بعض الأحوال قبل أن يقوم فرد منهم بالاتصال بالجمعية، علما بأن من قاموا بذلك شعروا بعد ذلك بالراحة النفسية لأنهم ساعدوا كائنا حيا على النجاة كان من الممكن أن يموت لو تصرفوا مثل غيرهم ولم يكترثوا. وهاتف الجمعية في متناول الجميع إذ انه مسجل لدى الدليل العام للهواتف منذ أكثر من عشر سنوات.
ومن المعروف من خلال أبحاث أعدت سابقا أن الأطوم تعيش طوال العام في بحار البحرين، فضلاً عن التي تهاجر إليها في الشتاء، وتعتمد الأطوم في غذائها على الحشائش البحرية القاعية الصحية للحصول على الغذاء في مراحل عمرها المختلفة حتى تصل إلى مرحلة التكاثر، حيث سجلت مشاهدات عديدة لها حول جزر البحرين وشوهدت بأعداد كبيرة.
واضافت الجمعية «مع أن الوضع العام يوحي بأنها آمنة إلا أنه وحتى في البحرين تتعرض الأطوم للمخاطر من الأنشطة البشرية حيث تحتاج للصعود فوق سطح البحر للتنفس كل بضع دقائق، ما يجعلها عرضة لضربات القوارب السريعة والتلوث فضلاً عن الوقوع في شباك الصيادين، علما أن الكثير منها يعيش في مياه الخليج العربي وقريب من المياه الإقليمية للبحرين، وهناك عدد من أنواع السلاحف البحرية المعرضة للانقراض يعيش كل منها في منطقته الخاصة، إلا أنها تشاهد أحياناً قريباً من بعضها البعض، فبينما تعيش السلاحف الخضراء على سبيل المثال في مناطق الحشائش البحرية التي تتغذى عليها مثل الأطوم، فإن نوع سلاحف المنقار الصقري تعيش حول الشعاب المرجانية والقيعان الصخرية، إلا أن ذلك لا يعني أن الأخيرة لا تمر على مناطق الحشائش البحرية، أو أن الأولى لا تبحث عن الحشائش والطحالب البحرية بين الشعاب المرجانية الصخرية».
ومن جهة أخرى، سجلت مشاهدات للأنواع الثلاثة الأخرى المعروفة من السلاحف البحرية وبأعداد أقل. وسجلت جمعية أصدقاء البيئة خلال العامين 2013 - 2014 مشاهدات لسلاحف من فصيلة الرأس الضخمة وفصيلة المنقار الصقري فضلا عن مشاهدات عديدة لسلاحف خضراء في مراحل نمو مختلفة تراوحت بحسب التقديرات الأولية بين عام وأربعين عاما. ويتراوح طول الصدفة لدى السلاحف البحرية المتواجدة في بحار البحرين بين أقل من 25سم إلى أكثر من 100سم، ما يعني أن البحرين توفر موائل بحرية للسلاحف في مراحل مختلفة من دورة حياتها، والتي قد تبدأ من صغار فقست من بيوض دفنت على سواحل سلطنة عمان أو مناطق أخرى حول الخليج العربي ثم وصلت إلى مياه البحرين لتمكث هناك في سنوات مهمة من حياتها، ما يزيد من أهمية مياه البحرين للحفاظ على هذه الأنواع المعرضة للانقراض.
وقد سجلت جمعية أصدقاء البيئة حالات عديدة لسلاحف ودلافين وأطوم ميتة في مواقع مختلفة من البحرين ومن أشهرها الدور وعسكر ورأس البر ومناطق متفرقة من جزيرة المحرق ومنطقة السيف.
وقد أعربت الجمعية عن قلقها من تزايد الأعداد المسجلة في بعض الفترات وخاطبت المجلس الأعلى للبيئة في أكثر من مناسبة لإجراء تحليل لجودة مياه البحر في بعض المناطق، وقد أبدى المجلس تعاونه وقام بالرد على أصدقاء البيئة بأن نتائج التحليل لم تشر إلى وجود ملوثات أو نتائج قد تشير إلى التسبب في موت تلك الكائنات الحية ذات الأهمية العالية بيئيا والمحمية من القانون البحريني.
سفن الصيد وموت السلاحف
وذكرت ان تزايد عدد سفن الصيد واستمرار وسائل الصيد التي تدمر قاع البحر والشعاب المرجانية سبب أساسي في موت السلاحف والثدييات البحرية إما من خلال الاختناق أو الاصطدام بالقوارب السريعة أو الإصابات من مراوح السفن. ولابد من ذكر المصائد الاشباح وهي مخلفات الصيد من شباك وأقفاص وحبال بالية أو تائهة تحوم في البحار وتصطاد الكائنات الحية ومنها السلاحف والأطوم عشوائيا حيث تموت فيها مختنقة أو تعوق حركتها وتتسبب في إصابات سيئة لها قد تودي بحياتها إذا التفت حول مراوح السفن الكبيرة على سبيل المثال مثلما شاهدناه في السلحفة «ضحية» عام 2004 أو تتسبب في كسور في الصدفة مثلما شاهدناه في السلحفاة «سلحف» عام 2013.
الردم
وافادت الجمعية بأن الكثيرين لا يدركون أن كثيرا من أفعالهم المرتبطة بالبحر قد تؤذي كائنات بحرية معرضة للانقراض وتودي بحياتها. فضلا عن كون الموائل البحرية في وضع حرج بعدما تعرضت له من تدهور كبير من خلال عمليات ردم السواحل والحفر وسحب الرمال واسعة النطاق في مياه البحرين وما ترتب عنها من تدمير للمناطق التي جرت فيها عمليات الحفر والردم فضلا عن طبقات الطمي (silt) التي جابت مناطق أخرى شاسعة لتجلب لها الموت.
وقد رصد غواصو أصدقاء البيئة وجمعية الصيادين أكواما مرتفعة من الطمي في موائل الشعاب المرجانية التي تعد من الموائل المهمة في حياة السلاحف البحرية.
وقد جاء في اعلان اليوم الدولي للتنوع البيولوجي هذا العام أن نصف الموارد البحرية العالمية يكمن في مياه الجزر. وتستأثر الصناعات القائمة على التنوع البيولوجي مثل السياحة وصيد الأسماك بأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للدول الجزرية الصغيرة النامية. وتوفر الشعاب المرجانية وحدها ما يقدر بمبلغ 375 مليار دولار من العائدات السنوية في السلع والخدمات.
ويشار إلى أن العديد من الأنواع الجزرية الموجودة في البر والبحر لا نظير لها في أي مكان آخر على وجه الأرض. وتشهد هذه الأنواع على ما تركه لنا التراث التطوري الفريد، وتعد باكتشافات تتراوح من الأدوية والأغذية إلى أنواع الوقود الأحيائي في المستقبل. ومع ذلك، وعلى غرار النمط العالمي، يتناقص التنوع البيولوجي للجزر بمعدل لم يسبق له مثيل في مواجهة المخاطر المتزايدة. وتلحق عوامل مثل ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ، وتحمّض المحيطات، والأنواع الغريبة الغازية، والتلوث، والصيد المفرط، والتنمية غير الرشيدة بهذا التنوع أضرارا فادحة. وتواجه أنواع كثيرة خطر الانقراض. كما تتأثر سبل معيشة الناس والاقتصادات الوطنية أيما تأثر جراء ذلك.
لذلك، فإن الحفاظ على السلاحف البحرية والأطوم هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على البيئة البحرية بصورة شمولية بل والحفاظ على فرص مهيئة لتحقيق الأمن الغذائي البحري، ما يستدعي الحفاظ على الموائل البحرية ووقف الأنشطة التي تدمرها فهي من أهم الثروات الطبيعية الوطنية التي تحتاج إلى إنقاذ قبل فوات الأوان.
وعن كيفية التواصل بين الجمعية والمهتمين وكيفية طرح أسئلتهم ومشاكلهم البيئي أوضحت الجمعية أن الجميع مدعو للمنتدى البيئي الاسبوعي اليوم الخميس الساعة الخامسة في مقر جمعية الصيادين بفرضة الصيادين بالمحرق.
العدد 4359 - الأربعاء 13 أغسطس 2014م الموافق 17 شوال 1435هـ
تشريح السلاحف
هل يستطسع أصدقاء البيئة تشريح السلاحف ومعرفة سبب موتها؟
أصدقاء البيئة
نعم ولكن إذا كان جسد السلحفاة وأجهزتها محفوظة ولم تتحلل أو تتعفن . نستطيع اختبار بعض أسباب الوفاة المعروفة والتأكد إن كانت تنطبق عليها أم لا.
أصدقاء البيئة
نذكر بفعالية اليوم : الساعة الخامسة بمقر جمعية الصيادين في فرضة المحرق .. شاركونا بأفكاركم وهمومكم ومقترحاتكم البيئة وسنقدم لكم خلاصات خبرتنا في مجال العمل التطوعي البيئي الأهلي في البحرين. ننتظركم
أصدقاء البيئة
شكرا للوسط على الاهتمام المميز بالقضايا البيئية ومطالبات المجتمع المدني والمتطوعين البيئيين. موقف يحسب للوسط