تعتبر قرية جد الحاج الواقعة على شارع البديع في المحافظة الشمالية من المناطق البحرينية التي لا تلقى الاهتمام الرسمي لاحتياجاتها المختلفة، إذ تحوي كنزاً من كنوز التراث الوطني ومزارعها تُسقى من عذب عيونها المختلفة، فيما تفتقر لوجود مراكز ونوادٍ اجتماعية تقضي على فراغ الأهالي والشباب وتكون متنفساً لهم.

«الوسط» اطلّعت على وضع القرية الحالي برفقة الأهالي، ولتسليط الضوء على ماضيها وتراثها، إذ أن جد الحاج هو اسم مشتق لغوياً من كلمة «جِد»، وفي اللغة يعني المشي، وبذلك يُقال جد يا حاج، إذ كان الحجاج قديماً ينطلقون من هذه المنطقة، فيما يقول رأي آخر أن جد يُقصد به «بئر».

ويبلغ عدد السكان في الوقت الحالي حوالي 700 إلى 1000 نسمة، فيما عدد البيوت يبلغ 100 بيت بعد الحصول على المشروع الإسكاني الذي زاد العدد بـ 30 بيتاً.

ويوجد في جد الحاج 9 مساجد، تُستخدم منها 5 مساجد والبقية أراضيها ذهبت وانتهت، إذ أنها موثقة في إدارة الأوقاف الجعفرية، ولكن لعدة أسباب مختلفة انتهت، فيما تعتبر عوائل الشواي ومرهون والبهائي والبدراني الأشهر في القرية، وتجمع بينهم قرابة أساسية، فيما يوجد في القرية صندوق خيري ينتظر إشهاره كجمعية ليكون معتمداً لدى وزارة التنمية الاجتماعية.

المنطقة الجديدة في جد الحاج تتمحور في المنازل الموجودة بجانب البحر، فيما القديمة التي كان الأجداد يقولون إنها تعود إلى 100 سنة فقط من الزمن هي المنطقة القريبة من المساجد على شارع القرية العام، وكانت عبارة عن مضاعن إلى البحر، إذ كان البحارة يستخدمونها للجلوس وشيئاً فشيئاً انتقلوا إلى المنطقة الجديدة بجانب البحر وزادت البيوت في القرية.

وتوجد في القرية الكثير من المناطق التراثية المعتمدة والمسجلة لدى وزارة الثقافة، ولكن الكثير منها أيضاً لم يحصل على الاهتمام الرسمي، إذ أن الكثير من المناطق تحتاج إلى تنقيبات لاكتشاف الكثير من الأدوات التراثية.

ورصد «الوسط أونلاين» العديد من الأماكن التراثية في جدالحاج، إذ تتواجد عدة لافتات رسمية من وزارة الثقافة توحي بأن تلك المناطق تراثية ومعتمدة لدى الجهات الرسمية، ولكنّ نظرة حول تلك الأماكن والمناطق تكفي لاعتبارها مُهملة من الجانب الرسمي، إذ تملأ تلك المناطق المخلّفات الكثيرة ومنها مخلّفات البناء فيما الجهات المعنية بذلك لا تحرك ساكناً، كما تحتوي جد الحاج على عيون كثيرة لا تلقى الاهتمام الرسمي أيضاً ومنها عين «الريّاش» وعين «حجي سلمان» وعين «برني».

ولا زال الأهالي يعانون من الشوارع أثناء مواسم سقوط الأمطار، إذ تم العمل على إعداد مخارج الصرف الصحي، ولكن حين التواصل مع وزارة الأشغال يقولون إن الوضع لا زال تحت التجربة لحين الوصول إلى المراحل النهائية.

ويوجد في القرية مدخل واحد فقط وهذه مشكلة يعاني منها الأهالي بشكل كبير، فيما تم تقديم مقترحات للجهات الرسمية لاعتماد مدخل آخر وتجهيزه للاستخدام، ولكن تفاعلاً و تجاوباً مع الموضوع لم يحصل البتة، وهو طريق ساحلي وداخلي يصل من جد الحاج إلى نورانا إلى كرانة من خلال البحر.

اعتمد الأهالي في الماضي على الزراعة والبحر كمصادر للرزق، فيما قلّت تلك المصادر بشكل كبير، إذ أن الاعتماد على البحر لم يستمر بسبب دفان «نورانا» الذي قضى على هذه المهنة، وتم أخذ جميع «الحضور» منهم في مقابل تعويضهم بمبلغ مالي.

فضلاً عن ذلك، فإن المحلات التجارية لم تعد من المشروعات الناجحة بالصورة المطلوبة داخل القرية، لأن عدد الزبائن محصور بالأهالي داخل القرية، وهي من القرى الصغيرة في البحرين.

وتتمثل احتياجات الأهالي في الطلبات الإسكانية، إذ يعاني الكثير من الأهالي الضيق في السكن، وهم بحاجة ماسة لتلبية الطلبات الإسكانية المتبقية بعد.

وأبرز المشاكل التي تعاني منها القرية هي عدم وجود خدمات عامة ومراكز اجتماعية تحوي الشباب وتستثمر أوقات فراغهم، ولا يوجد إلا ملعب واحد يعد متنفساً لهم، ولا يستخدمونه طوال السنة أيضاً.