غصته تختصر كل الحكاية، فهي أكبرُ شيءٍ فيه. كان هذا تماماً وضع المواطن البحريني عبدالنبي ضيف عندما جاء وعائلته (زوجته وابنه الأكبر) إلى مبنى «الوسط»، لينشر قصة ولده الموقوف على ذمم 5 قضايا أمنية «لا أصل لها» كما يقطع الوالد، مطالباً الجهات المعنية بالإفراج عنه.

الولد اسمه ضيف عبدالنبي ضيف من سكنة سترة الخارجية، أكمل في شهر رمضان الفائت عاماً كاملاً في سجن الحوض الجاف، ليبلغ تمام الـ(18 عاماً) بعد أن كان لا يتجاوز الـ(17 عاماً) عند اعتقاله -يقول الوالد-.

ويضيف «في الـ6 من شهر (يوليو/ تموز 2013)، أعلنت وزارة الداخلية عن وقوع تفجير في سترة. كان ذلك في حدود الساعة الـ10 مساءً. حينها كنت مع ولدي (ضيف) ووالدته في المنزل. أتذكر أننا لم نكن نبيت في المنزل؛ لأنه كان يخضع لأعمال صيانة، وإنما نتراوده ونبيت في بيت الوالد». ويتابع» في صباح اليوم التالي، وكالعادة ذهبت لأتفقد العمال وتبعتني زوجتي. في الأثناء سمعت جلبةً وطرقاً شديداً. صعدت لاستطلع الأمر، رأيت حشداً كبيراً من العناصر الأمنية يحيطون بالمنزل. خرجت لأستعلم. نهرني أحدهم وقال:» لماذا تأخرت في فتح الباب؟... ثم صفعني آخر على وجهي». يتابع «أخبرتهم أن المنزل يخضع للصيانة، وأنه لا أحد يسكن هنا، وأنا وعائلتي منتقلين مؤقتاً في بيت الوالد، طلبوا مني أخذهم لبيت الوالد. وحينها تعرضت لموقف محرج أيضاً عندما رفض بعضهم أن أرتدي ما يصلح به المشي في الشارع، وأن ألبس نعالي. مما اضطرني لأخذهم حافياً إلى بيت الوالد.

ويشير» حدث ذلك في حدود الساعة السابعة صباحاً. بحيث أنه عندما وصلنا إلى بيت الوالد تم اعتقال ابني ضيف. حاولت أن استفهم عن السبب، فأبلغوني أنه عليّ ألا أقلق وأن كل شيء سيكون على ما يرام».

ويردف «تفاجأنا بعد مكوثه 4 أيام في التحقيق، أن ضيف هو المتهم الأول في قضية التفجير، ونسب إليه حوالي 6 تهم هي: (القتل، والشروع في القتل، وحيازة واستخدام متفجرات، والتنظيم والمشاركة في المسيرات، حيازة المولتوف».

يؤكد الوالد» أولاً عند وقوع الحدث كان ولدي معي ووالدته حتى خلدا إلى النوم، ثانياً : ضيف ولد مجتهد ومحب للدراسة، وهو بعيد كل البعد عن الاشتراك في هذه القضايا».

ويفيد «كنت أخشى من ضياع مستقبل ولدي الدراسي، وخاصة أنه على بوابة التخرج من المرحلة الثانية - الفرع الأدبي. سعيت مع الوزارة ومديرية السجن لإدخال الكتب له. بعد فترة حادثني ضيف وأبدى رغبته في التوقف عن الدراسة معللاً ذلك بأن الوضع غير مهيّأ لذلك».

ويلفت الوالد «يؤلمني أن يكون ولدي بالسجن في الوقت الذي هو أحوج لأن يكون على مقاعد الدراسة بين زملائه، لبدء مشواره الجامعي».

وطالبت العائلة بالافراج عن ضيف الذي من المقرر أن يمثل أمام المحكمة اليوم الأربعاء (13 أغسطس/ آب2014)، متأملين خيراً في «حكمة المسئولين لصيانة مستقبل ولدنا، الذي اتهم في قضايا كبيرة ليس له منها شيء».

إلى جلالة العاهل ...

هنا توقف والد ضيف، وقال:»أنا أريد أن أوصل رسالتي إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة..

إلى جلالة الملك

استميحكم عذراً أن أخاطب جلالتكم بشأن ولدي الذي أُخذ بلا ذنب. لقد عشت بينكم يا صاحب الجلالة سنوات طويلة، أعمل في مزرعة سمو الوالد الشيخ خالد بن سلمان وعشت مع ولده سمو الشيخ سلمان بن خالد، ولم أشكوا قط من شيء، إلا الآن عندما رأيت أن ولدي فلذة كبدي يؤخذ مني بلا أساس صحيح. فأناشدكم النظر بعينكم الأبوية الكريمة في هذه القضية، واثقٌ إنكم تسمعون لشكاوى أبناء شعبكم، ولا يرضيكم أن يضار أحدٌ منهم».