العلاقة بين اللاعب والنادي مازالت تحتاج إلى الكثير من التنظيم والتطوير بما يتناسب مع الزمن الذي نعيش فيه وليس بما كان قبل 40 عاما عند بدايات تأسيس الرياضة في البحرين.
نحن لم نصل بعد إلى مرحلة الاحتراف التي يمكن من خلالها تحديد واجبات وحقوق كل طرف بشكل دقيق، ولكن أيضا لا يمكن لنا أن نستمر بقوانين وتشريعات وأنظمة عفا عليها الزمن وتجاوزها العصر.
الأسس التي بنيت عليها القوانين التي نحتكم لها حاليا كانت تعلي كثيرا من شأن المجموعة وتقلل من شأن الفرد، بمعنى أنه يجب أن يكون الفرد في خدمة الجماعة وحتى لو كان ذلك على حساب مصالحه الشخصية.
لذلك نشأت قيم الولاء للنادي وللقميص الذي ترتديه وللقرية أو المدينة التي تلعب باسمها، وهي كلها قيم جميلة تعكس مرحلة زمنية معينة عاشتها الرياضة البحرينية في ستينات وسبعينات القرن الماضي وتتناسب أيضا ربما مع المد الشيوعي في ذلك الوقت وسيطرته على الكثير من أوجه الحياة الثقافية والسياسية والرياضية.
لذلك جاءت القوانين والتشريعات انعكاسا لذلك الوضع الثقافي ولتلك البيئة التي كان يعيش فيها الناس.
المعضلة التي نواجهها حاليا أننا بتنا في عصر مختلف تماما عن العصر الذي صيغت فيه تلك القوانين، عصر يعلي من قيمة الفرد ويقدم مصالحه على أي مصالح أخرى، عصر قيم الرأسمالية المتوحشة كما يقال.
عصر تطغى فيه النزعة الاستهلاكية لدى الجميع، وعصر تتحكم فيه المادة بالدرجة الأساس متقدمة على كل القيم الأخرى، هذه المادة التي باتت المحرك للقطاعات الرياضية والثقافية.
عصر باتت تمثل فيه الحرية الشخصية قيمة كبرى، وباتت الأساس الذي يمكن الانطلاق منه لتحديد الأولويات الفردية بداية بالمردود المالي ومرورا بالشهرة والظهور الاعلامي ووصولا لمرحلة التباهي والتفاخر.
ولأننا عاجزون عن الدخول في عالم الاحتراف الكامل لظروف موضعية كثيرة ولغياب المقومات الحقيقية التي يمكن أن تبنى عليها رياضة احترافية، فإننا في الوقت نفسه أيضا لا يمكننا الاستمرار بالقوانين ذاتها التي روجت لقيم رفيعة ولكن الزمن تجاوزها أردنا ذلك أو رفضناه.
وعليه فإن إعادة تنظيم العلاقة التي تربط بين النادي واللاعب باتت مسألة ضرورية وملحة جدا بما يعطي اللاعب في الأساس حرية الاختيار وحق الاستفادة بحسب المردود الفني، كما يعطي النادي الحرية في المفاضلة والاختيار بحسب إمكاناته وبحسب مشروعه الرياضي إن كان لجهة المشاركة فقط أو للمنافسة الحقيقية.
فاللاعبون أقسام منهم من تستطيع أن تشارك فيه في المسابقات الرياضية فقط ومنهم من يجلب لك البطولة وبينهما درجات مختلفة، وفي إطار قيم العصر أي الحرية الشخصية والمادة يمكن إعادة تنظيم العلاقة بما يمكن كل ناد وكل لاعب من الحصول على قدره بمقتضى إمكاناته.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4357 - الإثنين 11 أغسطس 2014م الموافق 15 شوال 1435هـ
كرة اليد
ربما تتحدث عن كرة القدم
ولكن مشجعي بعض الفرق يقولون نحن في زمن الاحتراف ؟؟؟
هل مايحصل في كرة اليد احتراف ؟؟؟؟
لك الرد عزيزي