كانت حادثة تسرب النفط من ناقلة النفط العملاقة "فالديز" التي وقعت في عام 1989 هي الدافع وراء قيام شركات الطاقة العالمية بإعادة النظر في هيكل عمليات التشغيل لديها، ونظراً لأن صناعة النفط والغاز مثقلة بمخاطر عالية، فقد أصبح لزاماً عليها تغيير نظام الإدارة لتلافي وقوع حوادث مكلفة والاستمرار في درب المنافسة.
تجدر الإشارة إلى أن شركات الطاقة بالشرق الأوسط تسير على نفس الوتيرة، مستفيدة من خبرة نظرائها على المستوى الدولي.
ومن بين الشركات التي تلعب دوراً رائداً في هذا الدرب شركة نفط البحرين (BAPCO)، حيث استفادت الشركة من خبرات شيفرون في تطوير وتنفيذ نظام إدارة التميز التشغيلي، فضلاً عن أنها تقدم الدعم اللازم –بصفة رسمية- لملتقى الشرق الأوسط للتميز التشغيلي المقبل، ومن المقرر عقد هذا الملتقى في فندق إنتركونتننتال ريجنسي بالبحرين في الفترة من 28 حتى 30 سبتمبر في المنامة.
يتولى تنظيم هذه الفعالية The Energy Exchange وWorld Refining Association، حيث إنه من المقرر عقدها تحت رعاية الهيئة الوطنية للنفط والغاز في البحرين. وفي معرض حديثه عن السبب وراء استضافة الفعالية في البحرين، صرح مدير المؤتمر التابع لـThe Energy Exchange-ماكسويل ثومبسون قائلاً: "إن التزام دولة البحرين تجاه التميز التشغيلي يتوافق مع مكانتها المشار إليها في تقرير مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2014 الذي سلط الضوء على البيئة التنظيمية التنافسية والفعالة داخل الدولة، والتي تتضح أيضاً من خلال قطاع البترول في الدولة الذي يحقق 60% من إيرادات الصادرات و70% من إيرادات الحكومة".
واستطرد ماكسويل قائلاً: "كما يشكل عدد من المشروعات داخل هذا القطاع، مثل: خط أنابيب النفط الخام الجديد الواصل بين المملكة العربية السعودية والبحرين، بالإضافة إلى تحديث مصفاة سترة ومحطة استيراد الغاز الطبيعي المسال البحرية جزءاً من إنعاش صناعة الهيدروكربونات بدولة البحرين، وجعل البحرين خياراً ديناميكياً ومنطقياً لاستضافة النسخة الثانية من ملتقى الشرق الأوسط للتميز التشغيلي".
ومن المقرر افتتاح اليوم الأول من المؤتمر الرئيسي بخطاب رسمي يلقيه وزير المالية والوزير المسئول عن شئون النفط والغاز بمملكة البحرين سمو الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة. ومن المقرر أن تدور المحاور الرئيسية للبرنامج في اليوم الأول حول كيفية تطبيق الشركات العاملة في مجال الغاز والنفط بالمنطقة للتميز التشغيلي في الوقت الراهن، والدروس المستفادة من خبرات نظرائها على المستوى الدولي، وفي ظل حضور ممثلين عن الصناعة من البحرين وعمان والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند وكندا والولايات المتحدة، سيتناول البرنامج أيضاً مستقبل التميز التشغيلي وكيفية تطويره لضمان مواصلة عمليات التحسين.
أما اليوم الثاني من المؤتمر، فيدور حول المبادئ الرئيسية الثلاثة للتميز التشغيلي: القيادة وإدارة الأفراد والتغيير قبل الانتقال إلى تناول الاهتمامات الرئيسية للشركات العاملة في هذا المجال بالمنطقة – سلامة الأصول والموثوقية والصيانة.
وقبل انعقاد المؤتمر الرئيسي، سيقدم خبير لين الفني السابق لدى شركة شل ورئيس قطاع النفط والغاز الحالي لدى شركة سيكورا جاري داونز - فصلاً رئيسياً يتناول خلاله المنهجيات العملية الرامية إلى زيادة معدل الإنتاجية وخفض النفايات. كما سيقوم "جاري" بعرض المنهجيات الناجحة التي تم تطبيقها والتي تقدم مزايا مستدامة، وذلك باستخدام الأنشطة التفاعلية والعديد من دراسات الحالة.
تضم مجموعة المتحدثين الرئيسيين الذين يتشاركون الرؤى والخبرات في ملتقى الشرق الأوسط للتميز التشغيلي: المدير العام لإدارة التكرير بشركة نفط البحرين حافظ القصاب ، و مستشار التطوير المستمر بشركة إمبريال أويل دالي ماكنيل ، ومهندس متخصص في إدارة دعم هندسة الموثوقية والصيانة بشركة قطر للغاز جاي راج ، ومدير إدارة المخاطر بشركة نفط عمان محمد الهنائي ، ومدير البيئة والصحة والسلامة بشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات جاسم درويش ، وقائد أول لتطوير عمليات الأعمال بشركة الصناعات البتروكيماوية عارف العوضي ، ومدير امتثال البيئة والصحة والسلامة والجودة بشركة إينوك وضاح الهاشمي ، ومنصب مدير التميز التشغيلي بشركة نفط البحرين مارك هودجكينسون ، ومدير إدارة صيانة خدمات الدعم، بشركة بترو رابغ إلياس مندورة ، وغيرهم المزيد.
كما سيقدم مزودو التقنية على المستوى الدولي، بما فيهم هوني ويل وديو بونت وبترو لتقنية المعلومات رؤى مبتكرة بشأن تطوير التقنية من أجل تفعيل مبادرات التميز التشغيلي، مع تسليط الضوء على الهدف من المؤتمر في إطار توفير برنامج شامل لجميع الأطراف المعنية بالتميز التشغيلي، بالإضافة إلى الجهات التي تعتزم خوض غمار الرحلة.